أخبار

قوات حفظ سلام صينية ودروس من تجربتها العالمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بكين: منذ أن بدأت أدائها لمهمة حفظ السلام بجنوب لبنان في مارس 2006، ظلت كتيبة سلاح الهندسة الصينية تتمسك بأداء مهمتها وفقاً لمعايير عمل من الدرجة الأولى وأسلوب عمل صارم. وقال لوفو تشيانغ قائد كتيبة سلاح الهندسة الصينية السابق الذي أدى مهمة حفظ سلام في جنوب لبنان والمترجم الرئيسي في الكتيبة /فنغ تشاو/.

وقال لو فو تشيانغ إنه في قوات الأمم المتحدة توجد جيوش من 31 بلداً. نتعاون ونعمل معهم. وتعلمنا أشياء كثيرة منهم، كما أنهم تعلموا أشياء كثيرة منا. نحن الذين ترعرعنا وتأهلنا وفقاً للتقاليد الحميدة الممتازة وتميزنا بأفكار سامية، وبروح الجيش الصيني واحترامنا لأعمالنا وروح الكفاح.

وضرب مثلا لذلك قائلا: في مراسم منح الأوسمة التي أقامتها الأمم المتحدة للقوات الصينية لحفظ السلام 7 أغسطس من العام الجاري. قدمنا بعض العروض العسكرية التي تشمل مراسم الاستعراض العسكري وعرض الجند وعرض مهارات "تشيقونغ". كنت أدرب الجنود على "تشيقونغ" في وقت الفراغ. وأثناء تقديم عرضهم في مراسم منح الأوسمة كانت عروض كسر العصي الغليظة على الظهر وعلى الذراع، وكسر قارورة زجاجية بالرأس وغيرها. وحضر المراسم كثير من الضيوف الكرام، وبسبب التوتر النفسي لم ينجح أحد الجندي في المرة الأولى والثانية والثالثة، لكنه لم يترك العرض بل نجح في المرة الرابعة في كسر القارورة برأسه. وبعد ذلك كان العرض يجري بسلاسة، الأمر الذي أعجب أكثر من 400 مندوب للأمم المتحدة كانوا حاضرين لمراسم منح الأوسمة.

وبعد ذلك قال أحد الفرنسيين: "عرفت أخيرا سبب انتصار الجيش الصيني في الحرب الكورية، كانت أسلحة الجيش الصيني سيئة، لكنه انتصر بروحكم الكفاحية." وقال لو فو تشيانغ في الحوار "إن هذه الروح سر قوة قواتنا." وأضاف أنه بفضل إدارتنا اليومية أصبح لقواتنا أسلوب عمل دقيق. وتسآل لماذا أزلنا كثيراً من الألغام ولم يجرح أي واحد منا، بينما مات أكثر من 30 جندياً وجرح أكثر من 100 جندي أثناء إزالة إحدى القوات الصديقة لنا الألغام ؟ وأجاب بقوله إن العسكريين في قواتنا يتميزون بأسلوب عمل دقيق بفضل أسلوب إدارتنا وتدريباتنا اليومية.

ومضي لو فو تشيانغ قائلا: للجيش الصيني تقاليد حميدة، تتمثل في أنه ماهر في ممارسة العمل الفكري والاتصال الجماهيري بشكل وثيق، وإتقان عمل دعم الحكومة والعناية بأبناء الشعب يحتاج الي تحسين العلاقات مع الحكومة المحلية والجماهير هناك. وبسبب طبيعة عملنا، وبفضل تعميم التقاليد الصينية الحميدة، لذلك كان الصينيون أكثر مَنْ رحب بهم اللبنانيون، ويكرمهم أبناء الشعب اللبناني أينما ذهبوا. وكان السكان المحليون يقدمون لأفراد القوات الصينية المشروبات والأطعمة كل يوم، وما زالوا يواصلون فعل ذلك حتى اليوم، لم ينقطعوا ولو يوم واحد. مما يدل على احترامهم لنا.

وحول التعلم من الاخر والجيوش الأجنبية لخص لو فو تشيانغ ذلك في عدة نقاط: أولاً، أسلوب العمل المستقل فقدرة عمل الجندي مستقلا قوية في الجيوش الأجنبية، ولا يحتاج إلى توجيهات من قائد بجانبه، لأنه يعرف كيف يعمل. ثانياً، سلوكهم المهذب، إذ انهم يهتمون بالأسلوب الشخصي في الحديث وفي العمل. ومستواهم في آداب السلوك (الإيتيكيت) عال. إلى جانب ذلك عندهم ميزات كثيرة، مثل القدرات اللغوية القوية وحب الدراسة، وكثير من ضباطهم يعرفون عدة لغات. ثالثاً، لم يخطر ببالي أن الجنود الأجانب مثل الجنود الصينيين في روح تحمل المشقات والأعمال الثقيلة، وأرى أن القوات الأوروبية أفضل من قوت الدول الأخرى في هذه الناحية.

وقال لو فو تشيانغ في ختام الحوار إن القوات الأجنبية تتميز بمستوى عال من الوعي أثناء أدائها للمهمات. ويطيع الجندي أوامر مَنْ هو أعلى منه رتبة عسكرية سواء كانا من وحدة واحدة أم لا. لذلك تطبق قيادة الضابط لوحدته بسهولة. في هذه الناحية لا تزال هناك فجوة بين قواتنا وبينهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف