لبنان: تأجيل لقاء صفير بممثلي المعارضة المسيحيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف من بيروت، وكالات: تأجل الإجتماع الذي كان من المقرر أن يعقد اليوم في الصرح البطريركي بين ممثلي الموارنة في قوى المعارضة اللبنانية والبطريرك الماروني الكارينال مار نصرالله بطرس صفير لأسباب لم تعرف. وقال مصدر من البطريركية: "أرجئ الاجتماع المقرر عقده اليوم الخميس مع ممثلي المعارضة المارونية في مقر البطريركية في بكركي (شمال شرق بيروت) إلى موعد يحدد لاحقًا". ولم يوضح المصدر أسباب الأرجاء، مؤكدًا أن الاجتماع المقرر عقده الجمعة لممثلي الموارنة في الموالاة "لا يزال قائمًا". وكانت البطريركية المارونية قد اعلنت عن اجتماعات ستعقد في بكركي مع ممثلي الموارنة لتقريب وجهات النظر بين القيادات المسيحية من الموالاة والمعارضة يسهل توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد للبنان. وينتخب رئيس البلاد من صفوف الطائفة المارونية.
وكان الوزير السابق سليمان فرنجية قد قرر تفويض الجنرال عون بتمثيله بحسب ما أعلن النائب عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا، على أن تضمّ الجولة الثانية غدًا الجمعة الأركان في قوى 14 آذار / مارس المناهضة لسورية الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس حركة "التجدّد الديموقراطي" نسيب لحود، عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده، الوزيرة نايلة معوض والنائب بطرس حرب، على أن يشارك في اللقاءين المطارنة سمير مظلوم ورولان أبو جودة وشكر الله حرب ويوسف بشارة وبولس مطر.
إلا أن محطة "المنار" نقلت عن "مصادر مطلعة" أن فرنجية سيشارك وأنه سيصطحب معه رئيس حزب "التضامن" إميل رحمة وجو إيلي حبيقة عن حزب "الوعد"، بعدما كان صفير قد أبدى استياء بالغًا من المعلومات عن مقاطعة فرنجية. وذكر أن عون وفرنجية كانا سيسألان صفير، لو شاركا في الإجتماع عن مواصفات الرئيس الجديد وما إذا كانت تنطبق على الجنرال، إضافة الى المعايير الشعبية في الشارع المسيحي في ضوء دراسة أعدها فريق عون حول المسيحيين منذ الانتخابات النيابية حتى اليوم.
وأشارت مصادر"الحياة" إلى ان عون سيثير مسألة حضوره المتميّز في الشارع المسيحي من زاوية انه يعتبر نفسه المرشح الأوفر حظًا لتمثيل المسيحيين والحفاظ على وجودهم. وسيتطرق الى علاقاته بالقوى السياسية في الطوائف الأخرى مبديًا استعداده للتعاون معها وسيشدد على أنه "الأقوى من دون منازع في الشارع الشيعي". وكشفت المصادر ان صفير ثابت على موقفه القائل توفير نصاب ثلثي أعضاء البرلمان في جلسة الانتخاب الأولى، لافتة الى انه يعتبر غياب النواب عن الجلسة يعطي ذريعة لانتخاب الرئيس في جلسة ثانية بالنصف +1، وأن حضورهم يمنع هذا الخيار. وأشارت الى انه سيركز على ميثاق الشرف لمنع أي صدام مسيحي - مسيحي، وعلى ثوابت الكنيسة التي أعلنت قبل أشهر بالدعوة الى المشاركة النيابية في جلسة الانتخاب وعدم المقاطعة .
ونقلت صحيفة "اللواء" عن مصادر كنسية أن البطريرك سيكون واضحًا في إبلاغ الأقطاب الموارنة، وخصوصًا أولئك الذين سيعارضون مبادرته أو موقفه، أنه لن يتوانى عن مواصلة مساعيه وإطلاق المواقف إياها في الحضور النيابي، لكنه سيحتفظ لنفسه بورقة أخيرة في حال تعثرت كل المساعي، وهي الدعوة الى قمة روحية مسيحية موسعة في بكركي ستتبنى مجمل ما ورد في النداء الثامن للأساقفة الموارنة في مسألة الحضور والذي حدد الثوابت الرئاسية والوطنية للبطريركية المارونية رأس الكنيسة والتي من المفترض أن تكون موضع احترام الرعية.
ولفتت الى أنه، في موازاة التحضير لهذه القمة، ثمة مسعى جدي لعقد قمة روحية مسيحية - إسلامية في بكركي لمقاربة مماثلة للملف الرئاسي، بحيث يصبح موقف العائلات الروحية اللبنانية واضحًا في هذا الشأن، ولا يتحمل أي تأويل أو تفسير أو حتى اجتهاد.
في المقابل أكدت المصادر القريبة من عون أنه سيتوجه الى اللقاء بكل انفتاح وايجابية، خصوصا ان موقفه معروف من عدم تعطيل الاستحقاق الرئاسي، ولكن ثمة ضرورة لتصحيح الوضع ولا يمكن اختصاره ببند واحد هو موضوع النصاب لئلا يتكرر في وضع رئاسة الجمهورية ما حصل في مجلس النواب وفي الحكومة، وستطرح هذه الحلول البديلة لتصحيح المسار.
وقالت إنه من غير الجائز استباق ما سيقوله البطريرك والاطلاع على موقفه، لكنها ذكّرت بأن العماد عون تحدث تكرارًا عن الحلول التي يقترحها ومنها تأجيل الانتخابات الرئاسية ستة أشهر لاجراء انتخابات نيابية جديدة في ايار ومن ثم اجراء انتخابات رئاسية في حزيران.
ودخل لبنان منذ 24 ايلول/سبتمبر في المهلة الدستورية، ومدتها شهران، لإنتخاب خلف للرئيس الحالي اميل لحود حليف دمشق. ويواجه لبنان في حال عدم التوافق على رئيس جديد للبلاد مخاطر ابرزها اما الفراغ في سدة الرئاسة اما قيام حكومتين: حكومة ثانية يشكلها لحود الى جانب الحكومة الحالية التي يرأسها فؤاد السنيورة.
وينص الدستور على تسلم الحكومة السلطة الرئاسية اذا لم يتم انتخاب رئيس في موعده وهو ما يرفضه لحود لانه يعتبر حكومة السنيورة غير دستورية بعد استقالة كل وزراء الطائفة الشيعية (خمسة) اضافة الى وزير قريب منه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وقالت صحيفة "الشرق" ان المبادرة البطريركية باتت معروفة الأبعاد لجهة ما قد تُسفر عنه من نتائج، وينتظر الوسط السياسي الداخلي ما بعد عودة بري والنائب سعد الحريري، علهما يستأنفان حوارهما على أمل أن يسفر عن نتيجة. خصوصًا وأن حوارهما قائم على ركائز عدة واضحة وجلية، ومعلوم أن الحريري توجه من نيويورك الى باريس وهو سيلتقي اليوم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قبل ان يتوجه الى المملكة العربية السعودية لتمضية عطلة العيد مع عائلته.