أخبار

مجزرة كراتشي والجهات المتهمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

باكستان: 56 هجوما انتحاريا في 5 سنوات عبد الخالق همدرد من اسلام اباد: كانت عودة بينظير بوتو من منفاها الاختياري إلى باكستان في 20 أكتوبر الجاري حادثا تاريخيا ؛ بيد أنها تحولت إلى كارثة تاريخية بسبب سقوط 140 قتيلا و500 جريحا في التفجيرين اللذين حولا الحفل إلى مأتم والفرح إلى الحزن والانتصار إلى الهزيمة والسرور إلى الهم والغم. كما أنهما أشارا إلى ضبابية الأفق بدلا من التعاون بين الحكومة وحزب الشعب الباكستاني تحت زعامة بوتو.

ومن هنا بدأت علاقات الثقة بين الحكومة وحزب الشعب الناشئة من الصفقة بين بوتو ومشرف تتزعزع قبل أن تتوطد. وتشهد انهيارا قبل إبرامها. وتلك الكارثة كشفت عن الخلافات الحقيقية الطبيعية بين الجانبين؛ لأن الرئيس مهما تكن علاقاته مع حزب الشعب فإنه لا يملك إلا نفسه. ويبدو أن حزب الرابطة الحاكم لن يتقبل باتفاقيته مع بوتو على حساب تهميشه أو إلحاق ضرر بمصالح قادته. وهذا ما يدركه حزب الشعب جيدا.

ومن هذا المنطلق فإن نشطاء حزب الشعب الباكستاني قد وجهوا الاتهام إلى كبار قادة حزب الرابطة (القائد الأعظم) متهمين إياهم بأنهم وراء تفجيرات كراتشي. وقد اتهمت "شمع ميتهاني " نائبة لحزب الشعب في مجلس إقليم السند رئيس حكومة بنجاب شودري برويز إلهي ووزير الشؤون الدينية إعجاز الحق ووزير التقنية والمعلومات أويس أحمد خان لغاري بضلوعهم في محاولة اغتيال بينظير بوتو. وأضافت أنها تطالب زعيمة حزبها بتسجيل بلاغ ضدهم مشيرة إلى أن اتهام القاعدة بتدبير ذلك الحادث دون أي طائل. كما أن نشطاء حزب الشعب يلقون مسؤولية تلك الكارثة على عاتق أرباب غلام رحيم رئيس حكومة إقليم السند. أضف إلى ذلك أن " شاهدة رحماني" إحدى القيادات الحزبية في كراتشي قد طالبت باعتقال أرباب غلام رحيم وإعجاز الحق لتدبيرهما تلك الانفجارات.

وعلى صعيد آخر تشير المصادر الرسمية إلى ضلوع القاعدة والعناصر الموالية لطالبان في تدبير ذلك الهجوم. وقد نقلت وكالة الأيسوشي أيتد بريس الأميركية عن مسؤول في حكومة إقليم السند بأن التحقيقات أشارت إلى تواجد ثلاثة انتخاريين من مجموعة بيت الله محسود- زعيم مجموعة مسلحة بوزيرستان الجنوبية- في كراتشي ذلك اليوم. كما أن ذلك المسؤول أفاد بأن المعالم تشير إلى ضلوع العناصر الموالية لطالبان والقاعدة في ذلك الهجوم ، مضيفا أن حزب الشعب لم يراع الوضع الأمني برغم وجود تهديدات إرهابية. وقد أعلنت حكومة السند جائزة تساوي 5 ملايين روبية لكل من يساعد في تحديد المجرمين.

في حين طلب وزير الداخلية آفتاب أحمد خان من بينظير بوتو أن تكشف عن أسماء الأشخاص الثلاثة الذين اتهمتهم بتورطهم في محاولة اغتيالها دون ذكر أسمائهم خلال مؤتمر صحافي. وقد قال الوزير في حديث مع قناة (جيو) أننا لا نعرف من هم هؤلاء الثلاثة. إذا كانت لديها دلائل فلتقدمها.

إلى ذلك فإن بيت الله محسود قد نفى تورطه في الهجوم على موكب بينظير بوتو. وقد ذكر لوكالة رويترز يوم الجمعة عبر هاتف خلوي من موقع مجهول " ليس لي أي علاقة بذلك الحادث". وقد سبق أن أوردت الصحافة المحلية تقارير تشير إلى تهديدات من قبل طالبان في وزيرستان باستقبال بوتو بالهجمات الانتحارية ، بيد أنهم نفوا تلك التقارير قبل أن تصل بينظير إلى كراتشي مضيفين أن ليس لهم عداء مع بينظير إذ لم تقم بهجمات ضدهم مشيرين إلى أنهم سوف يرسمون خطتهم إزاءها إذا وصلت إلى الحكم وبدأت العمليات ضدهم.

وفي هذا الإطار يبدو كأن الحكومة تريد تغطية تلك الكارثة حسب العادة بتوجيه الاتهامات إلى القاعدة وطالبان؛ لأنهما أصبحا مرجعا لتحميل مسؤولية أي حادث يحدث في البلاد لكن لم يتم إلى الآن إثبات تلك الاتهامات. كما أن توجيه الاتهام إليهم أمر سهل إذ أنهم في ساحة القتال مع الحكومة. وهذا يشبه سلوك الهند التي لا تفوتها أي فرصة لإلصاق اتهام كل عملية تخريبية على أراضيها بالمخابرات العسكرية العامة الباكستانية؛ لكن الشعب يريد الوصول إلى المجرمين وجلبهم إلى قفص العدالة وليس مجرد توجيه الاتهامات إلى جهات مجهولة.

كما أن سلوك بينظير وإشارتها إلى ضلوع ثلاث كبار شخصيات في تلك التفجيرات مؤشرعلى توتر علاقاتها مع نظام الجنرال مشرف قبل انطلاق تحالفهما لاحراز مكاسب سياسية في السيناريو السياسي المستقبلي؛ في حين ليس هناك أي صلة ثقة بين حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الحاكم الموالي للرئيس الجنرال مشرف. فهنا ينشأ السؤال كيف يمكن للرئيس المماشاة مع حزبين لا يجمعهما سوى التباغض؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف