أخبار

إيران بين الحرب والعقاب في الإعلام الأميركي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: استحوذ إعلان الإدارة الأميركية على لسان وزيرة خارجيتها كونداليزا رايس Condoleezza Rice ووزير خزانتها هنرى بولسن Henry Paulson - فرض مزيد من العقوبات وأكثر غلظة على النظام الإيراني، على جل اهتمام وسائل الإعلام الأميركية هذا الأسبوع، حيث اهتمت وسائل الإعلام برصد ردود الفعل من داخل الولايات المتحدة على هذه العقوبات، وعن الفائدة التي قد تجنيها الولايات المتحدة من فرض هذه العقوبات.

إيران: هل العقوبات هي الحل؟
اهتم تيم راسيل Tim Russert هذا الأسبوع فى سلسلة اللقاءات التى يقدمها فى برنامجه واجه الصحافة Meet The Press تحت عنوان " Meet the Candidates 2008 series" بآخر تطورات ملف العلاقات الأميركية - الإيرانية، وقى مقابلة مع السيناتور الديمقراطى كريس دود Chris Dodd عن ولاية كونيكتيكت Connecticut ، والمرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2008.

أكد السيناتور دود Dodd انه يدعم ما أعلنه الرئيس الأميركي مؤخرا، من اعتبار منظمة الحرس الثوري الإيراني منظمة أجنبية إرهابية، فضلا عن فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية، حيث أشار السيناتور إلى أن هذا هو الطريق الصحيح والملائم الذي يجب أن نسير فيه في التعامل مع إيران، وليس الطريق الذي اتبعه مجلس الشيوخ الأميركي منذ عدة أسابيع، عندما تبنى مشروع قرار يركز فقط على الخيارات العسكرية مع إيران. مشيرا إلى أن إيران تمثل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة من عدة نواحي، فمن ناحية أولى هي تسعى إلى الحصول على التكنولوجيا النووية واستخدامها في صنع السلاح النووي، ومن ناحية ثانية هي دولة تدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فان على الولايات المتحدة مواجهة هذا المخاطر، وأفضل السبل لعمل ذلك - طبقا لما صرح به السيناتور - هي العقوبات والضغط الدبلوماسي. فضلا عن ضرورة إقناع الإيرانيين بان عليهم أن يتوقفوا عما هم عازمون على القيام به.

ولفت السيناتور الانتباه بشدة إلى أن السلوك السابق للإدارة الأميركية خلال الفترة الماضية، كان يتجه صوب اعتماد استخدام الخيارات العسكرية مع التعامل مع الملف الإيراني، ولكن إتباع مثل هذه السياسية مع إيران - الكلام على لسان دود Dodd - هى أمر خطيرة جدا فى هذه الفترة الحالية، والتي تعتبر حرجة للغاية ، بالإضافة إلى كونها تحرك خطير - على حد وصفه. ورغم تأكيده على ضرورة استبعاد أسلوب استخدام القوة مع إيران ، إلا انه أكد على ضرورة أن يكون الخيار العسكرى هو الملجأ الأخير الذى يمكن أن تستخدمه الولايات المتحدة، بعد أن تستنزف كل الفرص المتاحة أمامها، في التقليل من الخطر الذى تمثله إيران فى الوقت الحاضر، تماما كما تم الأمر مع كوريا الشمالية مؤخرا.

عقوبات جديدة: هل يمكن أن تعزل إيران دوليا؟
أما شبكة راديو NPR فقط أعطت الملف الإيرانى هذا الأسبوع اهتماما خاصا، خصوصا في ظل التطورات التي حدثت مؤخرا، فمن جانبه اعد مايك شيستر Mike Shuster تقريرا لبرنامج All Things Considered ، استهل شيستر Shuster التقرير مؤكدا على أن هذه العقوبات الجديدة التى فرضت على إيران، هي عقوبات مشددة من ناحية أولى، وتستهدف عقاب العسكرية الإيرانية من ناحية أخرى، فهي تستهدف - طبقا لما أورده شيستر Shuster فى التقرير - الحرس الثورى الإيرانى ووزارة الدفاع وقوة القدس، بالإضافة إلى ثلاثة من اكبر البنوك الإيرانية، وبالتالي فهي تعمل على وضع مزيد من العقوبات على قدرة إيران على تمويل وتطوير الصواريخ والبرنامج النووى.

وحول الذين استهدفتهم هذه العقوبات أكد شيستر Shuster أن الولايات المتحدة حددت تسع مشاريع ، قالت أنها تتم إدارتها بواسطة الحرس الثورى الإيرانى ووزارة الدفاع هناك ، فضلا عن خمسة من كبار القادة العسكريين ، وثلاثة من القيادات الميدانية لصناعة الطائرات فى البلاد.

ونبه شيستر Shuster إلى انه طبقا لهذه العقوبات فانه ليس من المسموح لأى مواطن أميركى أو مؤسسة خاصة أميركية بالدخول فى أى نوع من التعاملات المالية مع هؤلاء الأشخاص أو المؤسسات التى استهدفتهم العقوبات الجديدة.

ولفت شيستر Shuster الانتباه إلى أن هذه العقوبات التى فرضت على إيران، تعتبر نتيجة للجدل الدائر الآن بين قطبين داخل الإدارة الأميركية بين قطبين داخل الإدارة الأميركية الحالية، حول التعامل الأمثل مع الملف الإيراني، وعن قدرة الدبلوماسية على تحقيق نتائج فعالة فى هذا الإطار، ففي حين تمثل وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس Condoleezza Rice احد هذين القطبين، وتؤكد رايس Rice باستمرار على قدرة المفاوضات مع إيران من خلال الاتحاد الاوروبى ودعم مجلس الأمن، على تحقيق نتائج فعالة فى طريق إيجاد حل للملف الإيراني، على الجانب الآخر يقف نائب الرئيس الأميركى ضد هذا الاتجاه، ويؤكد على ضرورة استخدام القوة العسكرية ضد البرنامج النووى الإيراني، والمنشات النووية هناك.

أما عن ردود الأفعال الدولية تجاه هذه العقوبات، أشار شيستر Shuster إلى أن بريطانيا قد أعلنت تأييدها لهذه العقوبات ، فيما أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين Vladimir Putin "أن هذه العقوبات الجديدة سوف تجعل الأمور تسيير بشكل أسوأ".

عزل إيران عن النظام المالي الدولي
تحت هذا العنوان اعد مايكل كليمن Michele Kelemenو ولاين نيرى Lynn Neary تقريرا لبرنامج Morning Edition ، الذى تبثه شبكة NPR ، اهتما فيه بالتصريحات التى أدلى بها كل من وزير الخزانة الأميركى هنرى بولسن Henry Paulson ووزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس Condoleezza Rice ، والتى أكدا فيها أن هذه العقوبات سوف تعمل على منع التعاملات المالية المشبوهة، والتي يقوم بها النظام الإيرانى. فضلا عن كونها - فى إشارة إلى العقوبات - سوف تكون رادع قوى لكل بنك على المستوى الدولى وأى حكومة ، تفكر فى القيام بأى نوع من الأعمال التجارية مع الحكومة الإيرانية، وبالتالي يمكن شل قدرة الحكومة الإيرانية على الحركة فى إطار النظام النقدى الدولي.

أما عن النتائج التي يمكن أن تتمخض عن مثل هذه العقوبات، أكد كل من كليمن Kelemen ونيرى Neary أن الخبراء أشاروا إلى أن هذه العقوبات، سوف تدفع الدولتين إلى موقف اشد خطورة، يكون معه من الصعب بالنسبة للإدارة الأميركية المستقبلية التعامل مع إيران.

أما شبكة CBS فقد اهتمت هى الأخرى فى برنامج Face The Nation - الذى يقدمه بوب شيفر Bob Schieffer - بالعقوبات الجديدة ضد إيران، في البداية وصف البرنامج العقوبات بأنها ثقيلة للغاية ، ولكنه فى نفس الوقت طرح تساؤل فى منتهى الأهمية، حول إذا لم تصبح هذه العقوبات الجديدة فعالة ولا تحقق هدفها.

الخطوة التالية.. هل هي الحرب؟
هل ستكون ضربة عسكرية ضد المنشات النووية الإيرانية؟ طرح شيفر Schieffer هذه التساؤلات وغيرها على كل من السيناتور الديمقراطى كارل ليفن Carl Levin رئيس لجنة الخدمات التسليحية فى مجلس الشيوخ الأميركي، والسيناتور الجمهوري ليندى جراهام Lindsey Graham.

أكد ليفن Levin انه لا يأمل أن تكون هذه العقوبات هى خطوة جديد نحو المواجهة العسكرية مع إيران، لان الحرب ليست الطريق الصحيح فى التعامل مع الملف الإيراني، بل لابد من فرض مزيدا من الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية ، فضلا عن جمع كل دول العالم معا فى مواجهة إيران، هذا هو الطريق الصحيح فى التعامل معها. وبالرغم من ذلك أكد السيناتور ليفن Levin انه لابد أن تبقى الخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة، في التعامل مع القضية الإيرانية.

ولفت ليفن Levin الانتباه إلى أنه ليس هناك دولة تريد لإيران أن تكون دولة نووية، بما فيها روسيا، وأشار السيناتور إلى أنه بالرغم ن رفض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين Vladimir Putin للعقوبات على إيران، إلا أن مجتمع المخابرات الأميركى يؤكد أن روسيا لن تترك إيران تحصل على السلاح النووي، خصوصا في ظل وجود احتمال بوجود تهديد إيرانى باستخدام هذه الأسلحة، كما أن دول الشرق الأوسط لن تقف هكذا ، تشاهد إيران تتحرك نحو امتلاك السلاح النووي، وهى واقفة مكتوفة الأيدى.

أما السيناتور الجمهوري جراهام Graham فقد اختلف تماما مع وجهة النظر التى طرحها ليفن Levin حول الموقف الروسي، ولفت الانتباه إلى أن الرئيس الروسى قد أرسل العديد من الإشارات الخاطئة لإيران، فمن ناحية أكد فى المباحثات التى جمعته مع الرئيس الإيرانى مؤخرا - فى قمة الدول المطلة على بحر قزوين، رفضه التام لأى عمل عسكرى ضد أى دولة من دول إقليم بحر قزوين، فضلا عن تعهد الدول المشاركة على عدم استخدام أراضيها للهجوم على دولة أخرى فى الإقليم، كما أن محاولات فرض عقوبات على إيران داخل أروقة الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن، قد تمت إعاقتها من الجانب الروسي، ومن خلال التعاون الروسى الصينى فى هذا الصدد. وعلى صعيد آخر لم يرفض جراهام Graham فكرة العقوبات على إيران، ولكنه طالب بان تكون هذه العقوبات أكثر غلظة.

أما Wolf Blitzer فى برنامجه CNN Late Edition - الذى يذاع على شبكة CNN - فقد استضاف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية International Atomic Energy Agency محمد البرادعى، وقد لفت البرادعى الانتباه إلى أن هناك ثلاثة حقائق، يجب وضعها فى الاعتبار إذا أردنا أن نضع البرنامج النووى الإيرانى فى موقعه الصحيح، أولى هذه الحقائق أننا يجب إلا نتحدث اليوم عن إيران كما لو أنها تمتلك بالفعل سلاح نووي، أما ثاني هذه الحقائق هى أننا لو فرضنا أن إيران تعمل بالفعل على امتلاك برنامج للسلاح النووي، فان مازال أمامها عدد من السنوات، ثالثا أن الوكالة الدولية والاتحاد الاوروبى يفعلان الصواب الآن، وتحاولان أن تتحكما فى قدرة إيران على امتلاك تقنية تخصيب اليورانيوم. ومن ناحية أخرى أكد البرادعى انه لا يرى حل آخر سوى الاعتماد على الدبلوماسية، وانه مازال الوقت الكافى أمام المجتمع الدولى لفعل هذا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف