شكوك حول نجاح أولمرت في إحباط صفقة صواريخ روسية - سورية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شكوك إسرائيلية حول النجاح في إحباط صفقة صواريخ روسية - سورية
أسامة العيسة من القدس: على الرغم من الظروف التي أحاطت بزيارة ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الاخيرة، إلى العاصمة الروسية موسكو، إلا أنه عاد إلى تل أبيب بمعنويات مرتفعة.
وقبيل قراره المفاجئ للطيران إلى موسكو، بعد عودة رئيسها فلاديمير بوتين، من زيارة للعاصمة الإيرانية طهران، وجد أولمرت نفسه في مواجهة التقليصات في الميزانية، فتم تخصيص طائرة صغيرة له، ليطير فيها إلى موسكو، وكانت التقديرات بأن تلك الزيارة الخاطفة، لها علاقة بالملف النووي الإيراني، ولكن صحيفة معاريف الإسرائيلية كشفت اليوم، بأنها كانت تخص الملف السوري، الذي ما زال يشغل الرأي العام الإسرائيلي. واستنادًا إلى ما وصفتها الصحيفة، مصادر سياسية إسرائيلية، فان اولمرت، تمكن، خلال زيارته، من إحباط صفقة صواريخ بين روسيا وسوريا، في حين أن صفقة أخرى تتعلق بسلاح البحرية، كانت أبرمت قبل أن تتمكن إسرائيل من التحرك تجاه موسكو.
وقالت الصحيفة، بان أحد الأسباب الرئيسية التي حفزت أولمرت، لزيارة موسكو، هي تخوفات جدية من تعريض صفقة سلاح كبيرة بين موسكو ودمشق، التفوق الجوي الإسرائيلي على نظيره السوري، للخطر. ووفقًا للصحيفة، فإن الصفقة تشمل بيع سوريا بطاريات صواريخ أرض جو حديثة من طراز (S-300) القادرة على اعتراض الطائرات على مدى 300 كيلومتر مما يجعلها قادرة على إصابة معظم المقاتلات الإسرائيلية بعد فترة وجيزة، على إقلاعها من قواعدها.
وكانت المصادر الإسرائيلية قد تحدثت عن أجواء إيجابية سادت بين اولمرت، وبوتين، اللذين انفردا في اجتماع خاص، بعيدًا عن وفديهما. وقالت مصادر صحافية آنذاك، بان كلمات قليلة، همس بها بوتين، في أذن ضيفه الإسرائيلي، جعلت الأخير يشعر بالارتياح، وهو ما عبر عنه بوضوح اولمرت، معتبرًا أن زيارته القصيرة لموسكو كانت إيجابية. وعلى الرغم من ارتياح اولمرت، من الزيارة، إلا انه يوجد في إسرائيل من أراد، أن يفسد عليه فرحه بالزيارة، التي صورها مقربون له بالإنجاز، ونقلت صحيفة معاريف، عن مصادر أمنية إسرائيلية وصفتها بالمخضرمة والمجربة، بأنها لا تستبعد بان اولمرت، قد وقع ضحية خديعة من الرئيس بوتين. وذهبت هذه المصادر إلى ابعد من ذلك، غير مستبعدة بان الرئيس الروسي سخر وتهكم وضحك على اولمرت، خصوصًا وان روسيا لديها ما وصفته هذه المصادر سجلا في هذا الشان، مشيرة إلى ما كان من نصيب اسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، الذي تلقى وعدا من موسكو، بعدم دعم روسيا لإيران، فيما يخص مفاعلها النووي، ولكن موسكو، لم تف بوعدها وواصلت تزويد إيران بما يلزم لمفاعلها النووي. وإذا كانت تقديرات المصادر الأمنية الإسرائيلية المجربة، صحيحة، فان زيارة اولمرت لموسكو، سترتبط لديه بأسوأ الذكريات، خصوصا وانه بعد عودته منها، كان في انتظاره اتصالاً من أطبائه الذين طلبوا منه أن يحضر إليهم ليتحدثوا معه، ولم يكن فحوى الحديث إلا موضوع إصابته بسرطان البروستاتا.
وليس هذا فقط، فالمصادر الصحافية الإسرائيلية تتحدث، عن شرخ في العلاقة بين اولمرت، ووزير دفاعه ايهود باراك، الذي أراد من إصراره على تعيينه أن يشكلا ثنائيًا ناجحًا. وحسب هذه المصادر، فإن التوتر بين الرجلين، كان السبب في تغيب ممثلي جهاز الأمن العام (الشاباك) وجهاز الموساد، التابعين لديوان رئاسة الوزراء عن جلسة تقدير الموقف الأمني الأسبوعي التي يترأسها وزير الدفاع. وحتى قبل أن تمضي مدة ليختبر اولمرت، صحة الوعود الروسية، فإن الأنباء السيئة تتوالى، وحسب صحيفة معاريف، فانه اتضح لإسرائيل، بأن موسكو زودت دمشق بصاروخ بحري متطور قادر على إصابة السفن على بعد 200 كلم، وهو بذلك اكثر تقدمًا من الصاروخ الإيراني الصنع الذي، كان بحوزة مقاتلي حزب الله، واصاب سفينة من سلاح البحرية الإسرائيلية، قبالة شواطئ بيروت في حرب تموز (يوليو) 2006. وقال مصدر أمني إسرائيلي، للصحيفة، إن إتمام مثل هذه الصفقات وبهذه الوتيرة يعني تعريض التفوق الإسرائيلي البحري والجوي، على سوريا للخطر في المدى القريب.
وهو ما يشكل قلقا في تل أبيب، خصوصًا وان موسكو معنية بزيادة تاثيرها الإقليمي في الشرق الأوسط، لذا فإنها تتحالف استراتيجيا مع سوريا، التي وفقا للمصادر الإسرائيلية، تحصل على ما تريد من دعم تحتجاه من إيران. والحديث عن سوريا، بالنسبة للصحف الإسرائيلية يفتح المجال، للنبش الذي لم يتوقف، بالنسبة لها، فيما يتعلق بالغارة الإسرائيلية على مواقع سورية قرب دير الزور.
وبسبب الرقابة العسكرية المفروضة على الصحف الإسرائيلية، بشأن الغارة، التي لم تعترف بها إسرائيل رسميا، فان هذه الصحف تلجا إلى تحليل ونقل أية معلومات تنشرها الصحف الغربية عن ما أحدثته الغارة السورية. وتتبنى الصحف الإسرائيلية الآراء التي تتحدث، عن أن الغارة أحبطت مشروعا نوويا سوريا، كانت بدأت دمشق بناءه بمساعدة كوريا الشمالية، وان القرار بتنفيذ الغارة، اتخذ بعد تلقي إسرائيل معلومات معينة وحساسة، من عميل سوري له علاقة بالمشروع. ووفقًا لصور الأقمار الصناعية التي التقطتها، شركات غربية خاصة، فانه اتضح بالنسبة، لمحللي الصحف الإسرائيلية، بان دمشق بدأت ببناء مشروعها النووي، في عام 2001، وتلقى دفعة قوية في عام 2003، وهو ما أكده أيضا محللو صحيفة نيويورك تايمز، بعد مقارنتهم للصور التي التقطت للموقع قبيل وبعد الغارة. وتظهر صور جديدة التقطت في شهر آب (أغسطس) الماضي، وجود منشاة في الموقع الذي تم قصفه، ولكن الصور التي التقطت حديثا لنفس الموقع، تشير إلى أن السوريين، أزالوا كل شيء من الموقع بعد قصفه ليبدو خاليًا، تحسبًا لأي عملية تفتيش محتملة من قبل وكالة الطاقة النووية الدولية، خصوصا وان دمشق موقعة على الاتفاقيات الدولية، التي تمكن هذه الوكالة من إجراء تفتيشات على أراضيها، بعكس إسرائيل، التي لا يقترب أحد من مفاعلها النووي في صحراء النقب، لأنها لم تلتزم بقوانين المنظمة الدولية، ولم يضغط عليها أحد لإلزامها بهذه القوانين. والقصة حول المفاعل النووي المفترض، كما يعاد حبكها الان من قبل الصحافة الإسرائيلية استنادا لمصادر إسرائيلية وأميركية، تبدا منذ عام 1999، وهي السنة، التي بدأت فيها، وفقًا لتلك المصادر، علاقات التعاون السورية-الكورية، والتي شهدت تحضيرا للبدء الفعلي في بناء المفاعل في أيار (مايو) 2001، وفي عام 2003، كما تظهر صورًا إلتقطت للموقع تعود لذلك العام، كان العمل قد شهد تقدمًا كبيرًا، اتضح في الصور التي التقطت قبل تنفيذ الغارة الإسرائيلية في أيلول (سبتمبر) الماضي.
والان تظهر الصور، مكانًا خاليًا في الموقع الذي تم استهدافه، لتبقى عشرات الأسئلة معلقة، حول ما جرى في تلك الليلة من بداية خريف 2007، وهل سيكون له تبعات أخرى ستشهدها المنطقة؟ وعشرات الأسئلة الأخرى تتقد فوق جمر يزداد اشتعالا، ويعتقد بأنه سيكون لديه وقتًا طويلاً ليتحول إلى رماد، تذروه رياح الشرق الاوسط العاصفة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف