حركة فتح تلجا لخطاب ديني في مواجهة حماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وفي حين تتهم حركة حماس بأنها تمارس الاعتقال والاضطهاد ضد أبناء حركة فتح في قطاع غزة، فان السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح في الضفة، تشن حملة اعتقالات ضد أعضاء في حماس ومقربين منها، بالإضافة إلى إخراج عشرات الجمعيات الخيرية المقربة أو التابعة لحماس عن القانون، والسيطرة على مجالس بلدية كانت حركة حماس وصلت لإدارتها عن طريق صناديق الاقتراع.
وبدأ الخطاب الديني الذي تتبناه حركة فتح، في مواجهة حركة حماس المحسومة توجهاتها الإسلامية المستندة إلى فكر الأخوان المسلمين، بعد أن حققت فوزا اعتبر ساحقا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة، وبدء المعركة التناحرية بين الحركتين.
ورفع نشطاء فتح شعار "شيعة..شيعة" يهتفون به خلال المهرجانات التي كان ينظمونها في المناسبات الخاصة بالحركة أو التظاهرات، في إشارة إلى أن حماس تتلقى التعليمات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والى أن ممارسات حماس تشبه ما تقول حركة فتح ممارسات الميليشيات الشيعية في العراق ضد اللاجئين الفلسطينيين هناك.
وفي المهرجانات التي حضرها محمود عباس (أبو مازن)، كان يطلب من جمهوره التوقف عن ترديد شعار "شيعية..شيعة"، ولكن لا أحد كان يستجيب له، أما الان فاصبح الأمر وكأنه طبيعيا أن يردد نشطاء فتح الشعار في الفعاليات التي تنظم في الضفة الغربية تنديدا بحركة حماس.
ويتضمن أيضا "اللهم اشهد علينا، واكشف حقيقة من دنسوا ساحات عبادتك وحولوا بيوتك إلى منابر للفتنة والتحريض على القتل والفتنة، حسبنا الله ونعم الوكيل".
وضمن خطابها الديني الجديد، تقدم حركة فتح نفسها كحركة إسلامية سنية، في مواجهة "حماس الشيعية"، وهو ما اعتبر تراجعا كبيرا في طروحات الحركة العلمانية، وعدد من قادتها هم من المسيحيين، بالاضافة الى وجود اعضاء في الحركة من الشيعة ومعظمهم من العرب الذين انتموا للحركة خلال وجودها خارج الاراضي الفلسطينية، ويوجد كوادر من الحركة متزوجين من شيعيات لبنانيات.
وتقدم حركة فتح الدكتور محمود الهباش، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الدكتور سلام فياض، كوجه ديني للحركة والحكومة، واصبح الهباش ضيفا شبه دائم على برامج التلفزيون الفلسطيني الرسمي، مقدما الوجه الإسلامي لحكومة فياض وحركة فتح.
وتستند اطروحات الهباش، إلى ما يسميه التيار الإسلامي الوسطي، وهو يهاجم حركة حماس ويعتبر بان ممارساتها في قطاع غزة ليست من الإسلام في شيء.
وفيما يعتقد انه ضمن تكثيف حركة فتح لخطابها الإسلامي، أقام توفيق الطيراوي، مدير المخابرات الفلسطينية إفطارا رمضانيا، مساء الثلاثاء للمحامين والقضاة، وجده الطيراوي فرصة للنيل من حركة حماس، خلال كلمة ألقاها قبل الإفطار.
وواجه بعض الحضور الطيراوي، بما وصفوه ممارسات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية غير القانونية، وقال الدكتور علي مهنا نقيب المحامين، بان الشرطة الفلسطينية توقف أشخاصا لفترات طويلة، دون مراعاة الإجراءات القانونية، واعطى مثلا على ذلك، مواطن فلسطيني تم توقيفه في مركز شرطة رام الله "على ذمة قائد الشرطة".
وقال أحد المحامين بان الأجهزة الأمنية ترفض إطلاق سراح معتقلي حماس الذين تقرر المحاكم إطلاق سراحهم، ويقول قادة الأجهزة الذين يحتجزونهم للمعتقلين "نحن لا يهمنا رأي المحاكم والقضاة".
وشكت أوساط حقوقية بان مكاتب الادعاء العام في السلطة الفلسطينية يكاد يكون لا عمل لها الان إلا قضايا المعتقلين من حماس، وهو ما رأته هذه الأوساط شبيها بما يجري في غزة على يد حماس ضد فتح.
ورد الطيراوي قائلا بان "ما يجري في غزة من خرق لحقوق الإنسان هو سياسة، بينما في الضفة الغربية هو حالات فردية".
وفي مواجهة الانتقادات التي تطال الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، تحاول حركة فتح تقديم صورة مختلفة عنها، ويشيع أفراد من الحركة أخبارا عن ما يعتبرونه تدين وتقوى قادة الأجهزة الأمنية.
ومن بين ذلك، ما يقوله أفراد حركة فتح عن هؤلاء القادة بأنهم "يقيمون الصلوات في مواعيدها، ويقيمون صلوات الليل، ويصومون رمضان..الخ".
وعبر مراقبون محايدون، عن خشيتهم من المدى الذي يمكن أن تصله "الحرب الدينية" بين حركتي فتح وحماس، خصوصا وان لا خطوط حمر فيها، ابتداء من الفتاوى التي يمكن أن يفصلها الشيوخ، إلى الخطاب الطائفي الموجه ضد الشيعة، وهو ما اعتبره المراقبون الأخطر في هذه المعركة، واستعداء شعوب عربية واسلامية بدون أي سبب.