أريتريا تتهم إثيوبيا بالإستعداد للحرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي، شميلبا (اثيوبيا): إتهمت أريتريا عدوتها اللدود إثيوبيا السبت ب"التحضير لشن حرب جديدة" ضدها مما يضيف إلى المخاوف المتزايدة من عودة القرن الإفريقي إلى الإقتتال بسبب الخلافات الحدودية. ويتزاد التوتر بين البلدين اللذين يدور بينهما خلاف من النزاع الحدودي بين 1998 و 2000 والذي قتل فيه نحو 70 الف شخص معظمهم في معارك خنادق وحشية تشبه ما كان يحدث في الحرب العالمية الاولى.
وقالت صحيفة "اريتريا بروفايل" السبت ان "النظام الاثيوبي يستعد لشن حرب اخرى ضد اريتريا". واضافت الصحيفة التي تعتبر ناطقة باسم الحكومة ان المعلومات جاءت من خمسة جنود منشقين عن الجيش الاثيوبي جاءوا عبر الحدود الخطيرة حيث يطلق الحراس النار على اي شخص يعبرها.
وذكرت الصحيفة نقلا عن الجنود ان قادة الجيش الاثيوبية يعقدون "اجتماعات سرية حول التحضيرات لحرب" الا انها لم تكشف عن تفاصيل. وياتي التقرير عقب اتهامات وجهتها اريتريا في وقت متاخر من السبت بان اثيوبيا ستشن هجوما "في الاسبوع الاول من تشرين الثاني/نوفمبر (...) بمباركة الادارة الاميركية"، وهو ما تنفيه اديس ابابا. وفيما لا تزال الحدود تشهد توترا، لم تحصل اية تطورات جديدة خلال الاسابيع الماضية.
ويتبادل الجانبان الاتهامات الحادة منذ فترة ما ادى الى عرقلة جهود تطبيق اتفاق سلام موقع عام 2000. وياتي ذلك قبل انهاء هيئة ترسيم الحدود الدولية عملها والمرتقب في وقت لاحق هذا الشهر. وسيتم بعد ذلك تثبيت الحدود المختلف عليها. الا ان الهيئة قالت ان مواقف الجانبين المتشددة منعتها فعليا من ترسيم الحدود على الارض.
مخاوف الحرب تدفع المزيد للفرار من اريتريا
الطلب كبير على المنازل في شميلبا باثيوبيا والمطاعم والحانات الجديدة تفتح ابوابها معظم الوقت كما انتقل اليها نحو 700 ساكن جديد في الشهر الماضي وحده. لكن شميلبا مخيم للاجئين وليس بلدة مزدهرة وسكانه من الفارين من اريتريا يتزايدون عددا بمعدلات مفزعة وجميعهم بائسون. ومخاوف نشوب حرب جديدة بين العدوين اللدودين في القرن الافريقي تؤجج التوترات قبل حلول الموعد النهائي لرسم الحدود بين البلدين هذا الشهر. ويقول كثيرون في شميلبا انهم اضطروا للفرار.
وقال تيسيس تسيجياج (23 عاما) وهو خريج جامعة من اريتريا يقيم في المخيم منذ ثلاث سنوات "يهرب الناس خشية تجنيدهم. يخشون ان تندلع الحرب من جديد." ونشبت حرب بين اديس ابابا واسمرة في الفترة من عام 1998 الى عام 2000 بسبب النزاع على الحدود الذي سقط ضحيته 70 الفا. ومع اقتراب الموعد المحدد للاتفاق على ترسيم الحدود بين البلدين تختتم لجنة الحدود المستقلة مهمتها بعدما اصابها الاحباط بسبب عدم احراز تقدم مما يزيد احتمالات المواجهة بين الجانبين.
ويوم الخميس ذكرت وسائل الاعلام الاثيوبية ان متمردين من اريتريا قتلوا 23 من القوات الحكومية الاريترية قرب الحدود. وتجاهلت اسمرة هذا التلميح. ودفعت التوترات لتدفق لاجئين من جديد على مخيم شميلبا حيث يوجد نحو 15600 شخص. وكان عدد الوافدين الجدد في اكتوبر تشرين الاولي أكثر من مثليه في نفس الفترة من العام الماضي.
وكثيرون من احدث الوافدين جاءوا من مناطق حضرية في اريتريا ليضفوا على المخيم بعدا تجاريا يغيب عن معظم مخيمات اللاجئين في ارجاء افريقيا. وانتشرت الحانات المتهالكة والاكشاك ومحال تصفيف الشعر والمطاعم في وسط المخيم. بل توجد "دور سينما" مؤقته حيث يحتمي الرواد داخلها من الشمس الحارقة ويشاهدون افلام حركة مثل رامبو أو مباريات دوري الدرجة الاولى الانجليزي عبر الاقمار الصناعية.
ويقول معظم اصحاب المشروعات انهم اقاموها من تحويلات اقارب يقيمون في الخارج. ويقول كيداني برهي الذي يبيع اجهزة ستريو "ولكننا لا نبلي بلاء حسنا. ليس هناك من يملك مالا غيرهم." ونحو ثلث المقيمين في المخيم من الجنود السابقين وعدد كبير منهم فار من الخدمة العسكرية ونحو ثلاثة الاف من طلبة او خريجي الجامعة المتهربين من التجنيد الالزامي.
والبقية مزيج من النشطاء والمسيحيين الانجيليين الفارين من الاضطهاد الديني وطائفة كوناما التي اتهمتها اريتريا بالوقوف مع اثيوبيا في الحرب الاخيرة. ومعظم سكان المخيم الواقع وسط الجبال الوعرة على بعد 60 كيلومترا من الحدود والذي يمكن الوصول اليه عبر طريق واحد غير ممهد من الذكور في سن الشباب. ويقول ايوب اووك منسق الوكالة الاثيوبية المسؤولة عن اللاجئين ان نحو 90 في المئة من المقيمين في المخيم دون 35 عاما وان النساء يمثلن نسبة 24 في المئة فقط. وذكر ميراف جبرمايكل (22 عاما) لرويترز "الحياة قاسية بالنسبة للمرأة. معظمهن يعتمدن على الرجال ولانهن معدمات يبعن اجسادهن مقابل الحصول على مأوى." كما ان المنافسة للحصول على المياه والحطب تثير التوترات مع مجتمعات محلية.
وفي احد المقاهي يجلس جنود وطلبة يناقشون العلاقات الحرجة بين اثيوبيا وبلادهم وحياتهم البائسة في المخيم. وعلى الجدار صورة ملونة لوجبة افطار مشبعة على مائدة تطل على شاطيء الريفيرا الفرنسية ولكن الوجبات في شميلبا ابسط بكثير. ويقول الرجال ان حصص الغذاء صغيرة جدا وانهم لا يحصلون على مال او ملابس او احذية ولا يوجد طبيب ولا يمنح مأوى للوافدين الجدد ويأملون فقط ان يعرض عليه لاجئون اخرون مكانا للنوم. ويقول ايلونجا نجاندا في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تمول المخيم ان الموارد المحدودة هي السبب. ويضيف "اتفهم احباطهم."
ويقول كثيرون في المقهي انهم يأملون السفر الى السودان الذي يسمح للاجئين المسجلين بالعمل على عكس اثيوبيا. ويقول سليمان (28 عاما) "نحن سجناء فحسب في اثيوبيا. الناس ينتحرون هنا والحياة في ظل الدكتاتورية في اريتريا جحيم وكذلك هذا المخيم."