فوز غير رسمي لمشرف يضع باكستان في فترة حرجة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مقتل وإصابة 35 مسلحا باشتباكات عنيفة في باكستان
مقاتلون يختطفون 30 جنديا باكستانيا في وزيرستان
اسلام اباد: وضع فوز الرئيس الباكستاني بولاية رئاسية جديدة السبت بلاده في حالة قضائية وسياسية حرجة وحافلة بالمخاطر، ستستمر عشرة ايام على الاقل، الى ان تفصل المحكمة العليا في شرعية هذه الانتخابات.وقال المحلل السياسي نسيم زهرة لوكالة فرانس برس ان "الجنرال مشرف حقق فوزا متوقعا، ولكن هذا لن يزيل بالتأكيد المخاوف السياسية التي تسيطر على الاجواء" في بلد قضى اكثر من نصف العقود الستة التي مرت على قيامه تحت حكم جنرالات انقلابيين، اما باقي سنيه فقضاها في ظل حكومات مدنية خاضعة لهؤلاء.واستولى مشرف على السلطة قبل ثماني سنوات في انقلاب ابيض.ويبقى مصير مشرف معلقا على قرار المحكمة العليا التي يمكنها ببساطة ان تلغي الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات التي جرت وفق نظام اقتراع غير مباشر.وكانت المحكمة العليا سمحت الجمعة في قرار مفاجئ باجراء الانتخابات في موعدها ولكنها فرضت حظرا على اعلان النتائج قبل ان تبت بطعون تقدمت بها المعارضة. ولن تلتئم المحكمة قبل 17 تشرين الاول/اكتوبر.وستنظر المحكمة في اهلية ترشيح مشرف وفي صحة الانتخابات كذلك.
وكان نحو 30% بالمئة من اعضاء المجالس التشريعية المكونة للهيئة الناخبة قدموا استقالاتهم من هذه المجالس كافة احتجاجا على ترشح مشرف معتبرين ان "الانتخابات مزورة".ووعد مشرف بالتخلي عن قيادة الجيش بعد اعادة انتخابه وقبل انتهاء ولايته الحالية في 15 تشرين الثاني/نوفمبر، معتبرا ان الدستور لا يفرض عليه القيام بهذه الخطوة قبل الترشح كما تقول المعارضة في طعنها المقدم الى المحكمة العليا.وقال حسن عسكري استاذ العلوم السياسية سابقا في جامعة لاهور ان "من المفاجئ للغاية ان لا تصادق المحكمة العليا على فوزه".واضاف "اذا لم يحصل هذا ستقع البلاد في ازمة ضخمة".
ورفض مشرف السبت الاجابة على سؤال عما سيفعله اذا ما الغت المحكمة العليا الانتخابات، بيد ان شائعات عدة انتشرت في هذا الصدد مفادها انه سيعمد عندها الى اعلان الاحكام العرفية.
واكد مصدر مقرب من الرئاسة ان الرئيس سيعمد عندها الى فرض "احكام عرفية". واوضح هذا المصدر انه سيتم عندها اتخاذ اجراءات محددة ضد عدد من المؤسسات تفاديا لوقوع اية فوضى.وحاول مشرف في مناسبات عدة فرض قوانين استثنائية.الا ان هذا الفوز رحب به رئيس وزرائه معتبرا اياه "مرحلة جديدة في التاريخ الديموقراطي الباكستاني".
ولكن المحك الرئيسي لباكستان ليس في هذه الانتخابات الرئاسية بقدر ما هو في الانتخابات التشريعية المقررة مطلع 2008، التي تجري وفقا لنظام الاقتراع المباشر من الشعب. وفي هذه الانتخابات لا يبدو معسكر مشرف واثقا من امكانية تحقيقه النصر وحيدا.
وتحسبا لهذه الانتخابات وقع الرئيس الباكستاني الجمعة مرسوما منح بموجبه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو عفوا عن تهم بالفساد تلاحقها ودفعت بها الى المنفى الاختياري منذ 1999. وهذا المرسوم مهد الطريق امام تقاسم مشرف السلطة مع بوتو مقابل ان يتحالف حزبها النافذ معه في الانتخابات التشريعية.
وبوتو هي المرأة الاولى والوحيدة التي تسلمت رئاسة حكومة هذه الجمهورية الاسلامية، الدولة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، ويتوقع ان تعود هذه الزعيمة الى بلادها في 18 تشرين الاول/اكتوبر.الا ان هذا التحالف المخالف للطبيعة بين بوتو ومشرف الذي تدعمه واشنطن بطريقة بالكاد مبطنة، كون مشرف هو حليف اساسي للولايات المتحدة في "حربها على الارهاب" التي تدعمها بوتو ايضا، اثار ردود فعل شاجبة حتى في اوساط حزبيهما.وقال زهرة انه مهما يكن قرار المحكمة العليا فان "السؤال الكبير حول الشرعية المعنوية والدستورية لمشرف سيظل مطروحا".