الأسد يؤيّد قيام تركيا بعملية داخل العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تركيا تقر بإرسال قوات إلى العراق في تحدّ لواشنطن
هل ينجح نائب الطالباني بإطفاء نار الثأر المستعرة؟
الأسد في انقرة والبرلمان يقر الحل العسكري مع الأكراد
باريس تعتبر التوتر بين العراق وتركيا مقلقا
واشنطن تدعو انقرة لمنع زعزعة شمال العراق
الرئيس السوري يقوم الثلاثاء بزيارة رسمية لتركيا
دعوة الكونغرس لعدم التصويت على إبادة تركية للأرمن
تركيا تعلق ترخيصا لرحلات جوية الى شمال العراق
مجلس الوزراء التركي يعقد اجتماعًا تمهيدًا لإجتياح شمال العراق
العلاقات الأميركية التركية في خطر
الابادة الارمنية: المعركة محتدمة بين البيت الابيض والديموقراطيين
انقرة، بغداد، وكالات: أعرب الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء عن تأييده لقيام الجيش التركي بعملية في الأراضي العراقية تستهدف مواقع متمردي حزب العمال الكردستاني، باعتبار ذلك نابعًا من حق تركيا المشروع في الدفاع عن أراضيها. وقال الأسد خلال تصريح صحافي مشترك مع نظيره التركي عبدالله غول "نحن نؤيد القرارات المطروحة على جدول اعمال الحكومة التركية في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والنشاطات الإرهابية". والأسد هو أول مسؤول عربي يؤيّد خطة تركيا بشن عملية في شمال العراق لتطهير قواعد الإنفصاليين الأكراد. وقال الأسد: "نحن نعتبر ذلك حقًا مشروعًا لتركيا".
وقال الاسد ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق مسؤولة عن تحول البلاد الى ملاذ للمتمردين المسلحين. وقال ان "القوات التي تحتل العراق مسؤولة بالدرجة الاولى عن النشاطات الارهابية التي تمارس فيه لانها هي التي تسيطر على البلاد". ودعا الاسد كذلك الى تعرية المجموعات المسلحة في العراق التي "تدعم وتحمي النشاطات الارهابية". وتعتبر دمشق استخدام اللغة الكردية والثقافة الكردية تهديدا للقومية العربية ولوحدة سوريا، ولذلك تمارس ضغوطا مستمرة على الاكراد.
المالكي
وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصميمه على استئصال متمردي حزب العمال الكردستاني من الأراضي العراقية أثناء محادثة هاتفية الأربعاء، مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، كما أوردت وكالة انباء الأناضول التركية. وأوضحت الوكالة أن المالكي أكد "تصميمه بشكل قاطع على وضع حد لأنشطة حزب العمال الكردستاني ووجوده على الأراضي العراقية". وقال رئيس الوزراء العراقي انه اعطى "تعليمات واضحة" لقيادة منطقة شمال العراق التي تتمتع بحكم ذاتي كما ذكرت الوكالة نقلاً عن مصادر لم تكشفها. وتتهم انقرة اكراد العراق بتزويد حزب العمال الكردستاني بالسلاح والمتفجرات كما تتهم بغداد بعدم بذل جهود كافية لمكافحة هذا الحزب الذي تعتبره تركيا وكذلك الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية.
طالباني
واعرب الرئيس العراقي جلال طالباني الاربعاء في باريس عن امله بان تمتنع تركيا عن التدخل عسكريا في العراق لمهاجمة قواعد تابعة لمتمردي حزب العمال الكردستاني. وقال طالباني للصحافيين في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير في قصر الاليزيه "نامل ان تكون حكمة صديقنا رئيس الوزراء (التركي رجب طيب) كافية لمنع حصول تدخل عسكري". وتابع "نحن كحكومة عراقية مستعدون للتعاون مع السلطات التركية من اجل التوصل الى اتفاق واننا بصدد تفعيل اللجنة الثلاثية المؤلفة من تركيا والعراق والولايات المتحدة لتسوية هذه المشكلة".
حلف الاطلسي يدعو تركيا إلى ضبط النفس
بدوره دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر تركيا الى ضبط النفس، كما افاد المتحدث باسمه الاربعاء. ودعا هوب شيفر "جميع الاطراف الى اقصى حد ممكن من ضبط النفس في وقت يشهد توترًا كبيرًا"، خلال محادثة هاتفية طويلة اجراها مساء الثلاثاء مع الرئيس التركي عبدالله غول، كما قال المتحدث باسم جيمس اباتوراي.
وقدم هوب شيفر لغول تعازيه بالضحايا الذين سقطوا في هجمات نفذها حزب العمال الكردستاني الذي يحمل منذ 1984 السلاح ضد الجيش التركي، كما اعرب عن "تفهمه للضغط الكبير الذي يمثله ذلك على المجتمع التركي". وقال المتحدث باسم الامين العام لحلف الاطلسي ان غول اعرب من جانبه عن "قلقه الكبير ازاء الهجمات المستمرة" التي ينفذها المتمردون الاكراد.
البرلمان التركي قد يسمح اليوم بالعملية
ومن المرجح ان يعطي البرلمان التركي الاربعاء الضوء الاخضر للحكومة لشن العمليات العسكرية اذا اقتضت الحاجة، فيما تتواصل المساعي الدبلوماسية لتهدئة التوتر بين تركيا والعراق. وكان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي قام بزيارة طارئة الى انقرة اعلن الاربعاء قبيل عملية التصويت في البرلمان انه اقنع انقرة بالسعي الى حل دبلوماسي للازمة. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن الهاشمي قوله "حصلت على ما كنت اريده من المحادثات"، مشيرًا الى "اجواء جديدة" في الجهود المبذولة.
وطلب العراق من تركيا بعض الوقت لتسوية مشكلة متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يتخذون قواعد خلفية في شمال العراق، فيما يستعد البرلمان التركي للتصويت اعتبارًا من الظهر على نص يجيز للجيش التركي التدخل ضدهم في العراق. وقال الهاشمي في وقت متأخر الثلاثاء "اذا لم تتمكن الحكومة العراقية من القيام بمسؤولياتها، فسيحق لتركيا عندئذ ان تفعل ما هو ضروري لحماية مصالحها"، مضيفا انه يتفهم "غضب وخيبة امل" محاوريه الاتراك.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن الهاشمي قوله لمحطة (CNN Turk) التلفزيونية: "اعتقد انني حققت ما جئت لاجله. فهناك الآن جو جديد علينا ان نستغله. يجب منح العراق فرصة ليقوم من جانبه بمنع الهجمات الارهابية عبر الحدود مع تركيا". وقال الهاشمي، الذي أوفد إلى أنقرة للتباحث، إن حكومته تتفهم الغضب التركي الا أنها تريد تحقيق "تفاهم مشترك".
ونقلت وكالة الاناضول التركية للانباء عن نائب الرئيس العراقي قوله: "امنحونا الوقت الكافي للتعاون مع تركيا من اجل حل هذه المشكلة التي تقوض الامن القومي للدولتين. فإذا فشلت الحكومة العراقية في الاضطلاع بمسؤولياتها، عندئذ سيكون من حق تركيا عمل ما تراه ضروريا لصيانة مصالحها الامنية". ونقلت الوكالة عن الهاشمي قوله إن الزعماء الاتر اك الذين التقى بهم اخبروه انهم يتوقعون عملا سريعا من جانب الحكومة العراقية في هذا الصدد. وكان الهاشمي قد اجتمع بكل من الرئيس التركي عبدالله غول واردوغان ووزير الخارجية علي باباجان يوم امس الثلاثاء.
وقالت صحيفة صباح التركية الاربعاء إن الهاشمي حمل معه رسالتين للحكومة التركية من الرئيس العراقي جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي ومسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس الاقليم الكردي في شمال العراق يؤكدان فيهاما استعدادهما للدخول في حوار مع انقره حول موضوع حزب العمال.
ومن المتوقع تمرير المذكرة بسهولة في البرلمان حيث يؤيد جميع النواب تقريبا اصدار هذا الاذن الذي يطالب به الجيش التركي منذ اشهر اثر مقتل عدد من الجنود. وحرص رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء على التأكيد على ان هدف اي تدخل عسكري سيقتصر على حزب العمال الكردستاني، مؤكدا ان انقرة ليس لديها اي طموحات جغرافية في العراق.
وتؤكد حكومة اردوغان الخاضعة لضغوط سياسية على انها لا تملك اي خيار اخر ازاء امتناع واشنطن وبغداد عن التحرك ضد حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية. وتتهم تركيا اكراد العراق بمساندة المتمردين من خلال امدادهم بالاسلحة والمتفجرات. وحمل اردوغان الثلاثاء بغداد والفصائل الكردية في شمال البلاد مغبة تدخل عسكري تركي في حال عدم تحركها ضد حزب العمال الكردستاني، مشيرا الى ان العملية العسكرية لن تكون وشيكة نظرا الى حرص تركيا على اتاحة فرصة اخيرة للدبلوماسية.
ويبدو ان الرسالة وصلت الى بغداد وقد اعلنت الثلاثاء عن ارسال وفد رفيع المستوى الى انقرة سعيا لتهدئة التوتر، فيما عقدت حكومة نوري المالكي اجتماع ازمة ودعت انقرة الى "حوار عاجل" حول مسائل "سياسية وامنية". وحذر نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، وهو كردي، الثلاثاء في لندن من مغبة اي توغل تركي في شمال العراق معتبرا ان "عواقبه ستكون وخيمة" على المنطقة.
وكررت بغداد من جهتها انها لن تسمح لـ "مجموعات ارهابية" بالتحرك انطلاقًا من اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ خروجه عن سيطرة السلطة المركزية العراقية عام 1991. وتشير هذه المواقف والتصريحات الى مسؤولية الحكومة الكردية المحلية في هذه القضية وهي التي تشرف على الامن في المنطقة الخاضعة لسيطرتها ولا سيما على الحدود مع تركيا.
وبحسب انقرة، فإن حوالى 3500 مسلح من حزب العمال الكردستاني لجأوا الى شمال العراق. وقصف الجيش التركي السبت والأحد مناطق في كردستان العراق يشتبه في إنها تؤوي قواعد للمتمردين الاكراد ودعا البيت الابيض الاثنين تركيا الى "ضبط النفس". ويتمركز مئات الجنود الاتراك منذ عشر سنوات في أربع قواعد تقع على عمق ثلاثين كلم داخل العراق، في اطار اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس أقليم كردستان.
ضغط شعبي
ويقول مشروع القرار إن تركيا حذرت العراق مرارا بالتحرك ضد متمردي حزب العمال الكردستاني، وبالتالي فإن الخيار العسكري بات الآن مطروحًا. وتقول سارة رينسفورد مراسلة بي بي سي في أنقرة إن مقتل 13 جنديًا تركيًا، مؤخرًا في كمين، وهو الحادث الذي إعتبر حزب العمال الكردستاني مسؤولاً عنه وضع الحكومة التركية تحت ضغط شعبي للرد باستخدام القوة العسكرية.
ويقول طيب أردوغان إن هذا القرار لا يعني بالضرورة أن العملية العسكرية وشيكة. ولكنه حذر بأن بلاده سترد بحزم في حربها ضد الارهاب. ودعت كل من بغداد وواشنطن إلى ضبط النفس خشية أن يؤدي التدخل العسكري التركي إلى حدوث فوضى في المنطقة الوحيدة الهادئة نسبيًا في العراق، وذلك حسب ما تقوله مراسلتنا. وتضيف المراسلة "إن ما تريده أنقرة منهما هو القيام بعمل ملموس ضد حزب العمال الكردستاني للحيلولة دون وقوع عملية عسكرية".