إعتراف الكونغرس بإبادة تركيا للأرمن تحفه المخاطر

لجنة في الكونغرس تعترف بابادة الارمن واشنطن: خطا الكونغرس الاميركي الاربعاء الخطوة الاولى نحو الاعتراف ب "الابادة" الارمنية مطلع القرن العشرين، متجاهلا التحذيرات التركية الصارمة ورفض ادارة بوش نصا يعرض للخطر كما تقول المهمة الاميركية في العراق.وقد صوتت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي على نص يعترف ب "الابادة" الارمنية التي طاولت مئات الاف الارمن بعد 1915 في عهد الامبراطورية العثمانية.وحصل النص غير الملزم على 27 صوتا في مقابل 21 وسيرسل الى مجلس النواب لمناقشته في جلسة عامة.

وسارع الرئيس التركي عبدالله غول الى وصف النص بأنه "غير مقبول"، موضحا انه يتجاوز التحذيرات المتكررة للحكومة التركية وتحذيرات الرئيس جورج بوش الذي اعرب عن قلقه من خطوات ثأرية دبلوماسية تقوم بها تركيا.

وتحدثت وزارة الخارجية الاميركية عن "خيبة املها" عبر مساعد وزيرة الخارجية نيكولا بيرنز الذي اشار الى ان تركيا هي "واحدة من الحلفاء المهمين والذين يحظون بأكبر قدر من التقدير في الولايات المتحدة".واضاف "سأتصل على الفور بسفير تركيا، وستتصل وزيرة (الخارجية كوندوليزا) رايس بالمسؤولين الاتراك ابتداء من صباح يوم غد" لتعبر لهم عن رفض الادارة الاميركية لهذا النص.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان "الادارة تستمر في معارضتها الحادة هذا القرار الذي لا يمكن الا ان يسمم العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا والمصالح الاميركية في اوروبا والشرق الاوسط".

وكان اردوغان حذر قبيل التصويت من ان قرارا من هذا النوع سيسيء الى العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الاطلسي. وقال ان "شراكة الولايات المتحدة، اذا ما اعتمد هذا النص، ستضعف كثيرا مع حليف مهم جدا في هذه المنطقة".وقال بوش ان النص "سيتسبب بضرر كبير لعلاقاتنا مع حليف اساسي في اطار الحلف الاطلسي وفي الحرب العالمية على الارهاب".
ويقول الارمن ان "الابادة" اسفرت عن اكثر من 1.5مليون قتيل.

وتعترف تركيا بحقيقة حصول مجازر ومقتل 250 الى 500 الف شخص، لكنها تقول ان عشرات الاف الاتراك كانوا ايضا ضحايا الفوضى التي تفشت في السنوات الاخيرة من عمر الامبراطورية العثمانية.وكانت رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس، اكثر وضوحا حول موضوع "الابادة" الذي يعتبر حساسا جدا للحكومة التركية.وقالا انه في حال اعتمد الكونغرس حيث يشكل الديموقراطيون غالبية، هذا النص فان العمليات في العراق قد تتضرر بشدة من جراء الردود الدبلوماسية التركية المحتملة.وقال غيتس بوضوح ان اجراءات الرد هذه مرجحة.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية انه في حال تمت المصادقة على النص فان هذا الامر "سيطرح مشكلة" امام العلاقات مع تركيا والسلام في الشرق الاوسط.واضافت ان اعتماد النص "سيزعزع في شكل كبير جهودنا في الشرق الاوسط وجهودنا في العراق وافغانستان، لان تركيا، وهي حليف استراتيجي مهم، تؤدي دورا اساسيا في دعم الجهود التي نبذلها في تلك المناطق الحيوية".

واكدت الادارة الاميركية ان الامر لا يعني تجاهل "المعاناة الماساوية" التي عاشها الارمن، لكنها اشارت الى وجود طرق اخرى لتسوية هذا الخلاف الكبير بين الارمن وتركيا.