مؤتمر أوروبي يبحث التطرف والتمييز ضد المسلمين

قرطبة: تعقد منظمة الأمن والتعاون في اوروبا مؤتمرا ليومين في مدينة قرطبة الاسبانية اليوم يكرس لبحث قضايا التطرف والتمييز العنصري ضد الجاليات المسلمة في أوروبا.

ويترأس المؤتمر وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس باعتبار ان بلاده ترأس الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وتشارك فيه مجموعة من كبار المسؤولين والسياسيين والخبراء في الشؤون السياسية والاجتماعية ورجال الدين يمثلون الدول ال 56 الأعضاء في المنظمة الى جانب سياسيين بارزين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأبلغت المتحدثة الاعلامية باسم منظمة الأمن والتعاون في اوروبا سوزان لوف ان البحث سينصب خلال هذا المؤتمر على السبل الكفيلة للحد من ظاهرة التمييز العنصري ضد المسلمين بما يؤمن توفير أجواء التعايش بسلام بين اتباع مختلف الديانات والثقافات.

كما ستتم مناقشة المسائل المتصلة بتطوير مناهج التعليم وتعزيز دوره في نشر ثقافة التسامح ونبذ كافة اشكال العنف والتطرف والكراهية والحقد والتمييز العنصري ضد الاجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص.

وأوضحت لوف أن ممثلين عن 11 دولة متوسطية تشارك بصفة مراقب في هذا المؤتمر من بينها خمس دول عربية هي تونس والجزائر والمغرب والاردن ومصر اضافة الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.

وقالت لوف ان هذا المؤتمر هو الثاني من نوعه الذي تستضيفه مدينة قرطبة بناء على مبادرة اطلقها رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لوي ثاباتيرو في سبتمبر 2004 من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة عقب الهجمات الارهابية التي تعرضت لها مدريد في 11 آذار / مارس من العام نفسه بهدف تفادي الاحكام المسبقة وحدوث سوء تفاهم بين العالمين العربي والاسلامي من جهة والعالم الغربي من جهة ثانية.

وذكرت ان مدينة قرطبة ستستضيف على هامش هذا المؤتمر الاوروبي ندوة مشتركة حول اهمية دور وسائل الاعلام في التوعية الشعبية والمساهمة في نشر ثقافة التسامح والترويج للتعايش الثقافي والديني وسبل ازالة الصورة النمطية السلبية عن الاسلام والمسلمين التي كثيرا ما تخلط بين الارهاب والاسلام.

وأقرت بتنامي ظاهرة العداء للاسلام والمسلمين في اوروبا وخصوصا من طرف الاحزاب اليمينية المتطرفة.

واوضحت ان منظمة الامن والتعاون الاوروبي عينت في العام 2005 ثلاثة مفوضين مختصين بقضايا مكافحة العداء للاسلام والسامية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب.

واعادت لوف الى الاذهان ان المنظمة عقدت خلال العامين الماضيين اربعة مؤتمرات دولية في برلين وباريس وبروكسل وقرطبة تركزت خلالها الجهود على بحث سبل التصدي لاعمال العنف الموجهة ضد الاجانب والمسلمين منهم بالتحديد.

وتتخذ منظمة الأمن والتعاون من فيينا مقرا لها كما ان لديها مكاتب ومؤسسات في جنيف وكوبنهاغن ولاهاي وبراغ ووارسو ويعمل فيها حوالى أربعة آلاف موظف موزعين في مناطق تقع في جنوب شرق اوروبا والقوقاز وشرق اوروبا ووسط آسيا.