بعد القنابل حطام السيارات يطارد العراقيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: رغم مرور فترة على حدوث إنفجارات ورغم نقل القتلى والجرحى وتنظيف الشظايا والدماء تقف سيارات محترقة ومحطمة على جانب الطرق في شتى أنحاء العاصمة العراقية كتذكرة يومية لأعمال العنف التي يرغب سكان بغداد في نسيانها. يتساءل صادق أحمد وهو يشير الى موقف سيارات في وسط بغداد مليء بالسيارات المحطمة "انظروا الى هذا المنظر القبيح. كيف يمكن لاحد أن ينسى الحرب عندما يري هذه السيارات ودمارها واحتراقها.."
وألقيت العشرات من السيارات التي تحمل أثار دمار مختلفة في هذا المكان في مواجهة مدرسة في حي الصالحية. ولم تتأثر بعض هذه السيارات بشكل كبير وانما تهشمت نوافذها فقط وتحمل علامات سوداء في الجزء الذي تعرض لانفجار في حين أن هناك سيارات أخرى متفحمة تماما وأطاحت الانفجارات بأبوابها.
وهناك القليل من السيارات التي تحولت الى ألواح ملتوية من المعدن في اشارة على الارجح الى أنها استخدمت في هجمات بسيارات ملغومة. والصفة المميزة الوحيدة وسط كومة من أكوام الخردة هي لونا السيارات الاجرة في بغداد البرتقالي والابيض. ويقول واثق عدنان "لهذة الصورة أثر نفسي على الناس. عندما يرون ذلك يتذكرون الخوف والرعب والموت... نريد القضاء على هذه الصورة ونغيرها بشيء أكثر تفاؤلا وفرحة حتى يتمكن الناس من نسيان ما يحدث."
وشددت القوات الاميركية والعراقية الاجراءات الامنية في شتى أنحاء بغداد في الشهور الاخيرة على أمل القضاء على تفجيرات القنابل المزروعة على الطريق والسيارات الملغومة التي أسفرت عن مقتل الالاف منذ أن أطاحت القوات بقيادة الولايات المتحدة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين منذ أربعة أعوام. ويقول مسؤولون ان زيادة الدوريات الامنية كبحت أعمال العنف ولكن القنابل ما زالت حدثا يوميا في أعمال العنف الطائفية التي تقع في العراق.
وفي العديد من أجزاء بغداد تترك السيارات ببساطة في المكان الذي وقع به الهجوم بعد أن تجر بعيدا حتى لا تعوق الحركة المرورية وتترك على جانب الطريق. ويقول مجلس بلدية المدينة انه تمت ازالة حطام 1500 سيارة حتى الان هذا العام ولكنه يقر بأن ما زالت هناك سيارات محطمة كثيرة في شوارع العاصمة. وتحول بعضها الى مكان للعب الاطفال الذين يقفزون من على أسطح السيارات التي يعلوها الصدأ الى غطاء السيارة ويلعبون بالابواب. ولكن وجود مثل هذا الحطام يغضب الكثير من السكان..
ويقول مازن كاظم الذي يقف وسط الحطام في موقف السيارات "هذا وضع مأسوي للغاية. لا نريد أن نراه." وطلب من السلطات ازالة هذه السيارات وزرع أشجار وزهور في مكانها. وتابع "هنا مدرسة. يجب أن يتمكن الاطفال من رؤية حديقة وليس سيارات منفجرة ومحترقة.