أخبار

حزب الله يعلن إجراءه مناورات جنوب الليطاني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تطور سيخلف تداعيات على أبواب الإنتخابات الرئاسية
"حزب الله" يعلن إجراءه مناورات جنوب الليطاني

إيلي الحاج من بيروت: في تطور لا سابق له منذ إنتهاء الحرب في 14 آب /غسطس 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، أعلن الحزب فجر اليوم أن الآلاف من عناصره نفذوا مناورة عسكرية واسعة في منطقة الجنوب ، جنوب منطقة الليطاني حيث ينتشر نحو 21 ألف جندي من الجيش اللبناني والقوة الدولية "اليونيفيل المعززة" بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يمنع الوجود العسكري ل"حزب الله" في تلك البقعة.

وجاء هذا التطور المفاجىء والذي سيثير جدالات وأسئلة وينتج تداعيات كبيرة في حال ثبتت صحته في مرحلة حساسة قبل أسبوع من الجلسة المحددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية ، وفي ظل تركيز لبناني وعربي ودولي كبير على ضرورة تفادي الفراغ الرئاسي الذي سيجر لبنان إلى الفوضى السياسية وبالتالي الأمنية في حال عدم ملء الموقع الأول في الدولة قبل انتهاء الولاية الممددة للرئيس الحالي إميل لحود في 24 من الشهر الجاري . وقد برر الحزب إقدامه على خطوة المناورات في هذا التوقيت بإجراء الجيش الإسرائيلي مناورات على الحدود المقابلة لسورية ولبنان ، علماً أن الإسرائيليين كانوا أعلنوا أنهم أبلغوا القيادة السورية بها مسبقاً.

ومن شأن خطوة "حزب الله" هذه أن تزيد مخاوف الدول المشاركة في قوة "اليونيفيل" على جنودها خصوصاً إذا فسرت هذه المناورات بأنها ترجمة لقول وزير الخارجية السوري وليد المعلم إثر لقائه الصاخب في اسطنبول مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بسبب الموضوع اللبناني، أن ليس من مصلحة فرنسا أن تكون على علاقة سيئة مع سورية. علماً أن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ، الدول الأوروبية الثلاث الأكثر اهتماما بالأزمة اللبنانية هي الدول التي تشارك بأكبر قوات في "اليونيفيل".

وكان المسؤولون السوريون ، ولا سيما الشرع قالوا لمن التقاهم من الأوروبيين المهتمين بلبنان أن الرئيس اللبناني العتيد يجب أن يكون "مؤمناً" بالعلاقة بين لبنان وسورية وقادراً على تطبيع العلاقات معها، ويجمع عدد من الوزراء الأوروبيين الذين زاروا دمشق أو التقوا مسؤولين فيها أنها حتى اليوم تفضل الفراغ الرئاسي في لبنان وانتظار بضعة أشهر وربما أكثر ريثما يتحسن موقع حلف سورية- إيران في المنطقة قبل أن يجري انتخاب رئيس للبنان .

الخبر في "الأخبار"

واختارت قيادة "حزب الله" صحيفة "الأخبار " القريبة منها لتعلن خبر إجراء هذه المناورات . ومما جاء في تقاصيل الخبر ( عن موقع الصحيفة على الأنترنت فجرا) :

"نفذ الآلاف من عناصر المقاومة الإسلامية خلال الأيام الثلاثة الماضية أضخم مناورة عسكرية في تاريخ حزب الله. وقد تم الأمر تحت أعين قوات الاحتلال الاسرائيلي وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، وقد تولى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الإشراف شخصياً على المناورة التي شاركت فيها جميع القطع العسكرية والأمنية واللوجستية العاملة في المقاومة".

وأضافت: "منذ تعاظم التهديدات الاسرائيلية ومشاركة نحو خمسين ألف جندي إسرائيلي في مناورات واسعة وكبيرة في الجولان ثم في الجليل المقابل للحدود مع لبنان، وبقاء غالبية هذه القوات في هذه الأماكن حتى بعد انتهاء المناورات، درست قيادة حزب الله الخطوات الواجب اتخاذها لردع العدو عن القيام بأي مغامرة تجاه لبنان، ولرفع مستوى الجهوزية عند مجموعات المقاومة. ويبدو أن الكلام الذي أطلقه السيد حسن نصر الله قبل مدة عن قدرة الحزب الصاروخية وعن "المفاجأة الكبرى" لم يلجم قيادة العدو كفاية، فاضطرت قيادة المقاومة الى اتخاذ القرار بخطوة من نوع مختلف لا سابق له في تاريخ عملها. وانتهى الأمر عند قرار بإجراء هذه المناورة الكبرى التي جرت جنوبي نهر الليطاني.

وحسب المعلومات، حاكت المناورة عملية دفاعية شاملة بوجه حرب إسرائيلية شاملة على لبنان، كما حاكت ارتفاع منسوب الخطر على لبنان إذا ما شنّت إسرائيل عدواناً على سورية . وأخذت بالاعتبار مجموعة من الأمور بينها:

أولاً: الانتشار العسكري الجديد لقوات الاحتلال، الذي أعقب توقف العمليات العسكرية في آب من العام الماضي، وكذلك الانتشار الكثيف لقوات الطوارئ الدولية جنوبي نهر الليطاني، ولآلاف الجنود من الجيش اللبناني.

ثانياً: وجود نشاط أمني استخباري لعدد كبير من الاجهزة الامنية المحلية والخارجية، التي يعمل بعضها على مساعدة العدو على امتلاك صورة أكثر وضوحاً عن حركة المقاومة وانتشارها وطريقة عملها بعد فشل عدوان تموز.

ثالثاً: تقديم تجربة أداء جديدة بعد المراجعة الشاملة التي أجرتها المقاومة لتجربتها في صد عدوان تموز 2006، والاستفادة من أخطاء كثيرة ارتكبها العدو خلال هذا العدوان، وسد كل أنواع الثغر التي برزت في حركة المقاومة خلال هذه الحرب، بما في ذلك النظر بطريقة جديدة الى العمل في هذه المنطقة حيث توقفت العمليات العسكرية التقليدية للمقاومة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، وحيث اختفت كل أنواع الظهور المسلح لعناصر المقاومة".

وتابعت "الأخبار": تكشف المعلومات أن أمر العمليات ببدء المناورة اتخذ قبل نهاية الأسبوع، وبدأ تنفيذها على مراحل منها الحشد السريع والمكثف للقوات في نقاط انتشار خاصة تأخذ بعين الاعتبار اندلاع مواجهة شاملة، وكان مفروضاً على المقاومين من كل الوحدات التحرك بسرية كاملة ودون أي نوع من أنواع الظهور المسلح، ثم جرت مباشرة المناورة الدفاعية الواسعة التي امتدت جغرافياً من رأس الناقورة عند الحدود الغربية حتى سفح جبل الشيخ شرقاً، وكذلك من الحافة الأمامية عند السياج الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة حتى العمق الجنوبي لعشرات الكيلومترات. وقد تم إشراك قوات المشاة التي قامت باختبار مواجهة مباشرة مع قوات إسرائيلية من الفرق المدرعة والمشاة. وجرى اختبار جهوزية الأسلحة المناسبة المضادة للدروع والقدرات القتالية الخاصة عند المقاومين، كذلك اشتركت الوحدات العاملة في سلاح الهندسة التي قامت بعملية تغطية لكل المناطق التي يمكن العدو أن يعبرها وذلك تحت تغطية خاصة من وحدة الدفاع الجوي، فيما كانت وحدة الإسناد الناري تقوم بدورها الخاص بالقصف المدفعي لكل المواقع الاسرائيلية حتى عمق متقدم داخل فلسطين المحتلة، وصولاً الى القوة الصاروخية التي كانت الأكثر حضوراً في مشاركة العدد الأكبر من الصواريخ التي تم التثبت من جهوزيتها لكي تعمل وفق آلية منسّقة بحيث تقدر على إصابة أي نقطة على كامل مساحة فلسطين التاريخية. وجرى التنويه بقدرة الأفراد المشرفين على عمل هذه القوة لناحية ضمان تحقيق إصابات دقيقة في كل النقاط المستهدفة.

وبالإضافة الى ذلك، اشتركت الوحدات الاخرى العاملة في المقاومة، من الإسعاف والإعلام الحربيين الى فرق الإمداد على اختلافها الى وحدة الاتصالات الخاصة الى وحدات الدعم اللوجستي المنتشرة في كل لبنان.

وكانت المناورة التي جرت بطريقة سرية للغاية، قد أذهلت قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب، التي أصيبت بصدمة كبيرة إزاء طريقة عمل المقاومة في كل منطقة جنوبي نهر الليطاني، التي جاءت مخالفة للتوقعات، وكان البارز أن المناورة تمت بطريقة لمس المراقبون فاعليتها من أكثر من ناحية، عدا عن أنه لم يكن بالإمكان مشاهدة أي عناصر مسلحة. وقال ضباط في القوات الدولية: كنا نشعر بحركة مريبة ونفهم أن لدى حزب الله أمراً ما. لكن الصورة لم تكن واضحة إلا في اللحظات الاخيرة.

أما من جانب قوات الاحتلال، وبرغم الصمت الذي كان قائماً حتى ليل أمس في مختلف وسائل إعلام العدو بما فيها المراسلون العسكريون، فإن سلاح الجو الاسرائيلي كان قد مارس نشاطاً غير مسبوق فوق كل القطاعات في الجنوب، وظلت طائرات العدو في حركة دائمة ليل نهار تراقب ما يحصل، وتحاول الحصول على صورة واضحة، وخصوصاً أن أجهزة الرصد الإسرائيلية كانت تسجل اتصالات وأوامر عمليات صادرة عن قيادة المقاومة، ولا سيما تلك الخاصة بإصابة أهداف متنوعة بالصواريخ على اختلاف أنواعها.

وفي ختام المناورة التي كانت تجري تحت إشراف السيد نصر الله يعاونه أعضاء القيادة العسكرية في المقاومة ومختلف الاجهزة التابعة لها، تحدث نصر الله الى الآلاف من المشاركين في المناورة مهنئاً على ما قاموا به، وآملاً أن "يفهم العدو والصديق أن جهوزية المقاومة كاملة لمواجهة كل أنواع التهديدات الاسرائيلية".

الأسد ومندوبان لساركوزي

يذكر أن الرئيس السوري بشار الاسد التقى أمس الامين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غيانت والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت، وذكرت وكالة "سانا" السورية الرسمية أنه بحث معهما "في العلاقات الثنائية. وتناول الحديث الوضع فى لبنان وضرورة حث اللبنانيين للتوصل الى مرشح وفاقي يتم انتخابه وفق الاصول الدستورية. وكانت وجهات النظر متفقة على أن يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيسهم المقبل بحرية ودون تدخل خارجي".

من جهته دعا المدير السابق لمخابرات الجيش اللبناني والسفير السابق جوني عبده الاكثرية في حال مارست المعارضة التحدي ونزلت الى الشارع الى انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا، "وهذا الامر افضل بكثير من الفوضى التي ممكن ان يطلقها حلفاء سوريا. والمجتمع الدولي سيتعاطى مع هذا الرئيس بقوة". واشار عبده الى ان لا احد باستطاعته الذهاب الى الخنادق سوى حلفاء سورية، لان من يستطيع ذلك هو من يملك السلاح.

وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حذر من أن اللبنانيين ذاهبون إلى الخنادق إذا لم يتوافقوا ، وإذا انتخبت الأكثرية البرلمانية رئيسا للبلاد بالنصف زائد واحد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف