رفض تركيا لعرض العراق يفاقم أزمة الحدود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: فيما لم يتمكن المسؤولون الاتراك والعراقيون من التوصل إلى حل حول قضية مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذي يشنون غارات ضد الجيش التركي، قصفت طائرات هليكوبتر ومقاتلات تركية مواقع لهؤلاء الجمعة، ما قد يكون مقدمة لهجوم تركي محدود على مناطق جبال قنديل حيث يعتقد وجود معسكرات لمقاتلي حزب العمال.
وكانت انقره قد اعتبرت المقترحات التي عرضها الوفد العراقي رفيع المستوى الذي ترأسه وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم، غير مرضية، مما قد يرفع من مستوى التكهنات باقتراب تنفيذ تركيا لتهديداتها بضرب معاقل مقاتلي حزب العمال في شمالي العراق.
وقد سلمت انقرة بغداد قائمة بقيادات حزب العمال الكردستاني، وطالبت تسليمها جميع مسلحي حزب العمال. وقال جميل جيجك نائب رئيس الوزراء التركي في هذا الاطار إن مسلحي حزب العمال "جميعهم مذنبون، انهم مجرمون على الاقل لكونهم اعضاء في منظمة ارهابية... ونريد تسلمهم جميعا".
يشار إلى أن جيجك هو الشخصية الحكومية المكلفة الاشراف على جهود تركيا في مجال مكافحة الارهاب، وجاءت تصريحاته تلك خلال مقابلة مع محطة سي ان ان التلفزيونية التركية. وقد احتشد نحو مئة ألف جندي تركي على امتداد الحدود مع العراق تحسبا لشن عملية عسكرية محتملة للقضاء على ما يقرب من ثلاثة آلاف مسلح من حزب العمال الكردستاني.
وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان طائرات هليكوبتر تركية اطلقت نيرانها على تحصينات ومواقع لحزب العمال الكردستاني كشف عنها خلال مهمات استطلاعية في المنطقة الحدودية الشديدة الوعورة.
"لن نتحمل المزيد"
وقال جيجك: "لقد نفذت القوات الجوية عمليات.. ولكن لم تجر اي عملية برية كبيرة.. لم يذهبوا الى ابعد من جبال قنديل.. هذه الجبال تقع على مسافة مئة كيلومتر داخل العراق". من جانبه جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان موقف بلاده القائل بأن تركيا لن تتحمل مزيدا من هجمات حزب العمال انطلاقا من العراق، داعيا السلطات الأميركية والعراقية الى اتخاذ خطوات فورية لتجنب عملية عسكرية تركية باتت اقرب إلى التحقق.
وقد اخفق لقاء وزير الدفاع العراقي الذي رافقه ايضا وزير الامن الوطني العراقي شيروان الوائلي، مع الجانب التركي ممثلا بوزير الخارجية التركي علي باباجان ووزير الداخلية بشير اتالاي، يوم الجمعة، في الوصول إلى اي نتيجة مرضية.
كما اجتمع الوزير العراقي مع وزير الدفاع التركي وجدي جونول، وقد ضم الوفد العراقي مسؤولين من الجيش الأميركي ومن حكومة اقليم كردستان العراق.
"خطوات عاجلة ومحددة"
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن دبلوماسي تركي كبير لرويترز طلب عدم الكشف عن هويته قوله ان الوفد العراقي عرض مقترحات شملت قطع الامدادات عن حزب العمال الكردستاني، والحد من تحركات الحزب، واغلاق المكاتب التي لها صلة به.
وقال لوينت بيلمان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية "لقد عرض الوفد العراقي بعض المقترحات التي يحتاج تطبيقها الى وقت طويل، غير ان العامل الزمني مهم للغاية بالنسبة لنا، ونحن نتوقع خطوات عاجلة ومحددة من العراق في مجال مكافحة الارهاب".
من جهته قال محمد العسكري الناطق باسم وزير الدفاع العراقي، إن المحادثات بين المسؤولين العراقيين والأتراك بشأن مقاتلي حزب العمال كانت "مثمرة وناجحة".وتعهد العراقيين بإغلاق مقرات حزب العمال الكردستاني ليس كافيا بالنسبة لتركيا.
نفي كردي
من جهتها، نفت حكومة كردستان العراق وجود أي مكاتب لمتمردي حزب العمال الكردستاني في المنطقة التي تخضع لسيطرة حكومة الاقليم الذي يحظى باستقلالية شبه كاملة عن حكومة بغداد المركزية.
وتتزامن المحادثات العراقية التركية قبيل زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى انقره في الثاني من الشهر المقبل، لمناقشة هذه الازمة. كما انها تأتي قبل مؤتمر اقليمي تستضيفه اسطنبول في الثاني والثالث من نفس الشهر يناقش خلاله وزراء الخارجية قضية العراق.
ونقلت وسائل الاعلام التركية عن يسار بويوكانيت رئيس أركان الجيش التركي قوله ان زيارة اردوغان لواشنطن الاسبوع القادم مهمة بالنسبة لتنفيذ عملية عسكرية عبر الحدود من عدمها.