أخبار

رغم تعثر فرص التسوية.. رايس تحمل تفاؤلا للمنطقة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تصل وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس الشرق الاوسط غدا في زيارتها الثالثة الى المنطقة خلال شهرين فيما تتلاشى فرص تسوية فلسطينية - اسرائيلية قبل اسابيع من اجتماع انابوليس. وقال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الامريكية فضل عدم الكشف عن هويته في لقاء صحفي هنا ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس منخرطان في جهد لانتاج وثيقة قد تخدم كأساس لتفاوض جدي لانشاء دولة فلسطينية". ويحاول كل من عباس واولمرت اعادة احياء خريطة الطريق بعد اكثر من اربع سنوات على اقرارها من جانب الرباعية الدولية في يونيو 2003 بحيث تدعو في مرحلتها الاولى الى ازالة المستوطنات ووقف الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية وتقوم السلطة الفلسطينية بالمقابل بوقف اعمال العنف من اراضيها واصلاح اجهزتها الامنية. واكد المسؤول الامريكي ان خريطة الطريق هي "العنصر الرئيسي وركيزة سياستنا" مشيرا الى ان لدى الطرفين مسؤوليات ضمن خريطة الطريق وعلى اسرائيل "وقف اعمالها الاستيطانية". وتحتاج رايس الى تأمين مسودة لاعلان مشترك بين الطرفين قبل عودتها الى واشنطن في السادس من شهر نوفمبر من اجل وضع الحجر الرئيسي لنجاح اجتماع انابوليس المتوقع في الاسبوع الاخير من شهر نوفمبر او الاسبوع الاول من ديسمبر ويتبعه مؤتمر دولي للمانحين في شهر ديسمبر ايضا. ويصر عباس وفريقه التفاوضي على وضع جدول زمني لانشاء الدولة الفلسطينية وقضايا الوضع النهائي بما فيها قضية اللاجئين والقدس وهو ما ترفضه اسرائيل بشكل قاطع حتى الان. ولكن رغم هذا التعثر اعرب المسؤول الامريكي عن تفاؤل واصرار الادارة الامريكية على تحقيق انجاز على هذا المسار. وستبدأ رايس جولتها الشرق الاوسطية في انقرة غدا حيث تلتقي المسؤولين الاتراك قبل الانتقال الى اسطنبول لتشارك في المؤتمر الوزاري الدولي حول العراق الذي يحضره دول جوار العراق ومجموعة الثماني الصناعية والاعضاء الدائمون في مجلس الامن الدولي.
ومن المتوقع ايضا ان يشارك في مؤتمر اسطنبول كل من وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ووزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال المسؤول الامريكي في هذا الاطار "نحن قلقون من تصرف من يعارض السلام الاسرائيلي الفلسطيني" واصفا سوريا وايران ب "اعداء السلام". ومن المتوقع ان توجه واشنطن دعوات الى كافة اعضاء لجنة المتابعة في الجامعة العربية بما فيها مصر والاردن والسعودية وقطر وسوريا ولبنان وغيرها من الدول العربية. وقال المسؤول الامريكي ان "دور الدول العربية في الاجتماع يجب ان يكون في توفير الدعم المادي والمعنوي والسياسي الى الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية والاظهار لاسرائيل ان السلام والتطبيع جزء من هذا المسار" مشيرا الى ان الادارة الامريكية مهتمة ايضا بسلام العرب مع اسرائيل في ظل تحضيراتها لانابوليس. وتابع "انه املنا ورغبتنا وتطلعنا ان يكون هناك مشاركة عربية بارزة في الاجتماع" مستدركا ان مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولة هي ايضا وثائق رئيسية في انابوليس الى جانب خريطة الطريق. يذكر ان رايس زارت اسرائيل والاراضي الفلسطينية ثلاث مرات في الربع الاول من عام 2007 قبل ان تغيب عن المنطقة لفترة مع تطور الازمة مع حركة حماس. وبعد اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش في 16 يوليو الماضي عن نيته عقد مؤتمر سلام توجهت الى المنطقة ثلاث مرات في اغسطس وسبتمبر واكتوبر. وستلقي رايس خلال زيارتها الى اسرائيل خطابا في المنتدى السنوي لمركز سابان لسياسة الشرق الاوسط التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن. في هذه الاثناء قال عضو المجلس التشريعي مصطفى البرغوثي في مؤتمر معهد الشرق الاوسط ان 80 في المئة من اليد العاملة الفلسطينية في غزة عاطلة عن العمل اليوم وحوال 67ر000 من سكان القطاع خسروا وظائفهم منذ بدء الحصار الدولي على غزة مع وصول حماس الى الحكم في العام الماضي. واشار البرغوثي الى انه حين وصل عباس الى الرئاسة في عام 2005 كان عدد الحواجز الامنية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية 360 واليوم وصل الى 574 حاجزا 90 في المئة منها في الضفة الغربية. واضاف ان الناتج المحلي الاجمالي لاسرائيل كان في التسعينات اكثر بست مرات من الناتج المحلي الفلسطيني واليوم اصبح اكثر بثلاثين مرة كما يدفع الفلسطينيون ضرائبهم الى الحكومة الاسرائيلية وليس السلطة الفلسطينية ويشتري الفلسطينيون منتجاتهم الزراعية وفقا لاسعار الاسواق الاسرائيلية. وقال المسؤول الامريكي "نحن قلقون جدا على الوضع الانساني في غزة" ممتنعا عن التعليق على مدى تأثير الاجتياح الاسرائيلي لغزة اذا حدث على اجتماع انابوليس بعد ايام من قطع امدادات الطاقة الى القطاع. وذكر البرغوثي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه لا يدعم ولن يشارك في اجتماع انابوليس معتبرا انه "فرصة يمكن اهدارها بسهولة" لان الادارة الامريكية "لا تضغط كفاية على اسرائيل لتقبل بتسوية". واضاف "الفصل التام بين الضفة الغربية وغزة هو ضربة جدية لسلام يرتكز على حل الدولتين". من جهته رأى الباحث في دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينغز فيليب غوردون ان الادارة الامريكية انتقلت من "المخطط الكبير" في الشرق الاوسط الى مقاربة اكثر براغماتية تكاد تشبه مقاربة ادارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. فيما حرص المسؤول في الخارجية الامريكية على التمييز بين مؤتمر السلام في مدريد عام 1991 واجتماع انابوليس حيث اعتبر ان الاول "جمع الاطراف لاطلاق مسار" والاخير يأتي "لدعم شيء بدأ مسبقا على الارض". وكان المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون مكورماك كشف الاسبوع الماضي ان رايس تطلب استشارة ونصائح حول كيفية معالجة النزاع من شخصيات امريكية بارزة لها خبرة في هذا المجال مثل الرئيسين الاسبقين جيمي كارتر وكلينتون ووزيري الخارجية الاسبقين هنري كسينجر ومادلين اولبرايت بالاضافة الى تقارير مكثفة يحررها مؤرخون في الخارجية. وختم غوردون قائلا ان الادارة الامريكية تدفع اليوم "ثمن فك ارتباطها" مع هذا النزاع في المرحلة الماضية وانه لا يتوقع الوصول الى تسوية شاملة في انابوليس بل فقط وضع "قاعدة" لسلام قد يأتي بعد سنوات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف