قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زيد بنيامين: مع استقالة علي لارجاني مسؤول الملف النووي الإيراني، فإن الأفق ينذر بمواجهة جديدة بين الولايات المتحدة وإيران... مواجهة ستصل بالبلدين إلى الخط الأحمر وفقًا لما نقلته صحيفة كرستيانس ساينز مونيتر التي قالت إن الوضع لا يقتصر على التأزم بين إيران والولايات المتحدة بل يعكس إلى جانب ذلك أزمة في الحوار الداخلي الإيراني، نقلاً عن عدد من المحليين. هذه المعركة انتصر فيها حتى الآن الرئيس الإيراني محمد احمدي نجاد على حساب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وقد أظهرت هذه المعركة الرئيس الايراني على انه "من يقود الدفة" في البلاد وانه مهندس "وضع ايران على الجبهة" في مواجهة الكبار وأنه (اي دينجاد) يقود ايران في معركة "افشال السياسة الاميركية" وهو أمر ينذر بمواجهة جديدة في الشرق الاوسط. المسؤولون الايرانيون يصرون على أن مغادرة لارجاني لا تعنـي انهيار البرنامج النووي الايراني لكن يؤكدون على ان مسؤوليين ايرانيين (اقل خبرة) بالمفاوضات سيتولون قيادة الملف الايراني امام كل من اوروبا واميركا، على الرغم من تأكيدهم على ان قلة الخبرة هذه لا تعنـي بالضرورة مواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية. هناك من وصف المشهد الايراني بأنه "يعاني صدمة خروج لارجاني" مثل فريدة فارهي المتخصصة بالشؤون الايرانية في جامعة هاوواي التي تقول "ان الضغط سيكون على خامنئي خلال الفترة المقبلة خصوصًا وان عليه ان يؤدي دور مهدئ الامور" يجري خلف دينجاد الساعي لاشعال الساحة "السيد خامنئي تحت ضغط لان عليه اثبات ان الامور لم تخرج من يديه وانه ما زال قادرًا على السيطرة على الامور وعلى ما يحدث في البلاد او ان يبين بالفعل انه الى جانب احمد دي نجاد بدل ترك الاخير وحيدًا في الصورة كما كانت الحال في السابق". ولعل الصعوبة في وضع خامنئي نفسه في مركبة واحدة مع دينجاد هو غضب المحافظين انفسهم من سياسات دي نجاد. ايران التي تعاني من ضغوطات الغرب الذي يتهمها بالسعي الى بناء برنامج نووي تسليحي وهو اتهام تنفيه ايران في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة الاميركية الامم المتحدة من اجل اصدار حزمة ثالثة من القرارات التي تتضمن حزمة من اجراءات الحصار، حيث تجر معها هذا الغرب الى المواجهة ولعل الحديث الابرز في هذا المجال كان للرئيس جورج بوش الذي قال لعدد من قادة العالم منتصف شهر تشرين الأول/اكتوبر "ان كنتم مهتمين بتفادي الحرب العالمية الثالثة فإن عليكم منعهم (اي الايرانيين) من صنع السلاح النووي" لكن ايران ترد على كل هذا الكلام بالقول "ان برنامجنا اهدافه سلبية ولن نقبل بتغيير الاهداف او الغاء هذا البرنامج". لاريجاني كان من المفاوضيين الاقوياء في الجانب الايراني وقد اختير بعناية من قبل محافظي بلاده قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو (حزيران) 2005 والتي اتت بالرئيس الايراني دينجاد الى السلطة قد قاد ايران خلال جميع المنعطفات الصعبة التي مرت بها المفاوضات وقد عرف بطريقته (التكتيكية) في قيادة المفاوضات لكنه لم يخفي انزعاجه من انتقادات دينجاد العلنية غير المباشرة له خلال هذه الفترة وتسريباته التي كانت تعكس على الدوام مسار المفاوضات التي كانت تسعى الى ابعاد شبح العقوبات على ايران باي طريقة. لاريجاني عرف بدوره ايضًا في حل بعض القضايا المهمة التي مرت بها العلاقات الايرانية الغربية منذ تولي دينجاد السلطة من ذلك قيامه بالتوسط لاطلاق سراح البحارة البريطانيين الـ 15 الذين تم احتجزاهم في (المياه العراقية) كما يقول العراق والغرب و(المياه الايرانية) كما تقول ايران وقد تم اتهامهم وقتها بالتجسس لصالح (الشيطان الاكبر واعوانه) كما توصل لاريجاني الى اتفاق مع الامم المتحدة لمراقبة المواقع الايرانية المتهمة بمشاركتها في تنفيذ البرنامج النووي الايراني، وذلك من اجل (ازالة سوء الفهم لدور تلك المواقع المشتبه بها) على ان يتم ذلك مع نهاية هذا العام. ولكن هلقام الغرب بدور في رحيل لاريجاني (لاسبابه الصحية) وسارع بتعيين سعيد جليلي نائب وزير الخارجية الايراني السابق واحد ابرز المقربين من دينجاد؟ .. في معرض الرد على هذا السؤال يقول احد الخبراء في الشؤون الايرانية، إن جليلي الذي كانه عمره 14 عامًا فقط وقت حصول الثورة الايرانية عام 1979 وقد قال احد الدبلوماسيين عنه "انه يغنـي منفردًا ولا يعرف الجدال" وان نجاد اضافه الى فريق المواجهى المكون من وزير الداخلية.. المخابرات.. والثقافة من اجل خلق خط محافظ عنـيد في مواجهة الغرب فجليلي "اكثر معادة للغرب من دينجاد" كما يصفه العارفون اللذين يحذرون من القادم من الايام ..