العلاقات الصينية الشرق أوسطية مصدر قلق لأميركا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أبو ظبي: رأى المشاركون في ندوة "الصين والولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط... الدبلوماسية والإستراتيجية والعلاقات الثلاثية" ان العلاقات الصينية -الشرق أوسطية غالبًا ما تصبح مصدر قلق للولايات المتحدة، مشيرين إلى أن احتمال حصول تضارب في مصالح كل من بكين وواشنطن في منطقة الشرق الأوسط تبدو عالية.
وأكد المشاركون في ختام اعمال الندوة مساء امس التي عقدت في أبو ظبي ونظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية على "أن تعاون بكين وواشنطن في إدارة التحدي النووي لكوريا الشمالية ينبغي أن يكون مؤشرًا جيدًا على أنه بالإمكان حصول تقارب بين الصين والولايات المتحدة، وأنه ليس هناك ما يمنع تعاون الطرفين مجددًا في أزمة البرنامج النووي الإيراني وإعادة إعمار العراق".
ويعتقد المشاركون أن الصين تشعر أنه ما زالت هناك عقبات تعترض مشاركتها الكاملة في ملف النزاع العربي-الإسرائيلي، ومنها أولاً، من الغرب حيث تخشي الولايات المتحدة أي تأثير متنام للصين في منطقة الشرق الأوسط.
وثانيًا، من الشرق الأوسط، حيث تطالب الحكومات العربية الصين كثيرًا بالانحياز إلى جانبها. ثالثًا، من داخل الصين نفسها، حيث يأمل بعض المسؤولين فيها أن تنتهج الصين سلوكًا أكثر فعالية في صنع السلام، لكن وفي المقابل يحذر آخرون من الانخراط الكبير في عملية التسوية السياسية.
واكد المشاركون على انه يغلب على النظام الأمني في منطقة الخليج الشراكات بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية، وهو ما يتبدى جليا في العمليات والتدريبات المشتركة التي تجرى منذ أمد طويل، وفي المساعدة الأمنية ومبيعات السلاح، وباستثناء مبيعات السلاح، تبدو الصين غائبة تقريبًا عن هذا النظام.
واعتبروا ان من شأن دخول الصين إلى النظام الأمني الخليجي سعيا للحلول محل الولايات المتحدة بصفتها موازنًا داعمًا أو مقاومة الشراكات بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربية أن يلحقا الضرر بأضلاع المثلث كلها.
أما تطوير النظام الأمني الحالي إلى نظام يتسم بمزيد من سمات الأمن الجماعي فلن يؤدي إلى تسهيل دخول الصين في هذا النظام على المدى البعيد فحسب، بل إلى توسيع رقعة أدوار دول الخليج العربية ومسؤولياتها أيضا.
وأشار المشاركون الى أن دول الشرق الأوسط حاولت إقناع الصين بالتحول إلى دور فاعل لا منفعل في القضايا السياسية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، لكن بكين أحجمت عن التجاوب بشكل إيجابي مع هذا المطلب، فالصين تعد نفسها قوة إقليمية شرق آسيوية لا قوة عالمية يصل مداها إلى الشرق الأوسط.
وعبر المشاركون عن قناعاتهم بانه من الصعب تصور عدم وجود بواعث قوية للتنافس بين الصين والولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، فمسببات هذا التنافس موجودة بقوة، والتحدي الماثل أمام الطرفين كليهما، إيجاد أرضية مشتركة للتعاون معا، تعزز مصلحتهما المشتركة بخلق الاستقرار المطلوب في هذه المنطقة الحيوية، وتمكنهما من استيعاب دور الصين المتزايد في المنطقة، ودعم الجهود الأميركية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.