مجزرة في باكستان قرب موكب بوتو العائدة من المنفى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بنازير بوتو: سأسعى لإجراء إنتخابات نزيهة
الأمم المتحدة تدين الإعتداء في باكستان
كراتشي:انتهى يوم الاستقبال الطويل لرئيسة الوزراء الباكستانية بنازير بوتو العائدة من المنفى الى بلادها الخميس بمجزرة نتجت عن انفجارين قرب موكبها في كراتشي في الجنوب تسببا بمقتل 105 أشخاص على الاقل، بحسب الشرطة.وافاد مسؤولون ان بوتو نجت من الاعتداءين، بينما حمل زوج رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة جهاز استخبارات باكستانيا مسؤولية الاعتداء الذي استهدف موكب زوجته.
وقال مسؤول كبير في شرطة كراتشي جواد علي "وقع انفجاران كبيران قرب شاحنة بوتو. وقتل ما لا يقل عن 105 اشخاص حسب ما اعلن مسؤولون في المستشفيات.وقال اطباء في ثلاثة مستشفيات عامةان 44 جثة وصلت حتى الان الى مستشفى جناح كراتشي و22 جثة الى المستشفى المدني واربع جثث الى مستوصف عباسي شهيد.كما وصلت 35 جثة اخرى الى مستشفى لياقات الوطني الخاص، حسب ما اعلن اطباء في هذا المستشفى.
وقال "انه عمل ارهابي استهدف بنازير بوتو وكان الهدف منه اجهاض العملية الديموقراطية".واضاف "نشتبه بان الامر يتعلق بعمليتين انتحاريتين لان بامكان التجهيزات الالكترونية المثبتة على سيارات قوى الامن ان تعطل مفعول اية عبوة ناسفة زرعت من قبل او اية قنبلة موقتة".وتابع "لكن التجهيزات الالكترونية لا يمكنها ان تمنع انفجارات ينفذها انتحاريون".
وكان شيرباو قال في وقت سابق لفرانس برس "وقع انفجاران، الاول الى يمين الموكب والثاني الى يساره". وقال متحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما ان "بنازير بوتو سالمة". وذكرت الشرطة انها نقلت الى منزل عائلتها.وقال المتحدث باسم الوزارة ان بين الضحايا "عناصر في الشرطة واعضاء" في حزب بوتو.
وبثت محطات التلفزة الباكستانية صور جثث ملقاة ارضا ومشوهة نتيجة الانفجار. كما شوهد"عدد كبير من الجثث" في الطريق.وقال زوج بوتو اصف علي زرداري لمحطة التلفزيون "اي ار واي وان" الخاصة "نتهم جهاز استخبارات معينا ونطلب اتخاذ اجراءات ضده"، مضيفا "لم ينفذ (الاعتداء) ناشطون ولكن نفذه هذا الجهاز الاستخباراتي".واضاف "شعبنا قتل وعمالنا قتلوا. لقد ضحوا بحياتهم من اجل الديموقراطية في باكستان".وجاء هذا الاعتداء الذي لم يتم تبنيه على الفور، بعد ساعات فقط من عودة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة الى باكستان وفي وقت تحولت كراتشي الى قلعة حصينة نتيجة التدابير الامنية المعززة اثر شائعات عن احتمال اقدام الاسلاميين على تنفيذ اعتداءات.
ودان البيت الابيض الاعتداء بالقرب من موكب رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة.وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان "الولايات المتحدة تدين الاعتداء الوحشي الذي وقع في باكستان وتحزن على قتل ابرياء".واضاف ان "المتطرفين لن ينجحوا في منع الباكستانيين من اختيار ممثليهم عبر عملية ديموقراطية ومنفتحة"، في اشارة الى الانتخابات التشريعية التي ستجري في كانون الثاني/يناير المقبل.
وغادرت بوتو باكستان في 1999 للافلات من ملاحقات بتهم فساد. ووعدت بوتو التي شغلت منصب رئاسة الوزراء مرتين (1988-1990 و1993-1996) باعادة الديموقراطية الى البلاد التي يتراسها الجنرال برويز مشرف منذ الانقلاب العسكري الابيض الذي قاده في تشرين الاول/اكتوبر 1999.وتعتزم بوتو قيادة حزبها في الانتخابات التشريعية المتوقعة في منتصف كانون الثاني/يناير 2008. وقد فاوضت على مدى اشهر طويلة حول اتفاق لتقاسم السلطة مع مشرف.
وبدت بوتو (54 عاما) متاثرة جدا لدى وصولها الى باكستان. وارتدت في المناسبة رداء اخضر وبنطالا وحجابا ابيضين نسبة الى لوني العلم الباكستاني. وانتظرت لحظة قبل ان تضع رجلها اخيرا على ارض مطار كراتشي، ثم اجهشت بالبكاء عندما وطأت ارض بلادها.وقالت "انها لحظة تاريخية مليئة بالمشاعر. انا متاثرة جدا بكل هذه الحشود التي جاءت لاستقبالي".واضافت "لقد كبرت، وتعلمت الكثير خلال السنوات العشرين الماضية، لكننا لا نزال نقاتل ديكتاتورية. نريد عزل المتطرفين وبناء باكستان افضل".
ثم صعدت بوتو الى شاحنة ووقفت على منصتها من دون ان تهتم للدروع الواقية التي وضعت على الشاحنة لحمايتها. وتقدمت الشاحنة موكبا حاشدا كان يفترض ان يستغرق رحلته 18 ساعة قبل ان يصل الى مدفن مؤسس باكستان محمد علي جناح.واحتشد 250 الفا من انصارها على الاقل في كراتشي، كما افادت الشرطة. واستقبل هؤلاء "فتاة الشرق" بالرقص والغناء وقرع الطبول.
واكد تاج حيدر، المسؤول في حزب الشعب الباكستاني الذي اسسته بنازير بوتو، ان "هناك اكثر من مليون من انصارها". وكانت بوتو والسلطات الباكستانية ابدت خشيتها من تعرض رئيسة الوزراء السابقة لاعتداء اثر تهديدات اوردتها الصحافة على لسان احد القادة الاسلاميين المتطرفين المقربين من حركة طالبان وتنظيم القاعدة الناشطين في شمال غرب البلاد.
وقال مساعد وزير الاعلام طارق عظيم "ان بنازير بوتو شغلت رئاسة الوزراء مرتين وسيتوفر لها امن يتناسب والتهديدات". وانتشر في كراتشي اكثر من عشرين الف شرطي.