مقتل 50 شخصا في دارفور يهدد احتمالات السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حركة تمرد تؤكد صد هجوم حكومي على مدينة في دارفور
الخرطوم: هددت حركة تحرير السودان، الفصيل الوحيد الذي وقع اتفاقا للسلام مع الخرطوم، الثلاثاء باستئناف الحرب بعد ان قالت ان اكثر من 50 شخصا قتلوا في هجوم دعمته الحكومة على مدينة تسيطر عليها الحركة.وياتي الهجوم الذي تردد ان طائرات سودانية وميليشيا الجنجويد نفذته، وسط تصاعد العنف في هذا الاقليم السوداني المضطرب وقبل محادثات السلام الجديدة المقرر ان تجري في ليبيا هذا الشهر. وقال متحدث باسم "حركة تحرير السودان" سيف الدين هارون انه "طبقا لاخر حصيلة فقد قتل 48 مدنيا في مدينة" المهاجرية جنوب دارفور. وذكر هارون سابقا ان اربعة مسلحين قتلوا كذلك في الهجوم.
واشار هارون الى ان "خمسة مسنين اقتيدوا الى مسجد حيث اعدموا من قبل المسلحين، كما كان خمسة اطفال بين القتلى". واضاف ان مدنيين كانوا يفرون من المدينة تعرضوا لهجوم الا انه لم يعرف عدد القتلى منهم. ووصف الهجوم بانه "انتهاك سافر" لاتفاق السلام الموقع مع الحكومة السودانية في ابوجا في ايار/مايو 2006 بهدف انهاء النزاع الذي خلف 200 الف قتيل على الاقل.
الا ان الجيش السوداني نفى مساء الثلاثاء ان يكون تدخل في هذه المنطقة واعلن انها كانت مسرحا "لمواجهات بين قبائل" وان الطائرات العسكرية السودانية لم تقترب من مدينة المهاجرية التي تسيطر عليها قوات ميناوي. وقال اركو سليمان ضحية قائد جيش تحرير السودان الذراع العسكري لحركة تحرير السودان انه "من الان فصاعدا، لن تقف الحركة مكتوفة الايدي في وجه مثل هذه الهجمات".
وهدد انه "اذا حدث ذلك مرة اخرى فسنعود الى المربع رقم واحد وهو الحرب التي ستكون اسوأ مما كانت عليه قبل (التوقيع على اتفاق السلام) في 2006". واضطر ميناوي، المستشار الخاص للرئيس السوداني عمر البشير، الى قطع زيارته الى دارفور بسبب الهجوم. وكان ميناوي يزور الاقليم في محاولة لاقناع فصائل متمردة اخرى بالانضمام الى محادثات السلام التي ستجري هذا الشهر في ليبيا.
ولم يتسن تحديد عدد القتلى واكتفت بعثة الامم المتحدة في السودان بالقول ان اشتباكات وقعت "بين حركة تحرير السودان التابعة لميني ميناوي وقوات يشتبه بانها من ميليشيا القبائل". وجاء في بيان البعثة انه "لم نتلق اية معلومات مؤكدة حتى الان حول ظروف القتال وعدد القتلى المحتمل".
ولم يصدر بعد اي رد فعل من الخرطوم على الهجوم ولكن محافظ ولاية جنوب دارفور على محمود نسب الهجوم الى "بدو عرب وعناصر متمردة" وهو ما نفاه هارون. وياتي الهجوم عقب اتهامات وجهها سليمان جاموس احد زعماء التمرد في دارفور الاثنين للجيش السوداني بتدمير مدينة حسكنيته وقتل حوالى مئة مدني ردا على هجوم دام استهدف قوات الاتحاد الافريقي في دارفور في 29 ايلول/سبتمبر.
ونفى الجيش السوداني تلك التهم. ودمرت مدينة حسكنيته السبت بعد الهجوم الذي تعرضت له قاعدة تابعة لقوات الاتحاد الافريقي قريبة من المدينة، مما ادى الى مقتل 10 من قوات حفظ السلام واثار ادانة دولية.
ودفع تصاعد الهجوم مسؤولا كبيرا في الامم المتحدة الاثنين الى توجيه دعوة الى تزويد قوة السلام المؤلفة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بالمعدات الضرورية للقيام بمهمتها ولا سيما منها المروحيات.
واوضح جان-ماري غيهينو مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام، ان هذه الاحداث تؤكد "اهمية توافر قوات سريعة الحركة مع القدرة على السيطرة على اي وضع"، وان قوة الامم المتحدة-الاتحاد الافريقي تحتاج بطريقة عاجلة الى 24 مروحية نقل على الاقل ومروحيات تكتيكية خفيفة.
وافاد بان مفاوضين من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يتواجدون في المنطقة لوضع الاسس لنجاح المفاوضات في طرابلس، محذرا من انه لن يسمح للحركات المتمردة باعاقة عملية السلام. واعلن فصيلان من حركة تحرير السودان انهما لن يشاركا في المحادثات واشترطا اما تطبيق وقف لاطلاق النار او نشر قوة حفظ سلام دولية افريقية مشتركة قبل المفاوضات.
بينما صرح احمد حسين المتحدث الرسمي باسم حركة العدل والمساواة لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الحركة "ستدخل المفاوضات القادمة مع الحكومة السودانية (...) بدون قيد او شرط". واسفرت الحرب الاهلية في دارفور منذ اندلاعها مطلع العام 2003 عن سقوط 200 الف قتيل ونزوح اكثر من مليونين من ديارهم، وفقا لمنظمات دولية. الا ان الخرطوم تقول ان عدد القتلى لا يتجاوز تسعة الاف.