تركيا تتعهد إطلاق الإصلاحات بعد تحذير الاتحاد الأوروبي

اكدت تركيا اليوم أنها ستنفذ إصلاحات جديدة في إطار ملاءمة قوانينها مع المعايير الأوروبية وذلك بعد تحذير المفوضية الأوروبية بشأن بطء الإصلاحات التركية.

وقالت الخارجية التركية في بيان "نحن مصممون على سد ثغراتنا والقيام بتطبيق فاعل للإصلاحات لكي لا تتراجع بل بالعكس لتنمو". واضاف البيان "نحن مصممون على متابعة الاصلاحات حتى تصل بلادنا الى اعلى المستويات في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان". واضاف ان الحكومة بدأت بالفعل احالة مقترحات إلى البرلمان بشأن إصلاحات جديدة، دون تقديم تفاصيل بشأنها.

وشدد بيان الخارجية التركية على ان مسيرة الانضمام للاتحاد الاوروبي التي بدأت في تشرين الاول/اكتوبر 2005 لا يجب ان "تقولب بناء على اولويات القادة السياسيين لبعض الدول الاعضاء" او ان "يقتصر" على تطبيق بنود تفاهم الاتحاد الجمركي مع قبرص الذي ترفض تركيا تطبيقه.

واضاف "نأمل أن يظهر أصدقاؤنا في الاتحاد الاوروبي تصميما شديدا على مقاومة العراقيل التي هي في غير محلها في دربنا" في اشارة على ما يبدو الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المعارض بشدة لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.

وكانت المفوضية الاوروبية دعت اليوم تركيا الى إعادة إطلاق الإصلاحات السياسية بعد ان شهد عام 2007 "تقدما محدودا" في هذا المجال. وقالت المفوضية في تقريرها السنوي عن وضع المفاوضات الخاصة بانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي إن "تقدما محدودا تحقق في مجال الاصلاحات السياسية في 2007". واضافت "على تركيا الان إعادة إطلاق الاصلاحات السياسية" فيها.

وتنتظر المفوضية من تركيا بالخصوص "جهودا جديدة" بشأن تحسين وضع حرية التعبير وهيمنة الجيش على السلطة السياسية وحقوق الاقليات الدينية ومكافحة الفساد وحقوق الاقلية الكردية وحريتها.

وحول حرية التعبير طالبت المفوضية منذ اشهر بمراجعة البند 301 من القانون الجنائي التركي الذي أتاح ملاحقة عشرات المثقفين بتهمة المساس بالهوية التركية.
واقترحت بروكسل ان تمثل مراجعة هذا البند احد الشروط المسبقة لفتح المباحثات بشأن احد الفصول ال 35 التي تشكل محاور مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي وهو الفصل الخاص بالنظام القضائي والحقوق الاساسية.

وحول الفصول ال 35 وبينها اربعة تم فتح الحوار بشأنها، بإمكان المفوضية توصية الدول الاعضاء بوضع شروط قبل فتح المفاوضات بشأن اي منها.

وكما جرت العادة طالبت المفوضية في تقريرها تركيا باحترام تفاهم انقرة الذي يمد الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الاوروبي وتركيا الى الدول الاعضاء الجدد في الاتحاد وبينهم قبرص التي لا تعترف بها تركيا.

وكان رفض تركيا احترام هذا التفاهم وخاصة رفضها دخول الطائرات والسفن القبرصية المطارات والموانئ التركية، دفع الاتحاد الاوروبي في كانون الاول/ديسمبر الماضي الى تجميد ثمانية فصول من المفاوضات بشأن انضمام تركيا للاتحاد. وتبقى هذه الفصول مجمدة لحين تطبيق انقرة التفاهم بشأن الاتحاد الجمركي. وبدأت تركيا في تشرين الاول/اكتوبر 2005 مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي التي يمكن ان تستمر بين عشر و15 سنة.