قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبا إيران في أول زيارة عمل له لطهران. وتتزامن هذه الزيارة مع مشاركة الرئيس الروسي في قمة الدول المطلة على بحر قزوين في السادس عشر من أكتوبر الجاري. وقد عقدت القمة المماثلة في أبريل 2002 في عشق أباد ولم تسفر عن أي نتيجة تذكر. لكن ماذا تخبئ لنا القمة المقبلة يا ترى؟ تحظى إيران اليوم باهتمام فائق بفضل برنامجها النووي من قبل المجتمع الدولي وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة وأوروبا. وقد شدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مرارا خلال زيارته إلى موسكو على أهمية الزيارة المقبلة للرئيس الروسي إلى طهران. من الواضح أن موقف روسيا "الخاص" حيال إيران يتحدد بطابع العلاقات الثنائية. وتلعب إيران حاليا في السياسة الإقليمية الروسية أحد الأدوار الأساسية. ولم تكن مصالح البلدين تصطدم بل كانت تكمل بعضها البعض في الاتجاه القوقازي وفي منطقة حوض قزوين وآسيا الوسطى على مر التاريخ. وهذا يدفع إيران إلى أن تعتبر روسيا حليفا استراتيجيا لها. بينما تفضل روسيا أن تتكلم عن "الشراكة الإستراتيجية ضمن الإطار الإقليمي". وهذا يكفي لأن يكون عاملا مهما في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وقد توسعت إيران اقتصاديا في آسيا الوسطى، منطقة النفوذ الروسية السابقة. ولكن على روسيا أن تقبل بذلك. وتنظر روسيا إلى هذا الأمر من منطلق بسيط وهو أن كل ما تواجدت إيران أكثر في المنطقة كل ما قل تواجد الولايات المتحدة أو تركيا أو حتى الصين في معنى معين. وينبغي علينا أن نقبل بأن إيران شريك استراتيجي "صعب" وفي بعض الأحيان يصعب التنبؤ بتصرفاته. لكن لا بد من القول إن الشركاء الاستراتيجيين عادة لا يكونون سهلين، ويجب بذل المجهود من أجل التوصل إلى اتفاق معهم. وباعتبار أن زيارة الرئيس بوتين ستكون زيارة عمل قصيرة سيتم البحث عن حل للمسائل التي تتطلب تدخلا فوريا. ويدور الحديث قبل كل شيء عن المحطة الكهرذرية في بوشهر التي تؤجل روسيا إكمال بنائها من عام إلى عام. فيعني ضم رئيس الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو إلى الوفد الروسي الشيء الكثير، حيث إن تواجد الأخير في طهران يمثل هدية للإيرانيين. ذلك لأن كل ما سيعلن عنه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحضور الرئيس بوتين حول موضوع موعد تشغيل محطة بوشهر، يجعل الرئيس الروسي طرفا ضامنا لتنفيذ هذه الالتزامات. وبإمكان الجانب الروسي أن يلتفت إلى مسألة تخصيب اليورانيوم بشكل مشترك في الأراضي الروسية. ويذكر أن إيران تحدثت عن إنشاء مشروع مشترك في روسيا لإنتاج الوقود النووي، في الوقت الذي وضعت فيه إيران أمام خيارين: إما إعلانها موراتوريوم على تخصيب اليورانيوم أو فرض عقوبات عليها. غير أن الموقف غير المفهوم لإيران في هذه المسألة وحتى المهين لروسيا، بالطبع يتطلب توضيحا. ولاسيما أن فكرة إنشاء المركز الدولي للوقود النووي قد بادر الرئيس الروسي إلى طرحها في الوقت الذي تكاثفت فيه الغيوم فوق البرنامج النووي الإيراني. غير أن الفعاليات الرئيسة في طهران ستكون مرتبطة بقمة الدول المطلة على بحر قزوين. وستجري في إطارها مناقشة الوضع القانوني لبحر قزوين. وتجدر الملاحظة إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تشاطر موقف روسيا في المسألة الأساسية وهي تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين، أي ذلك الوضع الذي لا بد - في نظر موسكو وطهران - أن يحول دون تواجد الدول غير المطلة على البحر في حوضه كليا. أما مشاكل بحر قزوين الأخرى فهي إما ثانوية أو غير جوهرية.
موسكو: الوفاق بين الحضارات هدف سياستنا الخارجيةمن جهة ثانية تلا نائب وزير الخارجية الروسي، المندوب الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط الكسندر سلطانوف اليوم نص الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى المشاركين في المنتدى الاجتماعي الدولي "حوار الحضارات" المنعقد في الجزيرة اليونانية رودوس. وجاء في الوثيقة أن تعزيز الأسس الروحية والأخلاقية لدول العالم والوفاق بين الحضارات هو إحدى أولويات السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية. ونصت الوثيقة على أن روسيا، وهي الدولة التي كانت على مر العصور متعددة القوميات والطوائف، تعتبر الوفاق بين الحضارات إحدى أولويات السياسة الخارجية وستواصل المساهمة في تطوير التعاون الواسع بهدف تعزيز المبادئ الروحية والأخلاقية في حياة العالم". أشار لافروف في رسالته إلى أن هذا يعتبر الشرط الأهم للرد على التحديات المعاصرة. وأكد لافروف أهمية منتدى رودوس الذي يعقد للمرة الخامسة بالنسبة إلى النخب السياسية والروحية لجميع القارات. ونصت الوثيقة على أن الرئيس الروسي وبطريرك موسكو وسائر روسيا أيدا مبادرة المنظمات الروسية غير الحكومية وخاصة "صندوق اندري المدعو الأول" ومركز المجد الوطني الروسي، لأن تنفيذها الناجح يساعد على تنشيط البحث عن حل غير مألوف للمشاكل المستعصية ويساهم بشكل كبير في تعزيز الوفاق بين الحضارات وإعادة التفاعل البناء بين مختلف الطوائف الدينية. وذكر لافروف أن نشاط المنتدى يبقى في بؤرة اهتمام الكثير من المنظمات الدولية وبخاصة الأمم المتحدة ودول مجموعة الثماني الكبرى والاتحاد الأوروبي. واختتم لافروف رسالته بقوله: "ستقوم روسيا في المستقبل أيضا على ضم قضايا الحوار بين الحضارات إلى الأجندة الدولية". وقد تم إنشاء المنتدى الدولي الاجتماعي "حوار الحضارات" بمبادرة من مركز المجد الوطني الروسي و"صندوق اندري المدعو الأول" في 2002. وسجلت هذه المنظمة المستقلة وغير الحكومية وغير التجارية في النمسا.