أخبار

فرنسا وروسيا وملفات قديمة جديدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
د.صلاح نيّوف من باريس: العلاقات الفرنسية ـ الروسية لديها تاريخ طويل. فقبل 956 عامًا، أي في 1051، في منتصف القرن الحادي عشر "آن دو كيف" ابنة "ياروسلاف لو ساج" أصبحت ملكة فرنسا بزواجها من "هنري الأول" وبعد موته أصبحت الوصية على عرش ابنه، ملك فرنسا التالي "فيليب الأول" لتحكم هذه المرأة الروسية الدولة الفرنسية. بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مع تعيين أول سفير روسي في فرنسا عام 1717 في عهد"بيير الأول". وبقيت فرنسا ضمن هذه الفترة من أهم الشركاء الأوربيين لروسيا حيث حددت العلاقة فيما بينهما مسار الكثير من القضايا الأوروبية و العالمية. والنقطة الأكثر إشراقًا في هذه العلاقة كانت في تحالفهما السياسي/العسكري في نهاية القرن التاسع عشر. هذه الروابط الودية تم ترميزها من خلال "جسر الكسندر الثالث" في باريس، ووضع حجر أساسه في عام 1896 من قبل الإمبراطور الفرنسي "نيكولا الثاني" والإمبراطورة الروسية "الكسندرة فيودوروفنا". فهل إمبراطور فرنسا القرن الواحد والعشرون "نيكولا ساركوزي الأول" سيستطيع بناء العلاقات الودية من جديد مع القيصر الروسي "فلاديمير بوتين"؟. إذا بين حكم إمرة روسية لفرنسا وزيارة "كوشنير" التفقدية للديمقراطية الروسية يوجد 956 عامًا، يبدو خلالها أن الكثير من الأشياء قد تغيرت. حيث بكثير من المشاعر دخل الوزير الفرنسي مقرات الصحيفة المعارضة " Novaia Gazeta". دخل المكتب رقم 307 المكان الذي عملت فيه الصحافية الروسية التي اغتيلت " Anna Politkovskaia" وقف أمام صورتها حيث هناك مزهرية فيها القرنفل الأحمر وبعض الكتب فوق المكتبة، ثم كتب في الكتاب الذهبي: "أشهد أن "آنا" كانت نموذجًا للصحافة و للنضال من أجل حقوق الإنسان". ولكن في مؤتمر صحفي مع كوشنير قال "ديمتري لافروف" وزير الخارجية الروسي: "إن قضايا حقوق الإنسان في البلدين تم التطرق لها". ( المصدر صحفية لو فيغارو الفرنسية).
يمكن القول بداية إن القوتين الكبيرتين فرنسا وروسيا الواقعتان بشكل أو بآخر في القارة الأوربية كان لهما علاقات تقليدية من الصداقة. ومن الصحيح القول أيضًا إن الدولتين شكلتا نوعًا من المواجهة المتعلقة بطموحاتهما في القارة الأوربية، ومجددًا الأطلنطية. وعلى الرغم من وعي الطرفين بأهمية القرب الجيوبوليتيكي لكن هذا لم يمنع وقوع الأزمات بينهما، الشكوك أيضًا والخيبة من قبل البلدين. وهذا ما حدث أيام الإمبراطورية السوفياتية، وما بعد الاتحاد السوفياتي.
ربما كان الحوار السياسي الروسي ـ الفرنسي مرضيًا في التسعينات، إلا أن العديد من الملفات مثل: ألمانيا، حلف شمال الأطلسي، الاقتصاد والنزاع في كوسوفو، قادت إلى التباعد وعلى الإختلاف في المصالح بينهما. الحوار الفرنسي ـ الروسي
في العصر السوفييتي، العلاقات بين فرنسا والإتحاد السوفياتي بدأت بشكل سيء. وبينما قررت فرنسا مساندة مسيرة الإصلاحات التي بدأها غورباتشوف، الرئيس الروسي "بوريس إلتسن" ظهر كمن يزرع القلاقل في اللعبة السياسية بين الطرفين وكعنصر لعدم الإستقرار في السياسة الداخلية السوفياتية. موقف فرنسا، كما الدول الغربية، تغير جذريًا بعد انتخاب بوريس إلتسن في الاقتراع الوطني،لاسيما، بعد انقلاب آب 1991. حيث أصبح "إلتسن" في خريف 1991 رجل موسكو القوي، في دولة بدأت تظهر بقوة أنها مستقلة. وصل "إلتسن" إلى باريس في شباط 1992، وكانت هذه الزيارة فرصة لتوقيع في،7 شباط، معاهدة فرنسية ـ روسية والتي تحولت إلى معاهدة فرنسية ـ سوفياتية. تحدثت الاتفاقية في مقدمتها عن "الصداقة التقليدية التي يتبادلها الشعبان فيما بينهما"، وجاء فيها العديد من نقاط التقارب بين البلدين لاسيما حول أهمية "مجلس السلم والتعاون الأوروبي" في تحقيق أمن أوروبا ومساندة فرنسا لروسيا في صندوق النقد الدولي. وأكدت الاتفاقية على أهمية التعاون على أعلى المستويات وإجراء لقاء قمة سنوي بين رئيسي البلدين. تم احترام الاتفاق على اللقاء السنوي، ولكنه خضع في بعض الأوقات لأزمات سياسية داخلية في روسيا ولمرض الرئيس الروسي. القمم الفرنسية ـ الروسية انعقدت في آذار عام 1993 في موسكو، ثم آذار 1995، على هامش الاحتفالات الروسية بالنصر في الحرب العالمية. لكن هذه القمة الأخيرة تأثرت كثيرًا بالتدخل الروسي في الشيشان، بعد ذلك عقدة قمة في باريس تشرين الأول 1995 ثم في موسكو نيسان 1996. آخر قمة فرنسية ـ روسية في باريس كانت في أيلول 1997. بعد ذلك قام جاك شيراك بزيارتي عمل إلى موسكو في شباط 1997 وأيار 1999. إذا كان للعلاقات الفرنسية ـ الروسية مكانة جيدة في عهد فرنسوا ميتران، إلا أنها تطورت أكثر في عهد الرئيس جاك شيراك وكان لها طابع شخصي"كمعظم علاقات شيراك السياسية"، حيث أعطى هذه العلاقة مع روسيا نغمة خاصة وفعالة. هذه النغمة الجديدة تلقتها الأذن الفرنسية، كما الروسية، باستحسان، حيث قي كل مناسبة كان الرئيس شيراك يعلن محبته وإرتباطه بروسيا وثقافتها. المسألة الألمانية
المسألة الألمانية تعني وزن ألمانيا في أوروبا. هذا الموضوع أصبح من أهم محاور التحليلات المتعلقة بالعلاقات الفرنسيةـالروسية. ألمانية هذه كانت وعبر قرون عدة واحدًا من الأسباب الأساسية للتحالف الفرنسي-الروسي، والوحدة الألمانية عمليًا أقلقت باريس، لندن وفرصوفيا كما موسكو أيضًا. روسيا واعية في الوقت نفسها،بحاجتها الخاصة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية الحميمة مع ألمانيا وتتمنى أن يكون لها طابعًا متميزًا من الشراكة الروسية ـ الألمانية في البناء الأوروبي. ولكن بالنسبة إلى روسيا كما كان بالنسبة إلى الاتحاد السوفياتي، ألمانيا تحتفظ بصورة من التهديد الكامن. فكل ما من شأنه تعزيز وتقوية القوة العسكرية الألمانية هو موضوع التدقيق، الدراسة والمراقبة من قبل موسكو. وروسيا أيضًا كان تبدي بشكل علني قلقها من التقارب العسكري الألماني ـ الفرنسي، وخاصة في ما يتعلق بالتسليح النووي. في عام 1996، فكرة بناء حاملة طائرات فرنسية بالاشتراك مع ألمانيا "مشروع لم تتم متابعته" شكل العديد من المخاوف لدى الروس. موسكو في الواقع لا تعارض كليا فكرة إنشاء دفاع أوروبي مستقل أو لاتفاقات مشابهة بين فرنسا وألمانيا. ولكن فكرة أن ألمانيا تستطيع أن تمتلك حاملة طائرات "كالقوى العظمى" فإن هذا غير محتمل بالنسبة إليها. حيث يرى المراقبون لتطور القوة الألمانية أن موسكو تخشى من هيمنة ألمانيا على أوروبا، ومن الشراكة المتوقعة لفرنسا في هذا المشروع. هذه المسألة تشكل دون أدنى شك أهم النقاط الأساسية في تباعد العلاقات الفرنسية ـ الروسية، أكثر من موضوع توسع حلف شمال الأطلسي. كل هذا لا يمنع روسيا من قيادة دبلوماسية مؤسسة على سياسة واقعية Realpolitik وأن تعرف كيف ترتبط مع ألمانيا بمشاريع ليست اقتصادية أو تجارية بل هي مشاريع سياسية. أما المثلث (باريس ـ برلين ـ موسكو) فهو مبادرة مطلوبة في الوقت نفسه من فرنسا ومن روسيا، وقادت في 26 آذار 1998 إلى لقاء بين " هيلمت كول ، جاك شيراك، بوريس إلتسن" في موسكو. ولكن بسبب صحة الرئيس الروسي لم يأخذ أحد هذا المثلث على محمل الجد.
فرنسا، حلف شمال الأطلسي، روسيا
ذكّرت روسيا في العديد من المرات، حول حلف شمال الأطلسي وحول توسيعه، إذا كانت المواقف مختلفة، فإن وجهة نظر باريس ليست إلى درجة كبيرة مصطفة خلف واشنطن أو الغالبية في حلف الأطلسي. روسيا أيضًا فهمت إرادة الديك الفرنسي في العودة إلى مطبخ حلف شمال الأطلسي. لكن هذا التفهم يتحدد أو يتوقف على إرادة فرنسا بالعودة إلى مؤسسات الحلف العسكرية لكي تحدث فيها بعض الإصلاحات وفق مفاهيمها الخاصة لإصلاح هذا الحلف. إصلاح لا يشكل غموضًا بالنسبة إلى موسكو ولا يؤثر على قدرة باريس في معارضة واشنطن. حول مسألة توسيع الحلف الأطلسي، باريس قامت بدور لا يمكن إهماله في رفض فكرة تهميش روسيا في عملية التوسيع، كما كانت ترغب واشنطن. أثناء قمة موسكو في أيلول 1997، جاك شيراك ذكر بأنه "اقترح قبل عام، بأن التوسيع للحلف الأطلسي يجب أن يسبق باتفاقية بين الحلف وروسيا". موسكو بكل تأكيد اعترفت بهذا الجميل وندمت لأنها لم تستغل الاختلاف الفرنسي داخل الحلف الأطلسي. ووفق موسكو فإن هذا الإهمال للدبلوماسية الروسية هو الذي قاد فرنسا في النهاية في عام 1996 إلى الارتباط بالمواقف الأميركية. وفرنسا مقتنعة أن الأمن الأوربي لن يتحقق من غير روسيا حتى لو تم توسيع الحلف الأطلسي. من هنا أكد شيراك في العديد من المرات أن " أي خط للفصل شرق/غرب عليه أن يكون مستبعدا من الآن فصاعدًا"."لن يكون هناك أمن أوروبي من غير روسيا التي عليها أن ترتبط بهذا الموضوع وتعطيه انتباها وتركيزًا عميقًا ومشاركة فعالة" ( من خطاب لشيراك في 26 أيلول عام 1997). إن موضوع وجود روسيا في أوروبا يعود لأيام الجنرال ديغول، وهذا ما يردده الروس دائمًا. ولكنه أيضًا يشكل واحدا من المحاور المهمة للسياسة الخارجية الفرنسية المستمرة وبغض النظر عن التيارات السياسية. ونجد هذا الموضوع أيضًا مطروحًا أثناء أزمة "كوسوفو" في خريف 1998 وربيع 1999. وأثناء زيارة رئيس الوزراء الأسبق" جوسبان" إلى روسيا في 1997، الصحافة الروسية أكدت أن العلاقات الفرنسية ـ الروسية يجب أن تتطور وهناك ضرورة لذلك. العلاقات الاقتصادية
يرى العديد من المراقبين للعلاقات الفرنسية ـ الروسية أن اللجنة العليا بين البلدين عملت بشكل جيد. ولكن من الناحية الاقتصادية و التجارية فرنسا كان لديها بعض القلق. وأيضا روسيا لم تكن بعيدة عن ذلك. الحضور الاقتصادي الفرنسي في روسيا قليل الأهمية مقارنة بشركائها من الاتحاد الأوربي، رغم المساندة الفرنسية لروسيا بالانضمام للعديد من المنظمات الاقتصادية الدولية. في المجال المدني، يوجد مشاريع على أمد طويل مع شركات فرنسية مثل Renault, Thomson, Alcatel . أيضا مشروع تم إقراره بعد قمة شيراك و إلتسن في آذار 1998، وهو بناء طريق دولي إلى جانبه طريق حديدي خاص بالسرعة العالية والذي يربط باريس مع "إيكاترينبورغ" عبر برلين،فرصوفيا وموسكو. في الإجمال، الاستثمارات الفرنسية في روسيا هي استثمارات غير إنتاجية. ولكن طبيعة التجارة بين روسيا والعالم الغربي تشبه أكثر فأكثر التبادلات بين بلدان العالم الثالث والبلدان المتطورة: أي الحصول على مواد أولية (غاز،بترول، معادن)، مقابل منتجات مصنعة (غذائية،كهربائية ومنزلية). روسيا لا تشكل سوى 0،9% من مجمل الصادرات الفرنسية وفرنسا لا تشغل سوى المركز الثامن من بين الشركاء التجاريين لروسيا، بعيدًا خلف ألمانيا، إيطاليا، بريطانيا كبلدان من الاتحاد الأوروبي. ويشير المراقبون للعلاقات بين البلدين إلىأن الأزمة المالية والمصرفية التي أصابت روسيا في أيار 1998 لم تساهم في دفع تنمية التبادل الذي تراجع بنسبة 30% في عام 1997.
في المجال العسكري، هناك تعاون قائم بين الجيشين و صناعات الدفاع في البلدين ولكنه ليس على مستوى مجموعة المصالح و الموقع الجيوبوليتيكي. كذلك يرسل الجيش الروسي متدربين كل عام إلى"مدرسة الجيوش المشتركة للدفاع" الفرنسية، وهناك تبادل محدود للطلاب العسكريين والضباط في البلدين. بالنسبة لروسيا، تقيم مشروعين كبيرين مع فرنسا.الأول تم توقيعه أثناء القمة المشتركة في 1997 ويهدف إلى بناء طائرة تدريبية تدعى MiG-AT،الثاني أكثر افتراضية ويحتاج إلى مخطط عسكري فوري. إنه يتعلق ببناء طائرة للنقل "طائرة المستقبل". فرنسا،روسيا وكوسوفو
أثناء أزمة خريف 1998 وربيع 1999،فرنسا، كما روسيا، بحثتا عن الدفاع عن مصالحهما قبل كل شيء. والمقصود هنا الدفاع عن المصالح الوطنية وهذا ما قرب من المواقف الروسية الفرنسية، لا سيما تجاه الولايات المتحدة، شمال الأطلسي والأمم المتحدة الأطراف الرئيسية في الأزمة.
واشنطن رأت في أزمة كوسوفو وسيلة لإبعاد الأمم المتحدة ومجلس أمنها لصالح حلف شمال الأطلسي الذي تلعب واشنطن فيه دورًا كبيرًا. هذا النقل للمسؤوليات لم يكن مقبولا وبشكل نهائي من قبل موسكو، وبصعوبة شديدة مقبولا من باريس، حتى ولو أن فرنسا هي التي دعت الولايات المتحدة للتدخل في حل أزمة يوغسلافيا. فرنسا ومعها إيطاليا، ألمانيا، دعت جميعها وبقوة لإدخال روسيا في عملية السلام هناك، لكن روسيا أخذت مسافة عن الغربيين منذ بداية القصف في 24 آذار 1998 وهددت بتزيد يوغسلافيا بالأسلحة. وفي 2 حزيران أعلن رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ليونيل جوسبان في موسكو :" كنا معًا منذ بداية الأزمة في كوسوفو ونجن من جديد معًا في نهاية هذه الأزمة. لقد مررنا بمراحل من الاختلاف أثناء عملية القصف، أو المرحلة العسكرية، ولقد كنا معا عندما اقترح "ميلوسيفيتش" حلاً معقولاً لاستقلال كوسوفو ضمن الاتحاد اليوغسلافي". في 27 آذار أعلمت باريس "يفغيني بريماكوف" وكان رئيسًا للوزراء في روسيا أن على روسيا أن تقوم بمهماتها في بلغراد وتعتبر نفسها الوحيدة القادرة على إقناع " ميلوسيفيتش" بالموافقة على الطلبات الغربية. وأعلن بدوره الوزير الأول الروسي " أن الرئيس الفرنسي يتفهم جيدا أهمية روسيا"، ففي الوقت الذي كانت باريس فقدت مصداقيتها أمام الصرب منذ بداية الأزمة 1990 ـ 1991؛ كانت روسيا تمتلك الكثير من الأوراق للعبها مثل " الأخوة السلافية الأرثوذكسية". إن روسيا وفرنسا يتفهمان جيدًا أن فكرة بناء أوربا لا يمكن أن تتم من غير "مشاركة فعالة لروسيا، واتفاقية للاتحاد الأوربي مع روسيا". ولطالما روسيا السوفياتية استخدمت علاقاتها مع فرنسا كأداة لإعادة قوتها وعودتها إلى المسرح العالمي. فهل المحاولات من قبل البلدين ستؤدي أو ستساهم في إقامة عالم متعددة الأقطاب ؟
كلمة أخيرة في ما يتعلق بملف إيران النووي. يرى المعلقون الفرنسيون أن زيارة ساركوزي وقبله كوشنير هدفها قياس الحرارة الروسية في ما يتعلق بهذا الملف. حيث الرئيس الروسي سيزور طهران في 16 من هذا الشهر. فرنسا وروسيا متفقان على ضرورة تجنب أي مواجهة عسكرية، لكنها على العكس من ذلك حول طرق ممارسة الضغط على طهران. إذا الملفات العالقة بين البلدين لم تتغير كثيرًا في جوهرها، مع أن الشكل قد أدخلت عليه العديد من التحسينات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف