أوكرانيا: تنافس حاد بين فريقي الغرب وروسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف: يتصاعد هذا الاسبوع التنافس على السلطة في اوكرانيا بين الموالين للغرب الذين حققوا فوزا متواضعا في الانتخابات التشريعية، والموالين لروسيا الذين يتحفظون عن الانتقال الى المعارضة، فيما يبقى السؤال الاكبر عن ماهية الائتلاف الحكومي المقبل.وعلق المحلل السياسي المستقل فولوديمير مالينكوفيتش "انها حرب جديدة في الكواليس" بعد الانتخابات التشريعية المبكرة في 30 ايلول/سبتمبر.
واثار الرئيس الموالي للغرب فيكتور يوتشنكو بلبلة الاسبوع الفائت بدعوته الى تشكيل ائتلاف كبير بين مؤيدي الغرب ومؤيدي روسيا، قبل ان يقترح ائتلافا "برتقاليا" بين حلفائه الذين قادوه الى السلطة عام 2004.
وفي هذه الحال، على "المعارضة" الموالية لروسيا ان تكتفي ببضعة مقاعد وزارية.وصرح الرئيس الاوكراني الجمعة لشبكة "فرانس 24" الاخبارية ان "فكرة الائتلاف الكبير بالغة الصعوبة"، متسائلا "هل ستثمر المفاوضات ام لا؟ من الصعب الاجابة الان".وامل في هذا الحديث على هامش زيارة مفاجئة لفرنسا "الا يهيمن اي من القوى"، لافتا الى ان المفاوضات ستستأنف الاثنين "في شكل رسمي".
وكتبت صحيفة +غازيتا بو كييفسكي+ السبت ان "يوتشنكو يواصل اللعب على الجبهتين".واضافت ان الرئيس "اطلق نوعا من مزاد على الجهة التي ستقدم العرض الافضل لحزبه" الذي حقق نتيجة متواضعة في الانتخابات (14.15 في المئة من الاصوات).
وتابعت انه "يخاطب في الوقت نفسه" يوليا تيموشنكو، احد قادة الثورة البرتقالية (30.71 في المئة) وحزب المناطق برئاسة رئيس الوزراء الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتيش (34.37 في المئة).لكن مجلة +دزيركالو تينيا+ الواسعة الانتشار اعتبرت ان ايا من الافرقاء الثلاثة ليس "في وضع يحسد عليه".وقالت ان يانوكوفيتش مهدد "بخسارة السلطة" فيما تيموشنكو "غير واثقة" بانها ستعود الى رئاسة الوزراء. اما يوتشنكو الذي كان يأمل بتهميش الجانبين عبر انتخابات مبكرة فقد اخفق.
ورأى مالينكوفيتش ان "يوتشنكو ربح الحرب على يانوكوفيتش. لكن تيموشنكو خرجت اكثر قوة من المعركة الجديدة".وبموجب اتفاقات اولية بين يوتشنكو وتيموشنكو، ينبغي ان تتولى الاخيرة رئاسة الوزراء بعدما تبوأت هذا المنصب عام 2005 قبل ان تقال على خلفية خصومات.لكن عودتها الى السلطة لن تريح يوتشنكو الذي يأمل بخوض الانتخابات الرئاسية المقررة بين نهاية 2009 وبداية 2010.
من جهته، قال ايفان بريسنياكوف من المركز الدولي للدراسات السياسية في كييف ان "يوتشنكو يدنو من المعارضة (الموالية لروسيا) ليضمن لنفسه دعما ضد تيموشنكو".ويواجه التحالف البرتقالي خطرا اخر يتمثل في الغالبية الهشة التي فاز بها (228 مقعدا).
واتهمت الصحافة وكتلة تيموشنكو معسكر يانوكوفيتش بمحاولة "اجتذاب" نواب "برتقاليين" لنسف هذا التحالف.وكان يمكن ان تساهم مشاركة كتلة ليتفين (3.96 في المئة) ذات الهوية السياسية غير الواضحة في تعزيز التحالف المذكور. لكن زعيمها فولوديمير ليتفين قال انه يفاوض الجانبين مع التزامه الحياد.
ويعتبر مناصرو يانكوفيتش ان اقتراح تشكيل ائتلاف كبير لا يزال صالحا.وقالت مستشارة يانوكوفيتش غانا غيرمان لصحيفة +غازيتا 24+ السبت "اعتقد ان فكرة الائتلاف الكبير وردت لدى يوتشنكو قبل الانتخابات بوقت طويل. وتصريحه (في هذا الصدد) ناتج من مفاوضات عدة شملت ايضا رينات احمدوف"، الملياردير والممول الرئيسي لحزب المناطق.
واذا اتخذ هذا الخيار بعدا ملموسا فقد يتسبب يوتشنكو بانقسام في صفوف مؤيديه. فاربعون نائبا من اصل 72 ينتمون الى حزبه وقعوا الجمعة رسالة تحذره من التحالف مع الموالين لروسيا.