واشنطن: لا لانسحاب صرب البوسنة من الحكومة

بانيا لوكا (البوسنة والهرسك): حضت الولايات المتحدة الاثنين صرب البوسنة على عدم تنفيذ تهديداتهم بالانسحاب من المؤسسات المركزية احتجاجا على قرار اتخذته الاسرة الدولية بهدف زيادة فاعلية الحكومة.وقال السفير الاميركي في البوسنة تشارلز انغليش متحدثا لصحيفة "نيزافيسني نوفين" المستقلة ان "الاسرة الدولية تأمل ان لا ينسحب سياسيو الجمهورية الصربية (الكيان الصربي في البوسنة) من المؤسسات البوسنية" المركزية.وكان صرب البوسنة هددوا الاحد بعرقلة عمل المؤسسات المركزية اذا لم يتراجع الممثل الاعلى للاسرة الدولية في البوسنة عن اجراءات فرضها بهدف تخطي العقبات الناتجة عن الخصومات بين اعضاء هذه المؤسسات المنتمين الى اتنيات مختلفة.

وقال انغليش "اذا حصل ذلك، ستعترض عمل المؤسسات الرسمية صعوبات كبرى".وكان الممثل الاعلى المخول صلاحيات استنسابية بموجب اتفاق السلام الذي وضع حدا للحرب في البوسنة عام 1995، امر الحكومة البوسنية الجمعة بتبسيط قوانين التصويت.وسيسمح هذا التعديل لاعضاء الحكومة المسلمين والكرواتيين باصدار بعض القرارات ولا سيما مشاريع قوانين من دون الحصول على موافقة الوزراء الصرب.وتتوزع حقائب الحكومة المركزية بين المجموعات الثلاث الرئيسة في البوسنة (الصرب والكروات والمسلمون) التي دارت حرب بينها استمرت من 1992 الى 1995.

كذلك طلب الممثل الاعلى للاسرة الدولية من البرلمان البوسني تبسيط قوانينه الداخلية الخاصة بالانتخاب بحلول الاول من كانون الاول/ديسمبر.وفي المقابل، تؤيد روسيا رفض صرب البوسنة لإجراءات الممثل الاعلى.وقال مساعد وزير الخارجية الروسي فلاديمير تيتوف في بيان صادر عن السفارة الروسية في البوسنة ان استخدام الممثل الاعلى صلاحياته "لتعديل آلية اتخاذ القرارات في الحكومة يمكن ان يثير توترا في البلاد".

وتابع البيان ان على الاسرة الدولية ان "تؤيد التعاون بين الاطراف المعنيين وتترك السلطات المحلية تضطلع بمسؤولياتها".واحتجاجا على "دكتاتورية" الممثل الاعلى، اوقفت نقابات عمال السكك الحديد من صرب البوسنة سير القطارات لمدة خمس دقائق في الساعة العاشرة تغ ودعت السكان الى "العصيان المدني"، فيما اعلنت جميع احزاب صرب البوسنة معارضتها لقراراته.وتم تقسيم البوسنة بموجب اتفاق السلام الموقع في دايتون (الولايات المتحدة، 1995) الى كيانين هما الجمهورية الصربية (صربسكا) والاتحاد الكرواتي المسلم، ولكل من هذين الكيانين حكومته وجيشه فيما تجمع بينهما مؤسسات مركزية ضعيفة.