جنوب أفريقيا: إنقاذ 1650 عامل احتجزوا بمنجم

كارلتون فيل، جنوب أفريقيا: تم اخراج 1650 عاملا سالمين لكنهم منهكون من اصل ثلاثة آلاف علقوا في منجم للذهب في جنوب افريقيا منذ اكثر من 12 ساعة. وقال ستان بيرشينك المدير العام للمنجم "تم انقاذ 1650 عاملا ويجب اخراج 1400 آخرين". وكان العمال عالقين على عمق 2150 مترا تحت الارض منذ الساعة 10:00 من صباح الاربعاء (8:00 تغ) في منجم ايلاندسراند، اثر انهيار سرداب.

وقال غراهام بيرغز احد مسؤولي المنجم الذي تملكه مجموعة "هارموني غولد" التي تحتل المرتبة الخامسة بين شركات انتاج الذهب في العالم ان السرداب قطع عند سقوطه الكابلات الكهربائية في الممر الرئيسي مما عطل عمليا نظام مغادرة المنجم. واوضح ديفيد موكوزي الذي كان من اوائل العمال الذين تم اخراجهم من المنجم عبر قناة مخصصة لاخراج النفايات، لوكالة فرانس برس "فجأة انطفأت الانوار". واضاف الرجل وهو اب لولدين يعمل في هذا المنجم منذ 1987 "في البداية شعرنا بخوف كبير وكلما مر الوقت كنا نتساءل الى متى سيطول ذلك؟". وتابع العامل الذي يبلغ من العمر 45 عاما "لكنني اشعر بالسرور الآن لانني في امان".

واعدت رافعات لنقل ثلاث منصات تسمح كل منها باجلاء 25 عاملا كل عشرين دقيقة تقريبا في عملية بدأت قرابة الساعة 23:00 تغ. وقالت الشركة ان عمليات الانقاذ ستستمر. وبعيد وقوع الحادث قالت نقابة عمال المناجم ان هذا الحادث يجب ان يشكل انذارا لشروط السلامة السيئة في المناجم. وقال بيتر بايلي المتحدث باسم النقابة ان "قطاع الذهب خصوصا يتسم باهمال كبير في المسائل المتعلقة بالسلامة".

وكانت ليسيبا سيشوكا المتحدثة باسم النقابة صرحت في اتصال هاتفي ان "الوضع خطير تحت الارض. الحرارة مرتفعة جدا وتبلغ ثلاثين او اربعين درجة والعمال يمكن ان يموتوا اختناقا". وارسلت فرق اسعاف الى الموقع. واوضحت ايميليا سواريس المتحدثة باسم "هارموني غولد" ان فرق الاغاثة "تتأكد من وصول الاوكسيجين الى العمال".

من جهته، روى سيرامي منيسي (31 عاما) "لم نكن قلقين جدا لاننا كنا نملك انوارا" على القبعات. واضاف وهو يلتقط واحدة من الشطائر التي اعدت للعمال "اخذنا نغني ونتناقش لتمضية الوقت". وتوجه بعد ذلك الى قاعة خصصت لفحص طبي للعمال الذين تم انقاذهم، وهي مرحلة اجبارية قبل ان يسمح لهم بالتوجه الى منازلهم. واكد باتريس موتسيبي رئيس "هارموني غولد" الذي بقي في الموقع ليلا "حتى الآن لم نسجل اصابات خطرة. واضاف ان العمال الذين خرجوا من المنجم "ذكروا امورا ايجابية عن زملائهم الذين لا يزالون عالقين تحت الارض". واضاف ان "هدف الشركة حاليا هو العمل على اخراج الجميع بسلام وبصحة جيدة" موضحا ان نظام التهوية والتغذية بالمياه يصلان الى العالقين. وتابع ان وقت الاسئلة حول "ملابسات الحادث" سيأتي بعد ذلك.

واكد غراهام بريتس "يجب اعداد حصيلة الخسائر المادية". الا ان ديفيد موكوسي قال ان هذا الحادث "يجب ان يكون درسا للادارة. يجب تأمين مخرج حقيقي للانقاذ". واشترت "هارموني غولد" في 2001 منجم "ايلاندسراند" من منافستها "انغلوغولد" بمليار راند (حوالى 144 مليون دولار) ومنجم "ديلكرال" المجاور. ومنذ ذلك الحين قامت بعدة اشغال لفتح سراديب للخروج من المنجم الذي تؤكد انه يضم احتياطي من 6،9 ملايين اونصة من الذهب. لكن منجم "ديلكرال" اغلق ولم يعد سدراب الاجلاء الرئيسي فيه يستخدم.

وقال رئيس شركة "هارموني لمناجم الذهب"، التي تمتلك المنجم: "من المفرح رؤية أولئك العمال وهم يخرجون من تحت الأرض". وأضاف: "من الصعوبة أن تواجه حالة يكون خلالها هذا الكم الكبير من الأشخاص محتجزًا تحت الأرض فيما يجب أن يكونوا فوقها". وأظهرت صور الفيديو التي تم بثها من موقع المنجم صور عشرات العمال وهم يهرعون إلى مغادرة المنجم وعلى رؤوسهم خوذات السلامة.

وقد تلقفتهم فرق الإنقاذ حيث قدمت لهم الماء والغذاء والعناية الطبية في الحالات الضرورية، فيما تم إرسال مجموعة من الأطباء إلى داخل المنجم لمعالجة أصحاب الحالات المستعجلة الذين تعذر خروجهم من المنجم.

يذكر أن منجم إيلاند ستراند يشبه من حيث الحجم والتخطيط مدينة صغيرة، إذ يضم طرقات مخصصة لعبور السيارات والشاحنات والقطارات، ويرجح الخبراء أن يكون انقطاع الطاقة الذي حصل فجر الأربعاء، قد وقع جراء انفجار أنبوب ماء قرب أسلاك الكهرباء.