أخبار

العاهل السعودي متقد الذهن كعادته

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الغارديان: العلاقات السعودية البريطانية ضروريةالملك عبد الله بين احتفاء الملكة ونيران الصحافة

زيارة الملك لبريطانيا تشكل أهمية للبلدين

اصداء مقابلة الملك عبد الله مع BBC

لندن: من النادر أن يكون أي لقاء تليفزيوني مع أحد زعماء الدول سهلاً، بعضهم يريدك أن تبلغه بأسئلتك مقدمًا، وبعضهم الآخر يريدك أن تترك معداتك معهم قبل 24 ساعة من اللقاء، أو تتعرض لتفتيش دقيق. فقبل لقائك بصدام حسين كان لا بد وأن تضع يديك في محلول خاص لأنه كان يخشى العدوى التي قد تنقلها له، ولكن عندما ذهبنا للقاء العاهل السعودي في جدة، قبل أيام من زيارته لبريطانيا، لم نضع أجهزتنا في أجهزة الفحص بأشعة اكس، أو نمر بأجهزة رصد الكترونية. فاعتقدت أن الأمر سيكون سهلاً.

وقصر العاهل السعودي يبدو راقيًا حديثًا وجذابًا، والرخام الأبيض يبدو لطيفًا ومريحًا بعد الحرارة خارج القصر، وهناك بعض اللوحات الفنية الجميلة. وقبل دقائق من بدء اللقاء جاء شخص يتحدث إلينا حيث أبلغنا أن العاهل السعودي لا يريد أن يتحدث عن العراق أو إمكانية أن يقوم الأميريكيون بضرب إيران. كما أنه لا يريد أيضًا أن يتحدث عن صفقة اليمامة للسلاح بين بريطانيا والسعودية والتي تخيم عليها مزاعم بوجود فساد فيها.

كان السعوديون يعلمون أنني أريد الحديث في هذه الموضوعات، لأنني ارتأيت أنه من الملائم إبلاغهم بعناوين الموضوعات التي أريد أن أسأل فيها وذلك على الرغم من رفضي إبلاغهم مقدمًا بالأسئلة. فقلت لنفسي "للأسف يبدو أنه لن تكون هناك مقابلة". غير أنني لم أنسحب فذلك سيبدو أمرًا وقحًا في الوقت الذي تعامل فيه السعوديون معنا بالكثير من العطف والمجاملة. لذلك دخلنا في جدل مهذب وحاسم وكان هناك وزيران وسفير في الجانب السعودي.

وجاءت أكواب الشاي والحلوى وأكواب المياه وتقدم وزير سعودي باقتراح حيث قال "اتصل بوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وتوجه إليه بالأسئلة التي لا يريد الملك أن يتحدث فيها". وكنت قد إلتقيت الأمير سعود من قبل وفي الحقيقة أنه منحني سبقا قبل الغزو الأميركي للعراق عندما أظهر مدى المعارضة السعودية لها، وقد كان هذا السبق واحدًا من أفضل ما حققته.

صراحة

وشيء آخر بدا واضحًا لي الآن فعبد الله لا يرفض الحديث عن العراق وإيران لأنه غير مهتم بهذه الموضوعات. بل على العكس أنا أدرك الآن أنه لا يريد تكدير علاقة بلاده مع واشنطن إذا تحدث معي بصراحة عن مواقفه من ملفي العراق وإيران. ولذلك وافقت على موقفه. وبعد 5 دقائق من هذا الاتفاق كنت أجلس قبالة الملك الذي كان متقد الذهن على الرغم من أعوامه الـ82 كما كان صريحًا. وتحدث العاهل السعودي عن الارهاب وفشل الدول الأخرى بما فيها بريطانيا في جهودها في مكافحته.

وفي النهاية، قال إنه يريد إبلاغي بأمر على نحو شخصي. وقال العاهل السعودي "لم أرد التحدث عن بعض الأمور لأنني لم أرد أن أكون غير أمين أو مراوغ معك". وفي النهاية كان هذا اللقاء من أكثر مقابلاتي تعقيدًا وإثارة خلال حياتي المهنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف