تكثيف الإتصالات لتسوية قضايا النووي الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سفير إيران لدى البحرين يبدأ مشواره بأزمة فيينا، واشنطن: يكثف مسؤولو وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية إتصالاتهم مع إيران حاليًا في وقت ألمح فيه مسؤول إيراني رفيع إلى إمكانية إحراز تقدم في القضايا العالقة في الملف النووي الإيراني. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان مقتضب لها نشر في فيينا أن مساعد المدير العام للوكالة اولي هاينونن سيعقد الاثنين المقبل في طهران لقاءً جديدًا مع المسؤولين الايرانيين في حين انهى خبراء الوكالة امس مناقشات في ايران دامت خمسة ايام حول اجهزة الطرد المركزي.
وفي روما وبعد اختتام جولة من المحادثات الايرانية - الاوروبية امس بشأن البرنامج النووي الايراني، أعلن علي لاريجاني أحد كبار المفاوضين الايرانيين ان افكارًا جديدة وبناءة عرضت خلال هذه المحادثات يمكن ان تؤدي الى احراز تقدم في تسوية القضايا العالقة في هذا البرنامج المثير للجدل. ووفقًا لما صرح به سفير ايران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية تركزت المناقشات بين خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران على اجهزة الطرد المركزي بي1 و بي2.
وتندرج هذه المناقشات في اطار الاتفاق المبرم في اغسطس الماضي بين الوكالة الذرية وطهران الذي حدد جدولا زمنيا ينتهي قبل نهاية هذا العام حيث يتعين على طهران أن ترد بموجب الاتفاق على سلسلة من الاسئلة العالقة حول حجم وطبيعة برنامجها النووي.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي دعا ايران اخيرًا الى التعاون بشكل فعال مع الوكالة وحذرها من التعرض لمزيد من العزلة والعقوبات اذا لم تلتزم بما جاء في الاتفاق.
رايس: ايران ربما تكون التحدي الاكبر على امن الولايات المتحدة
وكانت قد قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاربعاء ان ايران "ربما تشكل اكبر تحد" لامن الولايات المتحدة، الا انها اكدت ان الدبلوماسية هي الوسيلة المفضلة لانهاء تطلعات ايران النووية. وحذر الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الماضي من ان امتلاك ايران اسلحة نووية يهدد باندلاع "حرب عالمية ثالثة" بينما تحدث نائبه ديك تشيني الاحد عن "عواقب وخيمة" اذا لم تعلق ايران برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وفي افادة امام الكونغرس، قالت رايس ان "العواقب الوخيمة" ستتضمن مجموعة ثالثة من العقوبات يفرضها مجلس الامن الدولي لمعاقبة ايران على رفضها وقف عمليات تخصيب اليورانيوم. وقالت رايس "اننا بالطبع قلقون للغاية حيال سياسة ايران التي تشكل ربما اكبر تحد لمصالح الولايات المتحدة الامنية في الشرق الاوسط والعالم". واضافت "ان الارهاب الايراني، والقمع الايراني في الداخل والمساعي للحصول على تكنولوجيا الاسلحة النووية، هو مزيج خطير". الا ان رايس قالت انه "فيما لا يستبعد الرئيس (بوش) اية خيارات، الا انه ملتزم بالنهج الدبلوماسي مع ايران".
وقالت متوجهة الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب خلال جلسة مساءلة حول السياسة الاميركية في الشرق الاوسط "اننا نواصل مع شركائنا الدوليين اتباع نهج مزدوج بشان الملف النووي". واشارت رايس الى انه بموازاة المفاوضات التي يجريها الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، فان واشنطن وشركاءها الاوروبيين يعملون على تشديد العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب رفضها تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم.
وعقب محادثات مع سولانا في روما الاربعاء، قال كبير المفاوضين الايرانيين السابق علي لاريجاني في مؤتمر صحافي ان "افكارا جديدة وبناءة" ظهرت بشان الازمة، الا انه لم يكشف عن تفاصيل. ولم يتحدث سعيد جليلي كبير المفاوضين الجديد المقرب من الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد، خلال المؤتمر الصحافي. وتضغط الولايات المتحدة كذلك على حلفائها من اجل عزل ايران عن النظام المالي الدولي وذلك لمنع ما وصفته رايس بانه "مكاسب غير مشروعة" يتم تداولها من خلال بنوك لها مكانتها. وقالت انه اضافة الى الدبلوماسية، فان الولايات المتحدة ستبذل كل ما بوسعها لمنع تدخل ايران في العراق.
واضافت في تصريحات معدة مسبقًا "نحن مصممون على وقف نشاطات ايران الخبيثة في العراق عن طريق اعتقال اعضاء فيلق القدس والقضاء عليهم مع غيرهم ممن يشكلون خطرًا على الحياة الانسانية واستقرار البلاد بشكل عام". وتابعت "وسندافع عن انفسنا وسندافع عن العراقيين في مواجهة تدخل طهران".
وفيلق القدس هو قوة النخبة في الحرس الثوري الايراني ويشكل الذراع شبه العسكرية للحرس الثوري. ويتهمه القادة الاميركيون بمساعدة المليشيات الشيعية المتورطة في العنف الطائفي الدموي في العراق. وصنف مجلس الشيوخ الاميركي الحرس الثوري الشهر الماضي على انه منظمة ارهابية في خطة رأى الديموقراطيون انها تضع الولايات المتحدة على طريق الحرب مع ايران.
وفي تعليق على تصريحات بوش وتشيني الاخيرة، قال النائب الديموقراطي ايني فاليومافايغا ان هذه التصريحات تذكره باللهجة العدائية التي سبقت غزو العراق في 2003. وقال لرايس "يبدو لي ان هذه هي نفس اللغة التي قادتنا الى الحرب مع صدام حسين" مؤكدا ان الجيش الاميركي "يجد صعوبة" في التعامل مع النزاعات في العراق وافغانستان. الا ان رايس نفت وجود اي خلاف بين مساعيها الديموقراطية وموقف تشيني المتشدد.
واضافت "انا اجلس مع نائب الرئيس. وهو يؤمن باتباع الخط الدبلوماسي". وتابعت "وعندما يتحدث المرء عن عواقب وخيمة، فان الدبلوماسية تتضمن كذلك عواقب وخيمة". الا ان كل من روسيا والصين، الدائمتا العضوية في مجلس الامن، ترغبان في منح مزيد من الوقت للاتصالات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.