وصول كوندوليزا رايس إلى القاهرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة، القدس: وصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء إلى القاهرة حيث ستلتقي على الفور الرئيس المصري حسني مبارك لتبحث معه الإعداد للمؤتمر الدولي حول الشرق الاوسط المقرر عقده هذا الخريف. وتأتي زيارة رايس للقاهرة في اطار جولة في الشرق الاوسط لتمهيد الطريق لهذا المؤتمر، أجرت في اطارها محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتجتمع رايس في القاهرة كذلك مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي دعا الاثنين الى "التفكير الجدي فى ارجاء عقد الاجتماع الى موعد اخر اكثر ملاءمة حتى لا يؤدي الاسراع فى عقده دون الاتفاق على وثيقة ذات مضمون حقيقي وايجابي الى الاضرار بفرص تحقيق السلام العادل وبالاطراف التى تعمل باخلاص على تحقيقه".
وتزور رايس مدينة بيت لحم هذا الاسبوع في مسعى دبلوماسي لاقناع الاسرائيليين والفلسطينيين بان واشنطن جادة في جهودها من أجل السلام. وبالاضافة إلى لقاء مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين كبار تلتقي رايس ايضًا بمواطنين عاديين من الجانبين سعيا الى تبديد الشكوك بشأن التزام حكومة الرئيس جورج بوش بالعمل من اجل احلال السلام في الشرق الاوسط بعد ما يراه منتقدون ست سنوات من الإهمال.
وقالت رايس للصحافيين "أردت بصوتي أنا ان أتمكن من أن اقول لأكبر عدد ممكن من الناس ان الولايات المتحدة ترى اقامة دولة فلسطينية ... أمرًا ضروريًا للغاية لا لمستقبل الفلسطينيين والاسرائيليين فحسب ولكن للشرق الاوسط ايضًا وللمصالح الاميركية." واضافت في وقت لاحق قولها "الولايات المتحدة ترى هذا أمرا مهما من المنظور الاستراتيجي والدبلوماسي وهي ترى ايضًا الجانب الانساني لذلك. وفي التحليل النهائي، فإن الامر يتعلق بهم بعيش المواطنين الاسرائيليين والمواطنين الفلسطينيين بلا خوف وبكرامة محققة".
وقد جاءت رايس الى المنطقة لعقد اجتماعات مكوكية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وتمهيد الطريق لمؤتمر سلام تعتزم الولايات المتحدة عقده في مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني. وتتضمن رحلتها الى بيت لحم اجراء محادثات مع أفراد من المجتمع المدني الفلسطيني ولاسيما أكاديميين ومهنيين واعضاء جماعات مدنية. وستعقد اجتماعات مماثلة مع شخصيات اسرائيلية ودينية.
وقال جون اولترمان وهو محلل في مؤسسة ابحاث سي.اس.اي.اس. بواشنطن عن اتصالات رايس بدائرة أوسع "انه اعتراف بأن مشاكل صنع السلام العربي الاسرائيلي هي مشاكل سياسية في معظمها على الاقل مثلما هي دبلوماسية." واضاف "ما يهمني بشأن اجتماع أنابوليس هو ان أيا من الزعيمين لا يتمتع باجماع لتقديم تنازلات كبيرة."
كما اجتمعت رايس مع شخصيات تنتمي لاتجاهات مختلفة من السياسيين الاسرائيليين وبينهم عضوان بارزان في الاحزاب اليمينية التي ترفض تقديم تنازلات بشأن الاراضي لكن تأييدها حيوي للمحافظة على الحكومة الائتلافية التي يرأسها اولمرت.
ويرى محللون اسرائيليون ان جهود رايس وسيلة لدعم حكومة اولمرت الهشة التي تعد أفضل رهان لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش فيما يبدو لتحقيق تقدم بشأن السلام في اخر 15 شهرا في ولاية بوش. واذا سقطت حكومة اولمرت فان الانتخابات التي ستعقب ذلك ستؤدي الى تجميد أي جهود سلام وأي شخص يخلف اولمرت قد يكون أقل اهتمامًا بالدخول في مثل هذه المحادثات.
وبيت لحم مقصد سياحي لمعظم الاجانب لكنها يمكن ان تقدم ايضا معلومات سياسية عن الحياة في الضفة الغربية للفلسطينيين الذين يعيشون في بلدة يجري عزلها بدرجة متزايدة وراء جدار خرساني مرتفع. وتبني اسرائيل الحاجز كوسيلة دفاعية في مواجهة مهاجمين انتحاريين من الضفة الغربية. ويشكو الفلسطينيون من ان هذا الحاجز يجري بناء جزء منه على اراضيهم ويفتت النسيج الاجتماعي والاقتصادي المفكك بالفعل نتيجة للاحتلال. وقالت رايس وهي ابنة وحفيدة رجلي دين مسيحيين انها تتطلع الى الزيارة وهي الاولى الى مكان ميلاد المسيح لاسباب بعضها شخصي. وقالت "انني شخصيا متدينة للغاية ولذلك فان الاسم في حد ذاته مثير للذكريات على نحو يصعب وصفه."
الإسرائيليون لا يؤمنون بنجاح اجتماع السلام الدولي
من جهة ثانية اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "هآرتس" الثلاثاء ان غالبية من اليهود الاسرائيليين لا يؤمنون ان الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر في انابوليس (الولايات المتحدة) سيؤدي الى تقارب بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وبين اليهود الاسرائيليين (80% من سكان اسرائيل) الذين شملهم الاستطلاع اعتبر56% ان لا امكانية لحصول "تقارب بين الاسرائيليين والفلسطينيين على طريق تسوية سلام" في حين يرى 39% ان ذلك ممكن ويبقى 5% من دون رأي.
في المقابل كانت الاقلية العربية اكثر تفاؤلا اذ اعتبر 46% منهم ان الاجتماع قد يؤدي الى تقريب وجهات النظر في حين رأى 5،37% عكس ذلك.
من جهة اخرى اعتبرت غالبية اكبر (77%) ان حكومة ايهود اولمرت ضعيفة جدا لابرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وكان ل27% فقط رأي مغاير.
واظهر الاستطلاع رفض التنازلات في صفوف الغالبية اليهودية على مسائل اساسية في اطار تسوية سلام محتملة ولا سيما مسألة القدس واللاجئين الفلسطينيين.
ويعارض نحو الثلثين (59%) الانسحاب من احياء عربية في القدس الذي تحدث رئيس الوزراء عنه.
ويعارض 87% عودة ولو لاجئ واحد الى اسرائيل في حين عبر 6% عن استعدادهم لقبول مئة الف لاجئ و3% عن عدد اكبر.
واجرى مركز شتاينميتز في جامعة تل ابيب الاستطلاع مطلع تشرين الاول/اكتوبر وشمل عينة تمثيلية من 580 شخص من اليهود والعرب مع هامش خطأ نسبته 5،4%.