مغازلة بوتين لإيران في إعلام أميركا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قاعديون يتهمون الجزيرة بتحريف تسجيل بن لادن واشنطن: لا يزال الملف النووي الإيراني يمثل هاجسًا لدى الإدارة الأميركية، وهو ما يجعل وسائل الإعلام الأميركية تهتم بمتابعة هذا الملف بشكل مستمر. وقد اهتمت معظم وسائل الإعلام هذا الأسبوع بقمة الدول المطلة على بحر قزوين التي عقدت في طهران، فضلاً عن المحادثات التي جمعت بين الرئيسين الإيرانى أحمدي نجاد والروسي فلاديمير بوتين.
بوتين فى طهران: لا للحرب
اهتمت شبكة CBS هذا الأسبوع بالزيارة التي قام بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين Vladimir Putin إلى إيران مؤخرًا، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، والمحادثات التى أجراها بوتين Putin مع الرئيس الإيراني احمدي نجاد، وذلك على هامش قمة الدول المطلة على بحر قزوين - التي عقدت مؤخرًا في طهران.
وأعد برنامج Up to the Minute - الذى تقدمه ميج أوليفر Meg Oliver - تقريرًا فى هذا الصدد، اهتم برصد أهم ما تمخض عن هذه القمة من نتائج، والمحادثات التي جمعت بين كلٍّ من بوتين ونجاد.
حيث لفت التقرير الانتباه إلى ما أكده الرئيس بوتين Putin من أنه على الدول الخمس المطلة على بحر قزوين (وهى تركمنستان وأذربيجان وكازاخستان إضافة إلى كل من روسيا وإيران) ألا تسمح لأى دولة أجنبية باستخدام أراضيها لشن أي هجوم عسكرى ضد أي دولة أخرى داخل إقليم بحر قزوين. وهو ما أكده البيان الختامي الذي صدر عن القمة، والذي أكد على "أن بحر قزوين هو بحر للدول المطلة عليه فقط ، ولذلك فإن هذه الدول هي الوحيدة التي لها الحق في أن تكون لها سفن وقوات عسكرية تجوبه". وأشارت ميج Meg إلى أن الرئيس بوتين Putin أعاد التأكيد على دعمه للبرنامج النووي الإيراني، مضيفة أن بوتين أكد فى المؤتمر الصحافي على حق جميع دول إقليم بحر قزوين فى الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، في إطار المبادئ التى وضعتها الأمم المتحدة، وتحت الإشراف الدولي.
ولفتت ميج Meg الانتباه إلى انه على الرغم من هذا الدعم الذى قدمه بوتين لطهران ، فإنه رفض أن يحدد موعد محدد فى الانتهاء من تنفيذ منشأة بوشهر Bushehr النووية ، إلا انه في الوقت نفسه أكد على روسيا لن تنقد إلتزاماتها التى عقدتها على نفسها فى هذا الخصوص.
وأكدت ميج Meg أن هذا الموقف الحذر الذى اتخذه بوتين Putin فى هذا الشأن ، أراد به أن يحتفظ بالعلاقات القوية مع طهران ، دون أن يغضب القوى الغربية والولايات المتحدة الأميركية.
وعلى صعيد مختلف رصد التقرير رد الفعل الأميركي على هذه التطورات، حيث أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس Robert Gates أن الولايات المتحدة بمفردها لن تستطيع أن تجبر إيران على التخلي عن طموحاتها النووية، وبالتالي لا بد من التعاون بينها وبين حلفائها - على حد وصف جيتس Gates - من اجل تفعيل العقوبات الاقتصادية على طهران ، إلى جانب وضع مزيد الضغوط السياسية والدبلوماسية أيضًا.
إيران وحديث "الحرب العالمية الثالثة"
اهتم برنامج The Situation Room الذى يقدمه Wolf Blitzer على شبكة CNN ، بالتحذيرات التى أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش George W. Bush مؤخرًا - فيما يبدو على أنها رد فعل للتطورات التى أسفرت عنها قمة الدول المطلة على بحر قزوين- حول أن إيران يمكن أن تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة ، فضلاً عن إشارته إلى الخطر النووي الذي تمثله طهران على العالم اجمع ، ومعارضته الشديدة لموقف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين Putin.
وأعد مراسل البرنامج في البيت الأبيض إيد هنرى Ed Henry تقريرًا، تناول فيه بالتحليل التصريحات التي أدلى بها بوش Bush في المؤتمر الصحافي الذى عقده مؤخرًا، حيث أكد هنري أن الرئيس الأميركى بوش Bush حذر من النتائج الوخيمة لطموحات الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد.
وقال بوش Bush " انه إذا أردتم أن تمنعوا وقوع حرب عالمية ثالثة، فإن عليكم أن تمنعوا إيران من امتلاك المعرفة الخاصة بصنع السلاح النووي"، واستطرد قائلاً " أننى أتعامل مع التهديدات النووية الإيرانية على محمل الجد".
وأشار هنرى Henry إلى أن هذه التصريحات - التى أدلى بها بوش Bush- جاءت كرد فعل على ما تمخضت عنه قمة الدول المطلة على بحر قزوين ، وما صرح به الرئيس الروسى بوتين Putin ، حول رفضه للعمل العسكرى ضد إيران ، على اعتبار انه الحل الوحيد للملف النووى الإيرانى. فضلاً عن إصراره على أن إيران لا تسعى إلى الحصول على السلاح النووى ، وذلك على خلاف ما يروج له الرئيس الأميركي وإدارته.
أما نائب الرئيس الأميركي ديك تشينى Dick Cheney - وعقب يوم واحد من المؤتمر الصحافي الذي عقده بوش Bush - اصدر تحذيرا شديد اللهجة للحكومة الإيرانية - عندما ألقى خطابًا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى Washington Institute for Near East Policy حول السياسة الخارجية الأميركية ، أكد فيه أنه سوف تكون هناك عواقب وخيمة إذا لم تتخلَّ الحكومة الإيرانية عن طموحاتها النووية.
وكان هذا التحذير محط اهتمام صحيفة النيويورك تايمز New York Times ، التي نشرت تقريرًا أعدته Sheryl Gay Stolberg ، ولفتت شيريال Sheryl الانتباه إلى أن هذه التصريحات تجيء في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأميركية إقناع حلفائها الأوروبيين بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران.
وأشارت شيريال Sheryl إلى أن تشينى Cheney أكد على أنه إذا استمر النظام الإيرانى فى سلوكه الحالى ، فان المجتمع الدولى لن يقف صامتًا، وان الولايات المتحدة هي وغيرها من الأمم الأخرى ترسل رسالة إلى النظام الإيرانى ، تؤكد أنهم لن يسمحوا له بامتلاك السلاح النووي.
أحمدى نجاد . رفيق هتلر وستالين وماو
أما الكاتب الأميركي اللامع فريد زكريا Fareed Zakaria فقد ركز في مقاله الافتتاحي بمجلة النيوزويك Newsweek بما كتبه احد أقطاب ومنظرى المحافظين الجدد نورمان بودهورتيز Norman Podhoretz ، ومستشار الرئيس الأميركي في كل ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، الذي قال "أن احمدى نجاد مثله مثل الزعيم النازى هتلر Hitler ، ثورى يسعى إلى الإطاحة بالنظام الدولى الراهن ، واستبداله بنظام آخر مهيمن عليه من قبل إيران، ويحكم بوساطة الفاشية الإسلامية".
وتعليقًا على ذلك أكد زكريا Zakaria أن هناك بعض الحقائق التى يجب أن نفطن لها، هي أن إيران تمتلك اقتصادًا فى حجم الاقتصاد الفنلندى ، وإنفاق عسكرى يصل إلى حوالى 4.8 مليار دولار، في المقابل نجد أن الناتج المحلى الاجمالى للولايات المتحدة يساوى 68 مرة حجم مثيله الإيرانى ، وحجم الإنفاق العسكري الأميركي يبلغ نحو 110 مرة حجم الإنفاق العسكري الإيراني. ولذلك فمن الصعب أن نصدق أن إيران على وشك الإطاحة بالنظام الدولى الراهن، واستبداله بنظام آخر تسيطر عليه الفاشية الإسلامية.
كما أشار زكريا Zakaria إلى تصريحات مرشح الرئاسة الجمهورى رودى جوليانى Rudy Giuliani ، والتي أكد فيها أن الاتحاد السوفيتى - إبان الحرب الباردة - كان يمكن ردعه، أما الرئيس الإيرانى احمدى نجاد فلا، مضيفًا إلا انه على الرغم من أن النظام الصينى والسوفيتى تحت قيادة ماو Mao وستالينStalin ، تسببوا فى العديد من الكوارث وقتل الكثير من الأشخاص، وقمع الشعوب الواقعة تحت حكمهم ، إلا أنهم كانوا فى نهاية الأمر حكام عقلانيين، على خلاف الرئيس الإيرانى نجاد.
إلا أن زكريا يرفض كل ذلك ويؤكد أن الولايات المتحدة فى طريقها إلى صراع - لا يمكن الرجوع عنه - مع دولة لا تستطيع عمل شيء خطر، فالولايات المتحدة ليس لها دبلوماسيين فى إيران منذ سبعينات القرن العشرين، ونادرًا ما تمت لقاءات دبلوماسية بين الطرفين ، ولذلك فإن إيران مجرد نقطة سوداء لا نعرف عنها شيئًا ، تمامًا كما كان العراق في عام 2003.
بن لادن وشريط جديد عن العراق
اهتم برنامج The Blotter الذي يقدمه بريان روس Brian Ross على شبكة ABC بالتقارير التي صدرت مؤخرًا، وأفادت بأن المقاتلين العراقيين وأفراد تنظيم القاعدة فى العراق يستخدمون المركبات وسيارات الإسعاف التابعة للحكومة العراقية ، وأكد لويس مارتينز Luis Martinez الذي أعد تقريرًا للبرنامج في هذا الشأن، أن هذه المعلومات دفعت الجنرال ديفيد بيتراوس David Petraeus - قائد القوات الأميركية هناك - إلى وضع نظام جديد لمراقبة مواكب المسؤولين العراقيين.
وأكد مارتينز Martinez أن هذا النظام الجديد للمراقبة يستهدف بالأساس مركبات ومواكب المسؤولين العراقيين ، حيث - انه طبقا للتقارير - تستخدم هذه المركبات في نقل الأسلحة وتهريبها ، واستخدامها فى أغراض غير قانونية.
واهتم التقرير بنقل تصريحات بيتراوس Petraeus التى أكد فيها أن "هذا النظام الجديد للتفتيش والمراقبة يهدف إلى تقويض حركة الإرهابيين وأفراد المليشيات المسلحة ، فضلاً عن مواجهة الفساد المتفشى بين عدد من مسؤولي الحكومة العراقية.
على صعيد آخر رصد البرنامج التصريحات التى أطلقها أسامة بن لادن - مؤخرًا - فى تسجيل صوتى جديد أذاعته قناة الجزيرة، والتى طالب فيها المقاتلين داخل العراق بضرورة التوحد " حيث قال "لا تكونوا متكبرين، فعدوكم يريد أن يحطم صفوفكم"، واستطرد قائلاَ: "لذلك أحتكم على العمل معًا فى مجموعة واحدة".
ولفت التقرير الانتباه إلى أن الخبراء أكدوا أن الصوت الذى سمع فى الشريط ، هو صوت أسامة بن لان ، إلا أنه لا توجد هناك أي دلائل حول التوقيت الذي تم فيه تسجيل الشريط.
وأكد التقرير أن هذه الرسالة جاءت في الوقت الذي يبدو فيه أن الإستراتيجية الأميركية الجديدة فى العراق - شق صفوف المقاتلين فى العراق - بدأت تؤتى ثمارها على استتباب الوضع الأمني في العراق.
وهو الأمر الذي أكده المستشار السابق للبيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب ريتشارد كلارك Richard Clarke ، الذي أشار إلى انه "من الجيد أن تراهم منقسمين - في إشارة إلى المقاتلين داخل العراق - لأن هذا يؤكد أن الإستراتيجية الأميركية بدأت تظهر بعض النجاح".
أما شبكة MSNBC فقد أولت شريط بن لادن اهتمامًا كبيرًا فى تقرير أذاعته في هذا الصدد، أكدت فيه أن بن لادن حذر المقاتلين في العراق من الانقسام ، مشيرة إلى أن بن لادن في هذا الخطاب أكد لهم أن العالم الاسلامي كله فى انتظارهم ، من اجل أن يوحدوه على كلمة واحدة.
كما لفت التقرير الانتباه إلى رد فعل المخابرات الأميركية على هذا الشريط ، حيث أكد مسؤولى المخابرات أن ما جاء فى الشريط ليس جديدًا، سواء بالنسبة إلى أسامة بن لادن ، أو بالنسبة إلى الرجل الثاني فى التنظيم أيمن الظواهري، فهم قد طالبوا من قبل المجموعات الشيعية والسنية بالتوقف عن قتال بعضهم البعض، وتوحيد جهودهم في قتال الولايات المتحدة الأميركية.