أخبار

بوتو تتحدى مشرف... والتوتر يعم باكستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسلام أباد: استعدت الشرطة الباكستانية يوم الثلاثاء لمزيد من الاحتجاجات التي ينظمها محامون ضد اعلان الرئيس برويز مشرف حالة الطواريء بعد يوم من اعلان الحكومة الباكستانية انها ستجرى الانتخابات العامة بحلول منتصف يناير كانون الثاني عقب تعرضها لضغوط من الولايات المتحدة. وحث الرئيس الاميركي جورج بوش الرئيس الباكستاني برويز مشرف يومعلى رفع حالة الطواريء التي فرضها يوم السبت واجراء انتخابات والتخلي عن منصبه العسكري كقائد للجيش لكنه لم يصل الي حد التهديد بقطع معونات امريكية بمليارات الدولارات. وفي أول تصريحات علنية حول الازمة في باكستان قال بوش الذي يقدر مشرف كحليف في المعركة ضد القاعدة وطالبان للصحفيين يوم الاثنين انه أصدر تعليمات الى وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس للاتصال بمشرف ونقل تلك الرسالة اليه. وأقامت قوات الجيش الباكستاني المتاريس ونقاط التفيش قرب القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا في اسلام اباد في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء بينما تصدت الشرطة لمحامين حاولوا دخول المحكمة العليا في كراتشي المركز المالي لباكستان. واحتجز مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب عام 1999 المئات من المحامين والمعارضين السياسيين منذ اعلان الطواريء يوم السبت. ويعتقد الكثير من الباكستانيين أن دافع مشرف الرئيسي وراء اعلان حالة الطواريء هو استباق حكم المحكمة العليا في اعادة انتخابه. وكانت المحكمة العليا تنظر في طعون مقدمة ضد اعادة انتخاب مشرف رئيسا للبلاد فيما يشغل منصب قائد الجيش. وبعد ان نحى مشرف القضاة الذين يصعب التعامل معهم بدأ في تعيين قضاة يسهل عليه اذعانهم. ولم يتضح بعد فرض حالة الطواريء ما اذا كانت الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجرى في يناير كانون الثاني ستمضي قدما. لكن المدعي العام مالك عبد القيوم قال لرويترز يوم الاثنين "تقرر عدم تأجيل الانتخابات وبحلول 15 نوفمبر ستحل هذه المجالس (الوطنية والاقليمية)وستجرى الانتخابات خلال الستين يوما التالية." كما لم يتضح متي سيرفع مشرف حالة الطواريء التي فرضها يوم السبت متعللا بالقضاء المناويء وزيادة التشدد الاسلامي. غير انه أعلن يوم الاثنين انه يعتزم التخلي عن دوره العسكري. وقال الرئيس الباكستاني الذي يواجه انتقادات دولية بعد تعليق الدستور وتطهير المحكمة العليا لدبلوماسيين يوم الاثنين انه عازم على التخلي عن منصب قائد الجيش وان يصبح رئيسا مدنيا. وانخفض مؤشر سوق الاوراق المالية الباكستانية نحو 4.6 في المئة يوم الاثنين اضافة الى خسائرها الاسبوع الماضي كما انخفض 1.3 في المئة أخرى في المعاملات الصباحية يوم الثلاثاء مع قلق المستثمرين من السيناريوهات السياسية المحتملة. وعلى الرغم من ان مشرف لم يقل بنفسه متى ستجرى الانتخابات الا ان رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز قال يوم انها ستجري في موعدها. وقال في مؤتمر صحفي "لا نريد أن نعطل عملية الانتخابات. نريد انتخابات حرة." وقال تشودري برويز الهي رئيس الحكومة الاقليمية في البنجاب وهو حليف وثيق لمشرف ومرشح لمنصب رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي عقده في لاهور ونقله التلفزيون "الانتخابات ستجرى.. ستجرى في موعدها وفترة (المجالس) لن تمدد عاما." ومن المقرر ان تجتمع يوم الثلاثاء حكومة مشرف لمناقشة احكام الطواريء كما تزور بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة - التي تأمل واشنطن ان تشارك مشرف السلطة بعد انتخابات يناير- العاصمة اسلام اباد قريبا. وانتقدت بوتو حالة الطواريء ووصفتها بأنها "احكام عرفية مصغرة" لكنها لم تحشد اتباعها لتنظيم احتجاجات في الشوارع وبقي المحامون هم وحدهم الذين ينظمون احتجاجات حتى الان. وقال مشرف في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي يوم الاثنين "انا عازم على تنفيذ هذه المرحلة الثالثة من الانتقال بالكامل وعازم على خلع زيي بمجرد ان نصلح هذه الدعائم في القضاء والسلطة التنفيذية والبرلمان." وتدهورت الاوضاع الامنية بشدة منذ يوليو تموز عندما اقتحمت قوات خاصة المسجد الاحمر في اسلام أباد لسحق حركة اسلامية مسلحة. ومنذ هذا الوقت سقط نحو 800 قتيل في أعمال عنف نفذها متشددون نصفهم في هجمات انتحارية. ووضعت واشنطن المعونة المستقبلية لباكستان قيد المراجعة وكانت قد قدمت لاسلام أباد نحو عشرة مليارات دولار خلال الاعوام الخمسة الماضية كما ارجأت محادثات دفاعية مع باكستان كانت مقررة هذا الاسبوع. وحذرت بريطانيا ايضا باكستان بشأن التمويل المستقبلي. وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة يوم الاثنين انه قلق للغاية ازاء فرض حالة الطواريء واعتقال نشطاء حقوق الانسان في باكستان ودعا الى نهاية سريعة للازمة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد محاميين يحتجون في مدينة لاهور بشرق البلاد كما استخدمت الهراوات لتفريق احتجاج اخر نظمه عشرات خارج المحكمة العليا في كراتشي. ووضع عدة قضاة رهن الاقامة الجبرية في منازلهم دون سبيل للاتصال بهم بعد ان رفضوا اقرار حالة الطواريء. ومن بينهم كبير القضاة افتخار تشودري الذي اصبح رمزا لمقاومة حكم مشرف بعد ان تحدى الضغوط لتنحيته عن منصبه في مارس اذار. وقال تشودري في بيان "انه واجب على كل مواطني البلاد والمحاميين على وجه الخصوص ان يواصلوا كفاحهم من اجل سيادة الدستور وحكم القانون واستقلال القضاء والديمقراطية الحقيقية." وجرت اعتقالات جماعية للنشطاء السياسيين. ومنذ قيام دولة باكستان في عام 1947 بعد تقسيم الهند عقب انتهاء الاستعمار البريطاني تنتقل البلاد من ازمة الى اخرى وقضت نصف الستين عاما الماضية تحت حكم العسكر. وقال بوش بعد محادثات في البيت الابيض مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "نتوقع ان تجرى الانتخابات هناك في اقرب وقت ممكن وان يتخلى الرئيس عن زيه العسكري... املنا انه سيستعيد الديمقراطية بأسرع ما يمكن." لكن الرئيس الامريكي خفف من تعليقاته بأن أوضح ايضا ان مشرف "مقاتل قوي ضد المتطرفين والمتشددين... الذين حاولوا قتله ثلاث او اربع مرات." ويحاول بوش السير بحذر في طريق صعب بين انتقاد مشرف للانتكاسة التي احدثها في تحول باكستان الى الديمقراطية وبين استعداء زعيم تعتبره الادارة الامريكية حليفا حيويا في مقاتلة القاعدة وطالبان. وشنت الشرطة الباكستانية حملة إعتقالات في عدة مدن بمختلف أنحاء البلاد ، في مواجهة تصعيد مستمر لاحتجاجات المحامين، ودعوة كبير القضاة المقال لاستمرار المظاهرات.
وتؤكد التقارير أن عدد المعتقلين بلغ 1500 من العمال والمحامين ومنظمات المجتمع المدني المعارضين لقرارات الرئيس الباكستاني برفيز مشرف فرض حالة الطوارئ وتعطيل العمل بالدستور وفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام. ففي مدينة لاهور، شرق البلاد، اعتقلت السلطات أكثر من مئة شخص . وتقول وكالة الأنباء الفرنسية إن من بين المعتقلين خمسين محاميا كانوا يحاولون التجمع في مقر المحكمة العليا بالمدينة للاحتجاج على قرارات مشرف.
من ناحيته، طالب افتخار تشودري كبير القضاة المحامين بمواصلة احتجاجاتهم ضد الرئيس والإجراءات التي فرضها يوم السبت الماضي. ووجه تشودري، الذي أقاله مشرف مع عدد من القضاة الآخرين، نداءه عبر محطة تلفزيون خاصة. غير أن صوت القاضي انقطع فجأة. ويقول أبو بكر يونس مراسل بي بي سي العربية في إسلام أباد، إن السلطات الباكستانية عطلت شبكات الهواتف المحمولة في العاصمة.
وكانت السلطات قد منعت عددًا من محطات التلفزيون الخاصة من البث تنفيذا لقرارات فرض الطوارئ. كما داهمت مقر أحدى الصحف الاثنين لمنعها من إصدار ملحق خاص حول القرارات. وفي مدينة مولتان، وسط باكستان، إندلعت اضطرابات من جانب المحامين. وتقول وكالة الأسوشيتدبرس إن مئات من رجال الشرطة منعوا ألف محام من مغادرة أحد مجمعات المحاكم من الخروج للتظاهر بالشارع.
ويشير مراسل بي بي العربية إلى أن المحامين باتوا يشكلون الآن حركة المعارضة الأقوى في الشارع ضد سياسات الرئيس مشرف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف