اللاجئون الأفارقة يعيشون في ظروف صعبة بإسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: تقدّر وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد اللاجئين الأفارقة في إسرائيل بنحو 3000 شخص، من ضمنهم 2000 سوداني، يعانون ظروفا معيشية صعبة، لاسيما وأنّ الحكومة الإسرائيلية لم تضع بعد سياسة محددة للتعامل مع ملفاتهم. غير أنّ قرارا حكوميا صدر في الآونة الأخيرة يسمح بمنح اللجوء لنحو 500 من دارفور، دفعة واحدة.
إسرائيل تعين عربيا قنصلا لها في الإسكندرية ونقلت نشرة "إيرين" التابعة للأمم المتحدة، عن الجهة المسؤولة في وكالة غوث اللاجئين في تل أبيب، شارون هاريل، إنّ هناك 3000 لاجئ دخلوا إسرائيل في العامين ونصف العام الماضيين، نحو 500 منهم من دارفور. وقال مصدر حكومي إسرائيلي إنه سيتم منح اللجوء لـ498 من القادمين من دارفور.
من جانبها، تقول إسرائيل إنه مادام طالبو اللجوء لديها قد قدموا مرورا بأراض أخرى فإنهم يتعين عليهم العودة إلى تلك الدول التي قدموا منها. غير أنّهم يقولون إنهم لن يكونوا بأمان في تلك الدول، ومنها مصر.
وأكّد قرار رسمي إسرائيلي مؤرخ في 23 سبتمبر/ أيلول أنّ حكومة أولمرت ستمنح حق اللجوء لبعضهم، فيما ستعمل على إعادة الباقين إلى مصر أو دولهم الأصلية.
ويعاني بعض القادمين مؤخرا من صعوبات في الحصول على مسكن لائق أو غذاء كاف، حيث أنّ 250 أفريقيا ممن عبروا الحدود بطريقة غير قانونية إلى داخل إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، يعانون من قلة الطعام، ويقيمون في مآوى غير صحية في تل أبيب.
ويقيم حوالي 100 من هؤلاء اللاجئين في مأوى واحد لا وجود فيه لأدنى الظروف الصحية الملائمة، ولا يمكن للمقيمين فيه سوى استخدام حمام واحد فقط. وتهدد المجاعة المقيمين في هذا المأوى، حيث أنّ جميعهم عاطل عن العمل، وحياتهم متوقفة فقط على المساعدات التي يتلقونها من المتطوعين.
وقال اللاجئ عبد الرحمن حامد، وهو من دارفور، إنه لا يعرف كيف سيتحصل على الطعام، حيث أنه لا يملك مالا. وليس جميع اللاجئين من السودان، حيث أنّ بعضهم من إريتريا والآخرون من ساحل العاج.
وعلى خلاف السودانيين، يعاني الآخرون من صعوبة إضافية، حيث أنّهم لا يملكون أي وثائق ثبوتية، مما يجعلهم عرضة للطرد من المأوى في حال العثور عليهم من قبل شرطة الهجرة الإسرائيلية.
وفيما كان ينتظر مقابلة موظفي الوكالة للحصول على وثائق، قال أريتري شاب إنه يفكّر في الحصول على عمل سرّي وبطريقة غير قانونية، بما يجعله قادرا على الانتقال من المأوى الذي يقيم فيه. غير أنّه أضاف أنه يخشى أن تلقي الشرطة القبض عليه، ولذلك فقد فضّل البقاء في المأوى على أمل تحسن ظروفه.
وتعاظمت مأساة هؤلاء اللاجئين عندما أظهر آخر استطلاع للرأي أجراه معهد "كيفون"، أنّ نحو نصف الرأي العام الإسرائيلي بات يدعم قرار الحكومة بطرد غالبيتهم. ويعتبر المراقبون ذلك بمثابة التحوّل الكبير، لاسيما أنّ الرأي العام كان مساندا لقضية اللاجئين في البداية، غير أن الحال قد تغيير الآن.
وقال آدم، وهو سوداني شاب أقام في المأوى لأكثر من شهر، إنّه عثر على وظيفة، غير أنّه مازال لم ينجح في الحصول على مسكن يقاسمه لاجئون آخرون "لأنّ الكثير من أصحاب المساكن يرفضون التأجير للسودانيين."
ويتعين على أي طالب لجوء انتظار شهور للحصول على موعد مقابلة مع المسؤولين، حيث أنّ الوكالة تتلقى نحو 30 طلبا يوميا. غير أنّ اقتراب حلول فصل الشتاء يمثّل أرقا للاجئين بشأن الحصول على الغذاء والملبس اللازمين.
ويذكر أن السلطات الإسرائيلية ألقت القبض على عدد من طالبي اللجوء عند دخولهم من معبر حدودي مع مصر، غير أنّها أطلقتهم تباعا بسبب ضيق مساحة مركز الاعتقال "كتسيوت" المخصص للاجئين الأفارقة، والذي فتحته السلطات في يوليو/ تموز لهذه الغاية.