قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الخالق همدردمن إسلام أباد: "أطفال الشارع" مصطلح نشأ خلال الثمانينيات من القرن المنصرم ويشير إلى الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم في شوارع المدن أو يعيشون هناك. وينقسمون إلى قسمين: الذين يقضون أوقاتهم في الشوارع ويشتغلون في أي نشاط اقتصادي لمساعدة أسرهم جراء الفقر أو وضع العائلة الاقتصادي المتدهور ولهم انتماء كامل إلى الأسرة. والقسم الثاني هم الذين يعيشون على الشوارع ولا يكون لهم انتماء أسري أو يكون لكنه ضئيل جدًا. ويشير تقرير نقلته جريدة " ديلي تايمز" إلى أن هناك ما بين 100 مليون إلى 150 مليون طفل شارع على المستوى الدولي، في حين ترى المجموعات الحقوقية أن عددهم في باكستان أكثر من 50,000 طفل. ويعيش معظمهم في المباني تحت الإنشاء أو قبوات الفنادق أو في أروقة محطات الحافلات. معظمهم يجيئون إلى المدن مع أمل انتهاز فرصة لكسب مبلغ يساعدون به أسرهم إلا أنهم يفاجئون بأن أرصفة المدن ليست مرصوفة بالذهب وليس كسب المال بذلك الأمر السهل. كمال أحمد أحد هؤلاء الأطفال. وهو يحكي أنه جاء إلى راولبندي قبل خمس سنوات؛ لأن أباه كان يتخاصم مع والدته على قضايا تافهة ويسبها ويضربها. ويضيف أن ذات يوم دخل الوالد البيت مسكرًا. وعندما طلبت الوالدة منه الفلوس أخذ يشتمها ويضربها. وهو بدوره حاول حماية أمه لكن الأب ضربه أيضًا. وفي نهاية المطاف قرر مغادرة البيت؛ بيد أنه يقول " أنا لم أكن أعرف في ذلك الحين أن مغادرة البيت ستجلب لي مشاكل جديدة". وعلى صعيد آخر يتورط هؤلاء الأطفال في عمليات سرقة وقطع الجيوب لكن الشرطة على الرغم من علمها بعصابات الأطفال الإجرامية لا تستطيع القضاء على عملياتهم. وفي هذا الصدد ذكر عنصر من الشرطة أن لتلك العصابات علاقات مع شخصيات متنفذة في المنطقة مضيفا أن الشرطة قد قامت باعتقال بعض الأطفال النشالين؛ إلا أن الضباط الكبار أطلقوا سراحهم. وترى صاعقة أشرف طبيبة نفسية أنهم يتحولون إلى إرهابيين ومدمني المخدرات وثوريين وقساة في التعامل. كما أنها ترى أنهم هدف ليصبحوا لصوصًا أو فريسة للممارسات الجنسية. كما أن البنات تصبحن مومسات في حين يكون الأطفال عنيفين وليس لديهم أي مشاعر من الحب أو الأخلاق. والجدير بالذكر أن بعض الأطفال يقولون إن آباءهم يطلبون منهم القيام بالتسول أو الأعمال التافهة مثل طلي الأحذية أو غسل السيارات أو الأواني في المطاعم أو بيع الأزهار على الطرق. وفي معظم الأحيان لا يتجاوز دخلهم اليومي 100 روبية باكستانية أي أقل من دولارين. ويذكر طفل آخر، أنه كان يرغب في الدراسة إلا أن أباه أجبره على غسل السيارات ؛ لأنه لا يقدر على تحمل مصاريف دراسته. ومن المثير أن هؤلاء الأطفال يدعون ملكية مناطق مختلفة من الأسواق والمحطات والأرصفة، ولا يدعون " الغزاة الأجانب " - أطفال شارع من مناطق أخرى- يقتحمون مناطقهم. وقد يؤدي ذلك إلى تخاصم وتشاجر بينهم. طبعًا سلوك هؤلاء الأطفال وجرائمهم تؤثر على المجتمع سلبيا ؛ لكن هل هناك تخطيط للقضاء على هذه الظاهرة ووضع حد أمام ضياع جيل في الشوارع ليصبح صداعًا للمجتمع؟؟