أقوى عقوبات أميركية ضد طهران منذ الثورة الإيرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غيتس: تخطيط عسكري يستهدف ايران لكنه روتينيلندن، واشنطن: ترد الولايات المتحدة بأقوى عقوبات منذ حصار عام 1979، هو العنوان الرئيسي في الصفحات الدولية لصحيفة الانديبندنت يوم الجمعة، وفي الصورة المرافقة للتغطية الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وهو يعانق محمد علي جعفري قائد قوات الحرس الثوري الايراني. وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة اقتربت خطوة جديدة باتجاه المواجهة العسكرية مع ايران بفرضها اجراءات عقابية جديدة على قوات الحرس الثوري الايراني، وتصنيف فيلق القدس كتنظيم ارهابي.
لكن الصحيفة تنقل ايضا تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي اعتبر فيها الاجراءات الاميركية بمثابة "رجل مجنون يحمل بيده موسى بنصل حاد"، كما دعا بوتين إلى عدم تعقيد الاوضاع لان فرض عقوبات "سيقود الامور إلى طريق مغلق".
بدورها غطت الديلي تلغراف ايضا القرار الاميركي ولكن بعنوان آخر يقول: الولايات المتحدة تفرض قيودا على ايران بسبب سياستها النووية وسياستها في العراق. وقالت الصحيفة ان تلك العقوبات هي اقوى عقوبات امريكية تفرض على ايران منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979 حيث سيفرض حصار مالي دولي على الحكومة الايرانية. وتنقل الصحيفة عن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رئيس قولها إن العقوبات هي رد على تدخلات ايران في العراق، ورفض طهران التخلي عن طموحاتها النووية.
وفي الشأن الايراني، والى جانب تغطيتها لنفس الموضوع، تخصص صحيفة الغارديان حيزا لموضوع تحت عنوان: خاتمي يلمح بالعودة إلى الرئاسة وينتقد الرئيس الحالي. حيث تقول الصحيفة إن خاتمي، الذي يعرف بانه من جناح الاصلاحيين داخل المؤسسة الحاكمة في ايران، زاد من حدة التكهنات السياسية في طهران بتلميحه بالعودة إلى المنافسات الرئاسية، وانتقاده الرئيس نجاد لاستخدامه احصائيات غير حقيقية للتغطية على حجم التضخم الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في ايران.
وحسب القرار الجديد بفرض عقوبات فانه يحق للسلطات الاميركية منع وتجميد ارصدة اي مواطن اميركي او مؤسسة اميركية تتعامل مع الحرس الثوري الايراني. واعلنت واشنطن ان الحرس الثوري الايراني "يروج" لاسلحة الدمار الشامل، في اشارة الى الصواريخ الباليستية التي تقول واشنطن انه يقوم بتطويرها، كما وصفت فيلق القدس التابع للحرس الثوري بانه يساند الارهاب. وكانت واشنطن اتهمت مرارا ايران بزعزعة الاستقرار في العراق وافغانستان، والقت باللائمة على الحرس الثوري في تدريب المسلحين.
وعلى الجانب الآخر ادانت طهران القرار الاميركي في تصريح لمحمد علي الحسيني الناطق باسم وزير الخارجية. وقال الحسيني ان "السياسات الاميركية المعادية للامة الايرانية المحترمة تشكل خرقا للمواثيق الدولية، ولا قيمة لها". واضاف الحسيني "من غير المقبول لدولة تقوم هي نفسها بانتاج اسلحة الدمار الشامل ان تتخذ مثل هذا القرار. ان دولة انشأت وساندت الكثير من المجموعات الارهابية لا يمكنها ان تعيق تطور وتقدم الامة الايرانية، ولا يمنها ان تعيق تطور مؤسساته الشرعية".
وفور صدور القرار الاميركي قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان لندن تدعم العقوبات الاميركية المفروضة على ايران، مشيرا الى ان بلاده "مستعدة للضغط في اتجاه اصدار قرار دولي يفرض عقوبات اشد على طهران ودعم اي تشديد للعقوبات من قبل الاتحاد الاوروبي". اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد حذر من فرض عقوبات جديدة على طهران مشيرا الى انها تؤدي "الى طريق مسدود". وقال بوتين: "لماذا تعقيد الامور من خلال التهديد وايصال الامور الى طريق مسدود؟ ان التصرف كرجل مجنون يركض في كل الاتجاهات وبيده سكين ليس الطريقة الاوفق لحل المشكلة".
العقوبات قد تكون غير فعالة وخطرة
ويرى محللون ان العقوبات قد تكون غير فعالة من دون دعم شركاء مترددين حاليا، وقد تعزز الجناح المتشدد في النظام الايراني. ويقول اليكس فاتانكا من المجلة المتخصصة "جاينز"، "لدي شكوك حول تأثيرها خصوصا وان الولايات المتحدة بمفردها تمتلك وسائل ضغط قليلة على الجمهورية الاسلامية الغنية بالنفط وعلى اقتصادها وقواتها المسلحة".
ويوضح هذا الخبير "يكفي النظر الى ما قام به الروس والصينيون وبدرجة اقل الاوروبيون في السابق، للتشكيك بالدعم الذي يمكن ان يوفره بقية الاطراف للولايات المتحدة بهذا الشأن". ويضيف "لتغيير تصرفات ايران بشكل ايجابي يجب اعطاؤها شيئا ما. لكن كل ما يعرض هو عقاب ولا ارى اي جزرة". وتستهدف العقوبات الاميركية فيلق القدس المتهم بدعم الارهاب والحرس الثوري الايراني المتهم بالمساهمة بنشر اسلحة دمار شامل.
وقال وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون عند اعلان هذه العقوبات الى جانب وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس "الامر بسيط اي مؤسسة مالية محترمة لا تريد ان تكون ممولا لهذا النظام الخطر". لكن الولايات المتحدة مستاءة من تردد روسيا والصين في اعتماد قرار ثالث ملزم في مجلس الامن لحمل طهران على الاذعان. ومن شأن هذه الاجراءات الجديدة ان تعطي هامشا كبيرا للصين التي تشتري الكثير من نفطها من ايران، لتزيد نفوذها اكثر في المنطقة.
واشار نيكولاس بيرنز المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية الخميس الى ان "الصين زادت مبادلاتها مع ايران في وقت تخفض دول اخرى اعضاء في مجلس الامن هذه المبادلات". ويقول منوشهر دوراج استاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس كريستشن ان فاعلية العقوبات الجديدة رهن "بشكل كبير" بتعاون الحلفاء الاوروبيين مثل فرنسا والمانيا فضلا عن روسيا والصين "اللتين تقيمان روابط سياسية مالية اكبر مع طهران".
لكن هذا الخبير يشير الى ان العقوبات قد يكون لها هدف غير معلن. ويوضح "في حال لم يتجاوب الايرانيون قد تستخدم ادارة بوش ذلك ذريعة للقول ان العقوبات لم تنجح في اقناع الحكومة الايرانية بوضع حد لنشاطات تخصيب اليورانيوم وان الخيار العسكري هو الخيار الوحيد الممكن". واكد بيرنز المكلف الملف الايراني في وزارة الخارجية الاميركة ان الامر ليس كذلك. واوضح ان قرار الولايات المتحدة الذي اعلن الخميس "يدعم الدبلوماسية ولا يشكل ابدا مقدمة لاستخدام القوة".
وهدد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اخيرا النظام الايراني ب "عواقب وخيمة" في حال عدم تخليه عن برنامج تخصيب اليورانيوم في حين تحدث الرئيس بوش عن خطر اندلاع "حرب عالمية ثالثة". وترى كاراغ اونغ الخبيرة في مركز مراقبة التسلح وعدم نشر الاسلحة، وهي منظمة سلمية في واشنطن ان العقوبات الاميركية الاحادية الجانب قد ترتد على الولايات المتحدة عبر تعزيز موقع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد داخل النظام الايراني. وتضيف اونغ "الامر المقلق في هذا القرار ان الادارة تعتبر انه جزء لا يتجزأ من جهودها الدبلوماسية" معتبرة هذه العقوبات بانها "تاديبية".