قتلى في تفجيرين استهدفا مسؤولين أمنيين بالعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تكريت (العراق): أعلنت الشرطة العراقية أن 12 شخصًا على الأقل قتلوا وجرح أكثر من خمسين آخرين الثلاثاء في هجومين انتحاريين متزامنين بشاحنتين محملتين ببراميل وقود في بيجي (220 كلم شمال بغداد). وقال الرائد علي البجواري من شرطة بيجي، إن أحد الهجومين استهدف منزل قائد شرطة بيجي والثاني أحد قادة صحوة صلاح الدين الذي يقاتل تنظيم القاعدة في المدينة نفسها. وأوضح أن "انتحاريين يقودان شاحنتين مفخختين فجرا نفسيهما بصورة متزامنة (...) في منطقة سكنية في قرية الشط" شرق بيجي.
وتابع ان الهجوم الاول "استهدف منزل مدير شرطة بيجي العقيد سعد النفوس حيث حاول الانتحاري اقتحام الحواجز الاسمنتية للوصول الى المنزل"، مشيرا الى ان هذا الانفجار "اسفر عن مقتل سبعة اشخاص بينهم ثلاثة حراس من ابناء اشقاء مدير الشرطة". واضاف ان التفجير الثاني "استهدف منزل ثامر ابراهيم عطا الله احد قادة صحوة صلاح الدين"، موضحا ان "الانتحاري فجر نفسه عند منزل عطا الله والهجوم اسفر عن مقتل خمسة اشخاص بينهم احد حراسه على الاقل". وتابع ان "اكثر من خمسين شخص جرحوا" في التفجيرين اللذين وقعا حوالى الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (3:00 تغ).
وكان المصدر ذاته، قد أعلن في وقت سابق مقتل ثمانية اشخاص في حصيلة اولية. وقال ان "التفجيرين أوقعا الكثير من الجرحى المدنيين في الحي"، مؤكدًا ان "المسافة التي تفصل بين التفجيرين لا تزيد عن كيلومتر واحد". واشار الى ان "منزل مدير الشرطة انهار جزئيا لكنه لم يصب باذى ولا اي من اولاده".
وطوقت القوات الاميركية المدينة وفرضت حظر تجول كاملا ومنعت دخولها والخروج منها. واكد ضابط الشرطة العراقي ان "القوات الاميركية وحدها تعمل حاليا على نقل الجرحى والمصابين واخلاء الجرحى من مكان الانفجار". وياتي هذا التفجير بعد ساعات من هجوم انتحاري استهدف مركز شرطة في مدينة سامراء التي تبعد مئة كيلومتر جنوب بيجي في المحافظة ذاتها واسفر عن مقتل 14 شخصًا على الاقل بينهم ثلاثة شرطيين وجرح 26 آخرين. وتقع مدينة بيجي التي تضم اكبر مصافي النفط في العراق شمال محافظة صلاح الدين حيث يخوض الجيش الاميركي بالتعاون مع العشائر السنية حملة كبيرة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق.
وكانت "دولة العراق الاسلامية" تنظيم القاعدة في العراق، قد أعلنت في بيان الاحد اغتيال الشيخ السني معاوية ناجي الجبارة العضو في تحالف عشائر لمكافحة القاعدة في محافظة صلاح الدين. واعلنت الشرطة العراقية الخميس مقتل معاوية ناجي الجبارة عضو هيئة رئاسة "مجلس اسناد صلاح الدين" الذي يقاتل تنظيم القاعدة على غرار مؤتمر صحوة الانبار ومقتل خمسة من مرافقيه في انفجار عبوة ناسفة شمال بغداد. وقتل 28 شخصًا بينهم عدد من قادة الشرطة المحلية في 24 ايلول/سبتمبر في محافظة ديالى المجاورة، وتحديدًا في مسجد في بلدة قريبة من بعقوبة، خلال اجتماع مصالحة بين السنة والشيعة.
وكانت قد أعلنت الحكومتان البريطانية والأميركية أخيرًا اعتزامهما خفض عدد قواتهما الموجودة في العراق. ولكن حتى بعد سحب أعداد منها سيبقى هناك الآلاف. وبالنسبة إلى بعض العراقيين تثير التحالفات الجديدة التي ظهرت أخيرًا، الجدل بين العراقيين. يظل في ذاكرتي مشهد وقع في يوم صحو في بغداد، مباشرة بعد سقوط صدام حسين عام 2003.
قائد دبابة أميركية مدجج بالسلاح يقف مع أفراد طاقم الدبابة بحذر خلف لفة من الأسلاك الشائكة في وسط بغداد، يرقبون على الجانب الآخر حشدًا من العراقيين يهاجمون بقسوة جنديًا عراقيًا كان يحاول أن يشق طريقه وسط الزحام وقد رفع يديه حاملا قطعتين صغيرتين من القماش الأبيض. قفز عدد من الأشخاص من بين الحشد نحوه وأطاح أحدهم بقبعته العسكرية، ثم أخذوا يضربونه ويلكمونه ويركلونه بأقدامهم وقد هوى على الأرض.
أزاح أحد الجنود الأميركيين لفة السلك الشائك جانبا لكي يفتح ثغرة صغيرة ثم جذب الجندي العراقي من خلالها من ياقة سترته بعيدا عن الحشد الغاضب. كان أكثر ما يلفت الانتباه في هذا المشهد ذلك التعبير الجامد الذي ينم عن الخوف والتشوش على وجه الضابط الأميركي قائد الدبابة.