الإشتباه في ضلوع مجموعتين متمردتين بهجوم دارفور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم، اديس ابابا، اوسلو: قال مصدر قريب من المحققين الأفارقة الثلاثاء، إنه يشتبه في ضلوع مجموعتين متمردتين منشقتين ناشطتين في جنوب دارفور في الاعتداء الذي اوقع السبت عشرة قتلى بين قوة السلام الافريقية في السودان. واضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته "قد يكون هجومًا مشتركًا بين حركة تحرير السودان -جناح عبد الله يحيى ومجموعة انشقت مؤخرًا عن حركة العدل والمساواة". غير ان المصدر، أشار إلى أن الأمر ليس استنتاجات نهائية للتحقيق الذي تقوم به اجهزة قوة السلام الافريقية انطلاقًا من الفاشر حيث مقرها في شمال دارفور. وردًا على سؤال بشأن هذه الشكوك، قال المتحدث باسم قوة السلام التابعة للاتحاد الافريقي نور الدين مزني انه من السابق لأوانه تقرير الجهة المسؤولة عن الهجوم "بصفة جلية" وانه ينبغي انتظار نتائج التحقيق.
الإتحاد الافريقي يدعو إلى تعزيز مهمة قواته
واوصى مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي الثلاثاء بتعزيز بعثة السلام الافريقية في دارفور وذلك اثر اعتداء السبت. وقال سفير مالاوي جيمس كاليلانغوي ورئيس مجلس السلم في مؤتمر صحافي في اديس ابابا ان اعضاء المجلس "نددوا بهذا الهجوم المتعمد. ان ابناءنا موجودون في دارفور في مهمة سلام وليس لمهاجمة اي كان. ان هذا الهجوم غير مقبول".
واضاف اثر اجتماع للمجلس استمر ثلاث ساعات "ان احدى توصياتنا هي مراجعة مهمة بعثة السلام حتى تتمكن قواتنا من الدفاع عن النفس ومطادرة المهاجمين". وتابع "ان القادة العسكريين لمهمة السلام الافريقية سيجتمعون قريبا لاستعراض الامكانات العسكرية ومعرفة ما يمكن تحسينه". واعرب المجلس ايضا عن الامل "في فتح تحقيق مشترك بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في هذا الهجوم" وان يتم تسريع عملية نشر القوة المختلطة بينهما. واوضح كاليلانغوي انه من بين 50 جنديًا أعلن عن فقدانهم لم يبق الا ثلاثة مفقودين فقط.
واشار السفير النيجيري لدى الاتحاد الافريقي اوبيوما اوباراه الى ان بلاده التي قتل سبعة من جنودها في الهجوم، الحت على اعادة النظر في مهمة قوة السلام الافريقية في دارفور. وقال "نحن حزينون ومصابون بخيبة امل غير اننا مصممون على مواصلة جهودنا لاعادة السلام الى دارفور". واضاف الدبلوماسي النيجيري "بعد معرفة نتائج التحقيق سنؤكد على ضرورة ان يكون هناك عقاب وان يتم اصدار مذكرات توقيف دولية ضد مرتكبي الاعتداء وان تتم احالتهم على القضاء".
وبحسب مصدر قريب من التحقيق الذي يجريه محققون افارقة فانه يشتبه في ضلوع مجموعتين متمردتين منشقتين ناشطتين في جنوب دارفور في الاعتداء الذي اوقع السبت عشرة قتلى بين قوة السلام الافريقية في السودان.
النرويج والسويد مستعدتان لارسال قوات
من جهة ثانية، قال قائد عسكري ان أفرادًا من سلاح المهندسين بالجيش في النرويج والسويد قد يتوجهون الى اقليم دارفور بالسودان في نوفمبر تشرين الثاني ضمن مهمة حفظ السلام المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لكن هذا العرض لم يقبل حتى الان. واذا وافق الاتحاد الافريقي على القوة المؤلفة من400 من النرويج والسويد فإنها ستصبح أكبر وأفضل وحدة تجهيزًا من العالم المتقدم في القوة المختلطة التي يبلغ قوامها 62 الف جندي من دول الاتحاد الافريقي والامم المتحدة معظمهم من قوات مشاة افريقية.
وقال اللفتنانت كولونيل انشتاين اسن إن الدور الرئيس لهذه القوة سيكون بناء قواعد لبقية القوة، اضافة الى المشروعات الهندسية الكبيرة مثل اقامة الطرق. لكن على الرغم من انهم تلقوا اشعارات بالانتشار لمدة اربعة اشهر منذ سبتمبر /ايلول عام 6002 فانهم لم يتلقوا كلمة مؤكدة ان كانت هناك رغبة لقبولهم. وقال هذا الاسبوع بوزارة الدفاع في النرويج "نسمع شائعات بأننا موضع ترحيب". واضاف "لكن لا يوجد شيء مؤكد. انه امر محبط للغاية ليس بالنسبة لنا وانما لاسرنا ايضا."
ويقول مراقبون انه لم يعرف ان كان سبب تأخير قبول العرض بارسال كتيبة مهندسين من السويد والنرويج يرجع الى معارضة الحكومة السودانية التي تريد قوة كلها من الافارقة أم ان التأخير من الاتحاد الافريقي. وقال يان ايجلاند مساعد أمين عام الامم المتحدة السابق لشؤون المساعدات الذي يرأس مركز دراسات للسياسة الخارجية النرويجية "احساسي هو انه سيتم قبولهم في نهاية الامر." واضاف "لكننا نخسر الوقت. هذه القوة كان يجب ان تكون على الارض منذ اربع سنوات."
ويقدر الخبراء الدوليون أن200 ألف شخص قتلوا في دارفور وشرد 2.5 مليون منذ حمل متمردون اغلبهم من غير العرب السلاح في اوائل عام 3002 متهمين الحكومة المركزية في الخرطوم باهمالهم. وحشدت الخرطوم ميليشيا اغلبها من العرب للقضاء على التمرد. وتصف واشنطن الصراع بأنه ابادة جماعية وهو الوصف الذي ترفضه الخرطوم. ويقدر السودان اجمالي عدد القتلى في دارفور بنحو 0009. وفشلت قوة الاتحاد الافريقي الصغيرة السيئة التجهيز في وقف العنف.
وفي مطلع الاسبوع قتل عشرة من جنود الاتحاد الافريقي واصيب عشرة جنود اخرين في هجوم يشتبه في ان متمردين شنوه على قاعدة للاتحاد الافريقي في دارفور وهو اخطر هجوم على القوة منذ انتشارها في عام 2004. واذا تم قبول القوة السويدية والنرويجية فانها ستصبح أفضل كتيبة مجهزة بالمعدات في القوة. وقال اسن ان الكتيبة ستلتزم بالقيام بالاعمال الهندسية وتترك حماية المدنيين لجنود المشاة الافارقة. لكنه قال ان قواته ستقاتل للدفاع عن نفسها في حالة الخطر اذا اقتضت الضرورة. غير انه قال انه يجب حل المشاكل الخطيرة قبل نشر قواته.
وقد توجه وفد يضم مجموعة من حكماء الساسة ورجال الدولة بقيادة الأسقف الجنوب أفريقي ديزموند توتو إلى منطقة دارفور المضطربة غربي السودان في مسعى لإيجاد حل للنزاع هناك. ويطير أعضاء الوفد إلى منطقة الفاشر في دارفور من منطقة جوبا جنوبي السودان التي توجهوا إليها في أعقاب لقائهم بالرئيس السوداني عمر البشير الاثنين من أجل تقييم اتفاق السلام الشامل الموقع بين الجنوب والشمال. وقال ديزموند توتو رئيس الوفد، والذي كان يشغل موقع رئيس اساقفة كيب تاون، إن مهمة الوفد هي دعم جهود من يحاولون إنهاء النزاع.
وسيكون الوفد والذي يضم جيمي كارتر الرئيس الأميركي السابق والأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة وعددًا آخر من الشخصيات المعروفة عالميًا، هو أول بعثة دولية تزور دارفور منذ الهجوم الذي شنه متمردون على قاعدة لقوات حفظ السلام في الإقليم منذ ثلاثة أيام والذي أدى إلى مقتل 10 جنود . وسيتحدث أعضاء الوفد مع القادة المحليين في الإقليم ومع النازحين الذين أجبرهم النزاع على ترك منازلهم والإقامة في مخيمات.
ولقي ما لا يقل عن مئتي ألف شخص حتفهم في إقليم دارفور بسبب أعمال العنف التي أسفرت أيضا عن تشريد ما يقرب من مليوني شخص آخر، وذلك منذ بداية الصراع هناك عام 2003. ويقول مراسل بي بي سي آمبر هنشاو، والذي يرافق الوفد، إن أعضاء الوفد يأملون في دعم جهود هؤلاء العازمين على وضع حد للدمار في الإقليم. وسيطلع أعضاء الوفد على أعمال العنف في الإقليم التي كان أحدثها الهجوم الذي شنه المتمردون على قاعدة تابعة لقوة حفظ السلام الإفريقية.
هجوم هاسكانيتا
وتكشفت تفاصيل عن شدة الهجوم الذي شنه المتمردون على القاعدة التابعة للقوة الأفريقية في منطقة هاسكانيتا السبت الماضي. فقد نقلت وكالة الأسوشيتد برس عن جنود من القوة الأفريقية قولهم إن قوة قوامها نحو ألف من متمردي دارفور شنت هجوما مباغتا في الغسق على موقعهم الذي يتمركز فيه 157 جنديا. وأمطر المتمردون القاعدة بالصواريخ مما أسفر عن تحطيم مركبة أفراد عسكرية في الوقت الذي كان فيه أفراد الموقع، وغالبيتهم من الجنود النيجيريين، يحاولون صد الهجوم المباغت.
وصعد المتمردون من هجومهم بشن هجوم ثان استخدموا فيه المركبات المدرعة والقذائف الصاروخية. واستمرت المعركة حتى حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي حيث نفذت ذخائر قوات حفظ السلام الإفريقية. وبحلول الصباح وصلت قوات الجيش السوداني وانسحب المتمردون بعد أن تكبدت القوة الإفريقية عشرة قتلى وسبعة جرحى.
وكانت التقارير الأولية قد أفادت أن 47 جنديا قد فقدوا إلا أن الرقم قد تراجع إلى 23 جنديًا وفي وقت متأخر من يوم الاثنين أفادت الأنباء بوصول 20 جنديا من هؤلاء إلى قاعدة أخرى تابعة لقوة حفظ السلام الأفريقية. وأخبر الجنرال مارتن أجواي القائد الجديد لقوة حفظ السلام الأفريقية في إقليم دارفور بي بي سي الاثنين إنه على قناعة بأن المهاجمين كانوا عبارة عن مجموعة منشقة من فصيل تابع لجيش تحرير السودان.
وقد أثار الهجوم على قوات حفظ السلام دارفور موجة إدانات دولية، وهددت الولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات على كل من الحكومة السودانية وجماعات المتمردين إذا عرقلوا جهود السلام بالإقليم. وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية إن الإجراءات العقابية قد تشتمل على حظر السفر وفرض قيود مالية على للأفراد.