صحف تنتقد براون لقراره عدم الدعوة إلى إنتخابات مبكرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: وجهت المعارضة المحافظة والصحافة البريطانية إنتقادات شديدة اللهجة لرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بسبب "تراجعه المذل" عن مواقفه، إثر قراره عدم الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة هذا الخريف. وكان براون قد إستبعد في حديث لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) يبث الاحد ونشرت مقتطفات منه السبت، إجراء أي انتخابات مبكرة قبل 2009. وقال براون في مقتطفات من الحديث "لن أدعو إلى انتخابات". وكان متحدث باسم رئيس الوزراء قد أعلن في وقت سابق عدم اجراء انتخابات "هذا الخريف".
وانتقد زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون بشدة قرار براون، معتبرًا انه تراجع في اللحظة الاخيرة عن مواقفه اثر مخاوف من تصاعد شعبية المحافظين المفاجئة. واعتبر كاميرون ان سلطة براون تضررت كثيرًا بقراره عدم الدعوة لانتخابات. وقال "اعتقد ان رئيس الوزراء اظهر ضعفًا كبيرًا وترددًا. من الواضح انه لم يكن يركز في الاشهر القليلة الماضية على ادارة البلاد". واضاف "كان يحاول شق طريقه نحو حملة انتخابات عامة والان اضطر للقيام بتراجع مذل".
وكانت عدة عوامل قد أدت الى تراجع شعبية براون في الايام الماضية ابرزها الخطاب القوي الذي ألقاه كاميرون امام مؤتمر حزبه الاربعاء، إضافة الى تعهدات المحافظين بتخفيض الضرائب والانتقادات لبراون بسبب اعلانه عن قرار سحب قوات من العراق.
من جهتها، اتهمت الصحافة البريطانية اليوم الاحد غوردن براون بانه تراجع في اللحظة الاخيرة عن موقفه معتبرة ان ذلك قد يؤثر بشكل خطير على قيادته. ورأت صحيفة "صانداي تلغراف" (محافظة) ان رئيس الوزراء ادخل نفسه، ومن دون ان يكون مضطرًا لذلك، في وضع صعب بعدما تبين ان التهكنات حول الانتخابات اطلقت فقط من اجل اثارة خوف المعارضة. واعتبرت الصحيفة ان ذلك ترك اثرًا عكسيًا. وكتبت "عمليًا، فإن براون لوحده تمكن من توحيد حزب المحافظين بنجاح لم يحققه اي شخص اخر منذ فوز مارغريت تاتشر في الانتخابات".
وتنشر في صفحتها الأولى نتيجة استطلاع للرأي أجرته الصحيفة ويوضح أن شعبية المحافظين وصلت إلى واحد وأربعين في المئة، بينما جاء العمال في الموقع الثاني بنسبة ثمانية وثلاثين في المئة وتذيل حزب الأحرار الديمقراطيين القائمة بنسبة إحدى عشر في المئة.
وتقول الصانداي تايمز فى كلمتها إن براون لم يدع للانتخابات المبكرة بعد أن رأى أنها مغامرة كبرى. وتضيف الصحيفة بأن "رجلاً مثل براون، أسس حياته السياسية على الحذر وأن يصيب دون أن يوجه ضربة مباشرة، لن يغير من نفسه فجأة ويتحول إلى مغامر يخاطر بحكومته وبموقعه في التاريخ من أجل أن يثبت فقط انه فاز في الانتخابات كرئيس للوزراء". وتختم الصحيفة كلمتها بالقول "إن براون بدأ أول مئة يوم له في الحكم بطريقة جيدة، لكن نهاية المئة يوم جاءت مختلفة عن بدايتها. إن البلاد لا تفكر فيه كثيرًا الآن ويجب ألا يلوم براون على هذه النتيجة إلا نفسه. إنه حقًا ضحية ما صنعه بنفسه".
من جهتها، كتبت صحيفة "الاوبزرفر" (وسط، يسار) أن المحافظين سيتهمونه الآن بالتراجع في اللحظة الاخيرة عن مواقفه او "تنفيس عزيمته" وهو ما "لن يروق له، لكن هذا الأمر سيؤثر عليه سياسيًا وشخصيًا". وقالت الصحيفة إن تراجع براون عن الدعوة للانتخابات "مهين حتى وإن كان من أكثر القرارات حكمة." وتقول الصحيفة إن "نواب حزب العمال سيردون بأن براون لم يتراجع حيث انه لم يدع إلى الانتخابات أصلاً وأن الإعلام غير المسؤول هو الذي ضخم الأمر".
وتضيف الصحيفة بأن براون "ظن انه سيحتكر الساحة السياسية بخطط تكتيكية مثل تعيين نواب من المعارضة في الحكومة وتبني سياسة ولهجة المحافظين حول الهجرة والجريمة دون أن يقدم نظرة إستراتيجية خاصة به".
وكتبت صحيفة "مايل اون صانداي" اليمينية، "بغض النظر عما كانت عليه الخطة الاساسية وقد تكون مجرد دفع المحافظين الى الكشف عن استراتيجيتهم الانتخابية، فإن الخسائر للعماليين اكبر بكثير من المكاسب". وشاطرتها هذا الراي صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" اليمينية اليوم الاحد التي اعتبرت ان موقع غوردن براون كزعيم للعماليين اصبح على المحك.
وكان براون قد أشار في معرض الاسباب التي دفعته الى التخلي عن قرار اجراء الانتخابات في الوقت الراهن، الى سلسلة الازمات التي تواجهها بريطانيا بما يشمل الهجمات الارهابية التي احبطت في لندن وغلاسكو منذ توليه السلطة. وقال "خلال هذا الصيف، كان علينا ان ندير ازمات عدة هي الحمى القلاعية والارهاب والفيضانات والازمات المالية. ونعم كان يمكن ان نجري انتخابات (مبكرة) ... لكن ما اريده هو ان نظهر للسكان الرؤية التي لدينا لمستقبل هذا البلد". واضاف "آمل ان تسنح لي فرصة ... ان اطور واظهر للسكان السياسات التي ستشكل فارقا كبيرا". واوضح اندرو مار الصحافي المعروف في البي بي سي الذي حاور رئيس الوزراء في مقره الرسمي ان براون استبعد اجراء الانتخابات التشريعية هذا العام "الا اذا طرأت ظروف استثنائية".
واظهرت استطلاعات رأي جديدة اليوم الاحد تقدم المحافظين حيث اشار استطلاع اجراه معهد "آي سي ام" لحساب صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" ان المحافظين يتقدمون على حزب العمال بست نقاط في 83 دائرة انتخابية. وافاد الاستطلاع انه في حال اجريت الانتخابات الان فإن 49 نائبًا من العماليين سيخسرون مقاعدهم بينهم وزراء بارزون مثل وزيرة الداخلية جاكي سميث، ولن يتمكن اي حزب من الفوز بغالبية المقاعد في البرلمان. واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد يوغوف لصحيفة "صانداي تايمز" ان المحافظين يتقدمون بثلاث نقاط. وليس هناك ما يجبر براون على الدعوة الى انتخابات قبل 2010، لكن التقدم الذي تحقق في شعبية حزب العمال حتى وقت قريب عزز الشائعات التي تحدثت عن امكانية اجراء انتخابات مبكرة هذا الخريف.