الدبلوماسية الأميركية تتجه نحو الصين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: ترى الولايات المتحدة أن مفاتيح عدد من الملفات الحساسة للدبلوماسية الأميركية مثل ملف كوريا الشمالية النووي، أصبحت بأيدي الصين التي يتزايد نفوذها بشكل كبير.وواجه هذا العملاق الآسيوي الأسبوع الماضي اتهامات امام الكونغرس بعدم القيام بشيء امام القمع الدموي بحق المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية الذي قام به المجلس العسكري الحاكم في بورما.وتطلب الإدارة الأميركية منذ فترة طويلة من الصين أن تكون لاعبًا ابرز يتحمل مسؤولية اكبر امام المجموعة الدولية. لكن يبدو ان بكين غير مستعدة للاستجابة لتمنيات واشنطن.
ويقول هاري هاردينغ استاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن ان "البعض في الصين يعتقد ان الولايات المتحدة تريد تقاسم عبء الاهداف الدبلوماسية الاميركية مع بكين".ويضيف "حين تكون للصين والولايات المتحدة مصلحة مشتركة فعليًا، يصبح التعاون حماسيًا اكثر. وكوريا الشمالية تشكل افضل مثال على ذلك".فقد تعهد اخر نظام ستاليني الاربعاء بالاعلان عن برامجه النووية وتفكيك ابرز مفاعل نووي لديه بحلول نهاية السنة تحت اشراف اميركي.
وما سهل هذا الاتفاق الضغط الصيني القوي على كوريا الشمالية التي فاجأت حليفها الشيوعي وبقية العالم باجراء تجربة نووية قبل سنة.لكن هاردينغ يقول ان الولايات المتحدة منزعجة من نقص الحماس لدى الصين للاشتراك في المبادرات الغربية في مجلس الامن الدولي الهادفة الى تمرير عقوبات ضد بورما والسودان وايران.وقال شينغ لي مدير دائرة آسيا في هاميلتون كوليدج (ولاية نيويورك) ان الصين التي تملك القليل من الموارد الطبيعية "بحاجة لتامين مواردها من الطاقة وبالنظر لعلاقاتها مع ايران واميركا اللاتينية وافريقيا فإن الولايات المتحدة تواجه مشكلة مع السياسة الصينية".
ومن وجهة نظر بكين فان العلاقات مع واشنطن احرزت "تقدما كبيرا" عام 2006 رغم استمرار وجود مشاكل حول تايوان وحقوق الانسان والقضايا التجارية بحسب تقرير سنوي صادر عن وزارة الخارجية الصينية نشر الشهر الماضي.واكد سكوت مارسييل مساعد نائب وزيرة الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادىء ان حكومة جورج بوش بذلت ما بوسعها لدفع الصين نحو ادانة القمع في بورما.
وقال خلال جلسة استماع امام مجلس الشيوخ الاربعاء الماضي "على الرغم من انه لدينا مؤشرات تفيد ان بكين مارست سرًا ضغوطًا على قادة المجلس العسكري الحاكم ليظهروا اعتدالاً نعتقد ان الصين يمكنها فعل اكثر من ذلك".
وطالب السناتور جون كيري الذي نافس بوش في الانتخابات الرئاسية عام 2004، مع اعضاء اخرين في مجلس الشيوخ، بإبداء حزم اكبر حيال الصين والهند لإرغامهما على قطع علاقاتهما مع المجلس العسكري الحاكم في بورما.ويتزايد الضغط ايضًا داخل الكونغرس لمعاقبة الشركات النفطية في الصين ودول اسيوية اخرى متهمة بمساعدة حكومة السودان وبشكل غير مباشر اطالة امد المجازر بحق السكان السود في اقليم دارفور السوداني.
واعتمد مجلس النواب الاميركي بغالبية كبرى في تموز/يوليو نصًا يلزم المستثمرين الاميركيين بسحب اموالهم من شركات مثل "بتروتشاينا" المدرجة في بورصة نيويورك. وتمت مناقشة نص مماثل الاربعاء في مجلس الشيوخ.