أخبار

وزير الدفاع الأميركي بمهمة حساسة في اليابان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طوكيو: تنتظر روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي مهمة حساسة في محادثاته يوم الخميس مع الزعماء اليابانيين، لتشجيعهم على التعاون العسكري بين البلدين، دون التورط في جدل داخلي حول مهمة بحرية يابانية لمعاونة العملية العسكرية الأميركية في أفغانستان. وصرح مسؤولون أميركيون بأن الضغط على اليابان لإستئناف مهمتها البحرية في المحيط الهندي ليست هدف زيارة جيتس. وأوقفت المهمة البحرية اليابانية هذا الشهر بعد فشل الحكومة اليابانية والمعارضة في الاتفاق على تجديدها.

لكن المسؤولين الاميركيين أقروا بأن هذه المسألة ستثار بالتأكيد في المحادثات التي يجريها وزير الدفاع الاميركي يوم الخميس مع ياسو فوكودا رئيس وزراء اليابان ووزراء آخرين في طوكيو، وان جيتس أعرب بالفعل عن أمله في ان تجد طوكيو سبيلاً لاستئناف المهمة قريبًا. وقال مسؤول أميركي يرافق جيتس في زيارته لطوكيو "نعتقد ان من المهم على كل الدول المستفيدة من النظام الدولي...ان تتحمل جميعًا المسؤولية في الدفاع عن انفسنا في هذه الحرب ضد الارهاب" مشيرًا إلى ان اليابان هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم ودولة تجارية كبرى. وأضاف "اليابان فعلت الكثير وندرك ذلك. لكننا نتطلع الى استمرارهم في القيام بذلك".

وتأتي زيارة غيتس بينما تواجه الحكومة برئاسة ياسوا فوكودا ازمة نتيجة معارضة البرلمان لتجديد مهمة السفن اليابانية التي كانت مكلفة بتامين الامدادات الى قوات التحالف في المحيط الهندي في اطار الحرب على الارهاب. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية "نعتقد انه من المهم ان تساهم كل الدول المنخرطة في النظام الدولي (...) في حصتها من المسؤولية في هذه الحرب على الارهاب". واوضح ان غيتس سيثير هذه المسألة خلال محادثات يجريها الخميس وعلى غداء عمل يجمعه الجمعة مع برلمانيين يابانيين.

ويرى زعيم المعارضة اليابانية ايشيرو اوزاوا ان اليابان لا يجب ان تشارك في "حروب اميركية" في افغانستان والعراق. وامرت اليابان، بضغط من المعارضة، في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر سفنها بمغادرة المحيط الهندي ووقف مهمة الامداد التي كانت تقوم بها منذ 2001. وذكر مسؤولون اميركيون ان تعليق مهمة البحرية اليابانية لن يكون لها تأثير على سير العمليات الامنية في المحيط الهندي.

الا ان الازمة السياسية القائمة بين الحكومة والمعارضة تطرح مسألة مستقبل التحالف العسكري الياباني الاميركي في وقت ترغب واشنطن برؤية اليابان تلعب دورا اكبر في امن القارة الآسيوية. وتنشر الولايات المتحدة حوالى 37 الف جندي في اليابان، وهي تسعى الى خفض وجودها وتخطط لاعادة انتشار بحلول 2014.

وخلال ستة أعوام من المهمة البحرية قدمت اليابان إمدادات من الوقود والمياه قيمتها نحو 22 مليارين (195 مليون دولار) للسفن الاميركية وسفن دول متحالفة تقوم بدوريات لمكافحة الارهاب وتهريب المخدرات والسلاح. ويريد فوكودا ان يفعل تشريعًا لاستئناف عمليات التزويد بالوقود لكن اتشيرو اوزاوا زعيم الحزب الديمقراطي المعارض يرفض ذلك حتى الان قائلا انه بحاجة الى تفويض من الامم المتحدة.

وتوعد الحزب الديمقراطي المعارض وحلفاؤه الصغار بالتصويت ضد أي تشريع جديد في مجلس المستشارين وهو المجلس الاعلى في البرلمان الياباني الذي تتمتع فيه المعارضة بالاغلبية. وانقسم الناخبون اليابانيون حول المهمة وأظهر استطلاع جديد أجرته وكالة كيودو اليابانية للانباء ان من يؤيدون استئناف المهمة يزيدون قليلا على من يعارضون ذلك. وتقول واشنطن ان السفن اليابانية وفرت نحو 7 في المئة من وقود التحالف الدولي خلال السنوات القليلة الماضية. وعلى الرغم من ان هذه النسبة قليلة الا ان الولايات المتحدة تقول انها مساهمة مهمة من جانب طوكيو في الحرب ضد الارهاب التي أعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول عام 2001.

ويأمل مسؤولون أميركيون ان تنجح زيارة وزير الدفاع الاميركي لليابان في تحويل التركيز بعيدًا عن خلافات حول قضايا بعينها لصالح رؤية أوسع لاهمية التعاون بين الولايات المتحدة واليابان في القضايا الامنية. وقال مسؤول دفاعي أميركي آخر "من أسباب حضور الوزير إعادة الحوار مرة أخرى إلى المستوى الاستراتيجي. "دعونا من القضايا الصغيرة. يمكننا التفاوض بشأنها وسنصل إلى قرار. في الحقيقة سنعيد تعريف المبادئ الأساسية للتحالفط.

وكرر المسؤولون الاميركيون ان زيارة وزير الدفاع الاميركي لليابان مقررة من قبل تفجر الخلاف الاخير بشأن المهمة البحرية اليابانية في المحيط الهندي. ويلتقي جيتس الذي زار الصين وكوريا الجنوبية في بداية هذا الاسبوع مع رئيس وزراء اليابان ووزير الخارجية ماساهيكو كومورا ووزير الدفاع شيجيرو اشيبا مساء يوم الخميس. كما يلتقي بالقادة العسكريين لنحو 50 ألف جندي أميركي متمركزين في اليابان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف