بوتين: الخلاف حول الدرع الصاروخية مثل أزمة كوبا

مافرا، واشنطن: أشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى وجود أوجه تشابه بين الوضع المتعلق بنشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا والوضع الذي أدى إلى أزمة الكاريبي في عام 1962. وقال الرئيس بوتين في مؤتمر صحافي في ختام قمة روسيا والاتحاد الأوروبي التي عقدت في مدينة مافرا البرتغالية اليوم إن خطوات مشابهة قام بها الاتحاد السوفيتي السابق في الستينات أدت إلى نشوب أزمة الكاريبي. وأضاف أن الوضعين متشابهان من الناحية التكنولوجية بالنسبة إلى روسيا موضحا أن موسكو قامت بسحب قواعدها من فيتنام وكوبا في السنوات الأخيرة بينما نشأت مخاطر على أمن روسيا قرب حدودها. وقال الرئيس الروسي "تحركات مشابهة للاتحاد السوفياتي الذي كان نشر صواريخ في كوبا تسببت بازمة كوبا. وبالنسبة الينا فان الوضع مشابه من وجهة نظر تكنولوجية".
لكن بوتين اضاف "ليس هناك لحسن الحظ ازمة كوبا" لان "العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة واوروبا تغيرت بطريقة جذرية".
وأعاد بوتين إلى الأذهان في بادئ البدء أن روسيا لم تنسحب من المعاهدة حول الدفاع المضاد للصواريخ (المعقودة في عام 1972) ولكن هذه الخطوة قامت بها الولايات المتحدة. وقال: "لقد طلبنا من واشنطن ألا تفعل ذلك، إلا أنها خرجت من المعاهدة ومن ثم اتخذت قرارا بنشر البنى التحتية لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ عند حدودنا مباشرة". وشدد بوتين على أن مشكلة نشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا لم تؤد إلى اندلاع أزمة مشابهة لأزمة الكاريبي. وأوضح سبب ذلك قائلا إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تغيرت بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة. وقال بوتين: "إنني اتفق مع الرئيس بوش عندما يقول إننا لم نعد أعداء. وما يساعدنا في حل مشاكل مثل هذه هي علاقاتنا الخاصة مع الرئيس بوش والثقة بيننا. وإنني اعتقد أنه من حقي أن ادعوه صديقي كما يدعوني هو". وأشار بوتين إلى أن المشاكل التكنولوجية في مجال الأمن بالنسبة لروسيا مهمة جدا ولهذا اقترحت موسكو على واشنطن نظاما كاملا من الخطوات المشتركة. وقال بوتين في هذا الصدد: "ليست هي خطوات مشتركة مع الأميركيين فحسب بل ومع الأوروبيين". وذكر بوتين أن روسيا اقترحت تحديد الأخطار المشتركة، ومواصفات منظومة الدفاع المضاد للصواريخ، ومعايير المنفذ الديمقراطي إليها. وقال بوتين: "للأسف لم نلق ردودا على مقترحاتنا حتى الآن وبما فيها افتتاح مركز في بروكسل لتبادل المعلومات حول إطلاق صواريخ ، من الممكن أن يجعل من شركائنا الأوروبيين مشاركين في هذه العملية". وأشار بوتين مع ذلك إلى أن الجانب الأميركي أصغى أخيرا إلى التخوفات الروسية وهذا يدعو للتفاؤل. وأضاف: "هذا ما سمعته من وزيرة الخارجية الأميركية رايس ومن وزير الدفاع الأميركي غيتس اللذين زارا موسكو مؤخرا. لقد فهمنا أن تخوفاتنا قد أخذتفي الاعتبار وأن شركاءنا الأميركيين يفكرون في كيفية إزالة التهديدات التي يجري خلقها ضدنا، كما نعتقد". الولايات المتحدة ترفض تشبيه بوتين الخلاف حول الدرع الصاروخية بأزمة كوبا ورفض البيت الابيض الجمعة تشبيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخلاف الحالي حول مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ بازمة كوبا عام 1962 واعتبره غير مناسب، محاولا التقليل من اهمية الخلافات بين واشنطن وموسكو. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو بعدما ساق الرئيس الروسي هذا التشبيه "لا اعتقد ان التشبيه التاريخي يصح فعلا". واعربت عن اقتناعها برغبة بوتين في التعاون لحل النزاع القائم حول مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا والذي شكل سببا رئيسا لتدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو خلال الاشهر الاخيرة.
واضافت بيرينو "مستحيل على كل من يطلع على تصريحات (بوتين) الحرفية وبطريقة موضوعية، ان لا يفكر في ان (بوتين) يعتقد ان بامكاننا التعاون". وقللت بيرينو ايضا من الاختلاف في وجهات النظر حول الازمة النووية الايرانية، قائلة ان الرئيس الاميركي جورج بوش يعتقد ان "روسيا متفقة على القول انه ينبغي الا نسمح لايران بامتلاك السلاح النووي"، وذلك رغم تصريحات بوتين الاخيرة حول غياب ادلة تشير الى ان ايران تسعى للحصول على القنبلة الذرية او حول خطر "تفاقم" الازمة بسبب عقوبات جديدة. وقالت ان بوش خرج اثر محادثته الهاتفية الاثنين مع بوتين "بانطباع انه تلقى جوابا حاسما من جانب الرئيس بوتين" حول هذه المسألة.