الفرصة ضئيلة لتحقيق إنفراجة في محادثات دارفور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
متمردو دارفور يهددون القطاع النفطي ويخطفون عاملين
نقل لاجئين على الحدود العراقية السورية الى السودان
تهديد دولي بالتحرك ضد من يعرقل مفاوضات دارفور
وقال لاري روسين وهو دبلوماسي اميركي سابق يمثل الان "ائتلاف انقذوا دارفور" الذي يضم عدة منظمات "لو كنت مكان الوسطاء لكنت سعيت الى تقليل التوقعات بالنسبة للجولة الاولى." ويسعى المؤتمر الى انهاء صراع أثار اتهامات من جانب الولايات المتحدة ونفاها السودان بوقوع ابادة جماعية. وتنسب معظم اعمال القتل والاغتصاب والنهب الى ميليشيا متحالفة مع الحكومة تعرف باسم الجنجويد.
غير انه في الاونة الاخيرة القي باللوم على المتمردين في الهجمات القاتلة التي تشن ضد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي وموظفي الاغاثة. وفي بعض الحالات يقول خبراء ان هيكل قيادة المتمردين تفتت حتى انهم لا يمثلون دوائر من الجمهور وليسوا اكثر من قطاع طرق. ويقدر خبراء دوليون أن 200 ألف شخص قتلوا وأجبر ما يربو على 2.5 مليون شخص على النزوح من ديارهم بسبب العنف الدائر منذ أربعة أعوام ونصف لكن الخرطوم تقدر عدد القتلى بحوالي تسعة الاف فقط وتقول ان الغرب يبالغ في تصوير الصراع.
ولن يحضر العديد من زعماء المتمردين المحادثات ومن بينهم عبد الواحد محمد النور مؤسس حركة تحرير السودان الذي يسيطر على قوات صغيرة لكنه يتمتع بتأييد شعبي واسع. ويرفض النور الحضور احتجاجا على ما يصفه بأنه أعمال عنف بتحريض من الحكومة. وقال روسين انه حتى الذين سيحضرون المحادثات "لا يجمعهم أي شكل من أشكال الوفد المتجانس الذي لديه شكل من أشكال المواقف في هذه المرحلة. كثير من سكان دارفور يشعرون انهم ذاهبون الى شيء لا يثقون في أساسه."
وكان الوسطاء يأملون في حضور اكبر عدد ممكن من المتمردين وان يتم التفاوض على وقف اطلاق نار شامل. ومن بين ثلاث فصائل تمرد العام الماضي وقع فصيل واحد اتفاق سلام مع الحكومة لكن المتمردين انقسموا منذ ذلك الحين الى اكثر من عشر فصائل. وفي جانب الحكومة فان تجدد التوترات بين الشمال والجنوب يمكن ان يعقد المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة وتجري في سرت مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي.وانسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان هذا الشهر من الائتلاف الحكومي.
وللحركة نسبة تبلغ 28 في المئة في تشكيل الحكومة لكنها جمدت عمل وزرائها قائلة ان حزب المؤتمر الوطني الشمالي يعرقل اتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل اليه في عام 2005 وأنهى أطول حرب أهلية في القارة الافريقية. وقال ألكسيس دي فال وهو خبير متخصص في شؤون السودان "القضيتان مرتبطتان بشدة" وتابع قائلا انه "فيما يتعلق بسكان دارفور فلا معنى لتوقيع اتفاق مع حكومة على وشك الانهيار." وأضاف "الحقيقة هي ان اتفاق السلام الشامل لا يمكن ان يمضي قدما بفاعلية بينما الامور مشتعلة في دارفور لان الوضع في دارفور يحمل امكانية ان يمتد الى كردفان واذا حدث ذلك فان البلاد بالكامل ستشتعل بطريقة أو اخرى." وتقع كردفان في وسط السودان.
ومن جانبه قال النور انه لن يحضر المحادثات الى ان يتم نشر قوة تابعة للامم المتحدة للقضاء على العنف في دارفور والذي تصاعد مجددا في الاسابيع الاخيرة حيث وجد المدنيون وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي والميليشيات والمتمردون انفسهم يخوضون اشتباكات في جنوب دارفور.
واعلن أحمد عبد الشافي وهو زعيم متمردين بارز اخر وخمسة فصائل أصغر في اجتماع في جوبا هذا الاسبوع انهم لن يحضروا ايضا المحادثات وقالوا ان وسطاء الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لم يذعنوا لطلبات المتمردين بتأخير يسمح لهم بتشكيل موقف موحد والاتفاق على وفد. وبالاضافة الى رفض النور حضور المحادثات في ليبيا فان هذا سيعني أنه لن يكون هناك ممثلون لقبائل الفور كبرى قبائل دارفور يتفاوضون مع الخرطوم في سرت.
وقال خبراء ان اتفاق السلام الذي وقع في مايو ايار عام 2006 فشل لان دبلوماسيين دوليين فرضوه على الاطراف السودانية رغم حقيقة أنه لا يتمتع بتأييد كبير بين أبناء دارفور. وفي غضون أيام بعد توقيع الاتفاق نظمت مظاهرات عنيفة للاحتجاج عليه في مخيمات النازحين في دارفور. وقال دي فال ان الامم المتحدة "تنصب فخا لنفسها" مرة أخرى بالاصرار على بدء المحادثات رغم مطالب المتمردين في جوبا بتأجيلها لمدة شهر لتنظيم أنفسهم. وأضاف أن المضي قدما في المحادثات بدونهم يعني أن من المرجح تبديد فرصة السلام.
وقال خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان المحادثات هي "اللحظة التي يتعين على الجميع تحمل مسؤولياتهم من خلالها." وأضاف في بيان في بروكسل "لا بد من توقف العنف كخطوة أولى وأساسية. يتعين على جميع الاطراف أن يلزموا أنفسهم بشكل مطلق بوقف الاعمال الحربية والمشاركة في الية فعالة لوقف اطلاق النار."