أنباء عن إعتقال أنصار بوتو وبوش يتصل بمشرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لما ذا فُرضت الطوارئ في باكستان ؟؟؟
واشنطن: صبرنا له حدود مع باكستان
بوش يطلب من مشرف التخلي عن مصبه كقائد للجيش
اسلام اباد، وكالات: قال حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة يوم الخميس، إن الشرطة إعتقلت آلافًا من نشطي الحزب خلال الليل بعد ساعات من تحدث الرئيس الأميركي جورج بوش هاتفيًا مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف لحثه على إنهاء حالة الطوارئ والتخلي عن منصبه العسكري كقائد للجيش. مشرف الذي جدد وعده بانه سيتخلى عن قيادة الجيش قبل ادائه اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الثانية، بحسب ما نقل عنه التلفزيون العام اليوم الخميس. ولم يحدد مشرف تاريخا معينا لتخليه عن قيادة الجيش.
ونفت الشرطة الباكستانية التي اعتقلت بالفعل مئات المحامين وشخصيات معارضة منذ أن علق مشرف الدستور وأعلن الطوارئ يوم السبت اعتقال أتباع بوتو. وقالت فرزانا رجاء المتحدثة باسم حزب الشعب في اقليم البنجاب بوسط باكستان "أغاروا على منازل ناشطين في شتى أنحاء البنجاب خلال الليل. عدد المعتقلين يقدر الان بالآلاف".
ويعتزم حزب الشعب الذي تتزعمه بوتو تنظيم اجتماع حاشد في روالبندي المتاخمة للعاصمة الباكستانية اسلام اباد يوم الجمعة احتجاجا على اعلان حالة الطوارئ كما أعلنت بوتو يوم الأربعاء ان انصارها المعارضين سينظمون مسيرة تبدأ من مدينة لاهور يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني الجاري ما لم يتراجع الرئيس الباكستاني عن قراراته. وحذرت الشرطة الباكستانية الحزب من تنظيم اجتماعات حاشدة. وقال سعود عزيز قائد شرطة روالبندي لرويترز "حظرت كل أشكال التجمعات لأن لدينا تقاريرًا من أجهزة المخابرات تفيد بتسلل سبعة أو ثمانية انتحاريين الى البنجاب.
"لا نريد تكرارًا لحادث كراتشي" مشيرًا الى هجوم انتحاري الشهر الماضي في العاصمة المالية لباكستان في جنوب البلاد استهدف موكب بوتو لدى عودتها الى الوطن بعد ثماني سنوات من المنفى. وقتل في ذلك الهجوم 139 شخصًا على الاقل. وانخفض مؤشر سوق الاوراق المالية الباكستانية نحو 4.6 في المئة يوم الاثنين عقب اعلان حالة الطوارئ وانخفض 1.2 في المئة يوم الخميس بعد ان زاد تهديد بوتو بتنظيم احتشادات حاشدة من المخاوف السياسية.
وتحدث الرئيس الأميركي مع الرئيس الباكستاني مباشرة يوم الأربعاء ولاول مرة منذ أعلن حالة الطوارئ في باكستان يوم السبت الماضي مبررا الاجراء بوجود قضاء مناوئ وزيادة التشدد. وكانت واشنطن تأمل ان تشارك بوتو في نهاية المطاف مشرف السلطة بعد انتخابات يناير كانون الثاني لكن اعلان مشرف حالة الطوارئ أحدث ارتباكًا في السياسة الاميركية. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "كانت رسالتي اننا نؤمن بقوة بالانتخابات وان عليك اجراء الانتخابات عاجلا وانك بحاجة لخلع زيك العسكري. لا يمكن ان تكون الرئيس وقائد الجيش في الوقت نفسه". وقال بوش عن مشرف الذي وصفه من قبل بأنه حليف وثيق في الحرب ضد القاعدة وطالبان "أجريت نقاشًا صريحًا للغاية معه".
وعلى الرغم من ان مشرف لم يقل بنفسه متى ستجرى الانتخابات الا ان رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز قال انها ستجري في موعدها في يناير كانون الثاني كما صرح مسؤول مقرب من الرئيس الباكستاني بأن حالة الطوارئ سترفع خلال اسبوعين او ثلاثة لكن مشرف الذي وصل الى السلطة في انقلاب عسكري عام 1999 لم يؤكد ذلك شخصيا.
ووضعت واشنطن المعونة المستقبلية لباكستان قيد المراجعة وكانت قد قدمت لاسلام أباد نحو عشرة مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة كما ارجأت واشنطن محادثات دفاعية مع باكستان كانت مقررة هذا الاسبوع. وصرح جنرال كبير في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) بأن الجيش الاميركي قلق بشأن الاسلحة النووية الباكستانية بعد اعلان حالة الطواريء. وقال اللفتنانت جنرال كارتر هام مدير العمليات في هيئة الاركان المشتركة للصحفيين "أي دولة تملك اسلحة نووية وتعيش موقفا مثل الذي تعيشه باكستان الان هي مصدر قلق".
وكشفت بوتو عن مطالبها السياسية في مؤتمر صحفي عقدته في اسلام اباد يوم الاربعاء بعد ان التقت مع زعماء حزبها وأحزاب معارضة صغرى. وقالت "لا نستطيع ان نعمل من اجل دكتاتوريات. نستطيع ان نعمل من اجل الديمقراطية. الجنرال مشرف بوسعه فتح باب التفاوض في حالة واحدة اذا اعاد الدستور وتقاعد من منصب رئيس اركان الجيش والتزم بموعد اجراء الانتخابات." وقالت بوتو في المؤتمر الصحافي "اذا لم يستجب (مشرف) للمطالب بحلول التاسع من نوفمبر سنبدأ مسيرة طويلة من لاهور يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر ثم سننظم اعتصامًا في اسلام اباد."
ويقول محللون ان السبب الذي دفع مشرف فيما يبدو الى تعليق الدستور واعلان الطوارئ هو رغبته في تنحية قضاة معارضين له. ووضعت السلطات افتحار تشودري كبير القضاة في باكستان رهن الاقامة الجبرية في منزله باسلام اباد ومنعت اتصاله بأحد.
وكانت المحكمة الباكستانية العليا تنظر في طعون مقدمة ضد اعادة انتخاب البرلمان في السادس من اكتوبر تشرين الاول مشرف رئيسًا للبلاد فيما يشغل منصب قائد الجيش . وفسرت اجراءات مشرف بأنها استباق للاحداث خوفًا من ان يجيء حكم المحكمة العليا ضده. وانضمت الولايات المتحدة الى دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرين في حث مشرف على الافراج عن كل المعتقلين السياسيين بما في ذلك اعضاء الهيئة القضائية والغاء كل القيود المفروضة على وسائل الاعلام والتصالح مع معارضيه السياسيين. وهددت بريطانيا بتعليق عضوية باكستان في الكومنولث ما لم يلغ مشرف الطواريء ويجري انتخابات حرة نزيهة.
انتحاريون مستعدون لتنفيذ اعتداءات قبل اجتماع لبوتو
بدورها اعلنت الشرطة الباكستانية ان انتحاريين اسلاميين يستعدون لتنفيذ اعتداءات في روالبندي في ضاحية اسلام اباد حيث سترئس بنازير بوتو اجتماعا الجمعة. وكان اعتداء استهدف بوتو لدى عودتها الى باكستان من المنفى في 18 تشرين الاول/اكتوبر وحصد 139 قتيلا، وهي اكبر حصيلة ضحايا في الاعتداءات التي حصلت في تاريخ باكستان. وقال قائد الشرطة في روالبندي سعود عزيز "لدينا معلومات دقيقة جدا مصدرها اجهزة استخبارات ومفادها ان عددا كبيرا من الانتحاريين مستعدون لتفجير قنابلهم دخلوا الى روالبندي".
واشار الى ان عددهم يقارب الثمانية وهم مستعدون "لاستهداف تجمعات كبيرة وقتل اشخاص ابرياء". وتابع ان الشرطة ابلغت بوتو بان "هناك تهديدات جدية جدا" اذا اصرت على اجتماع حزبها، لا سيما ان حال الطوارىء المعلنة منذ ستة ايام تحظر عقد الاجتماعات. وكانت بوتو دعت الاربعاء الى التظاهر بكثافة احتجاجا على اعلان الرئيس الباكستاني حال الطوارىء. واعلنت الشرطة بعد هذه الدعوة انها ستمنع حزب الشعب الباكستاني برئاسة بوتو من عقد الاجتماع في روالبندي.
الإفراج عن 331 محاميا معتقلا
وأمرت محكمة الخميس بالإفراج بكفالة عن 331 محاميًا إعتقلوا في تظاهرات ضد حال الطوارئ التي أعلنت منذ ستة أيام في باكستان، بحسب نقابة المحامين. وقالت مصادر في الشرطة أن نحو ثلاثة آلاف شخص إعتقلوا أو وضعوا قيد الإقامة الجبرية في كل انحاء البلاد منذ فرض مشرف حال الطوارئ السبت. ومعظم هؤلاء المعتقلين محامون او قضاة اعلنوا معارضتهم لمشرف منذ ثمانية اشهر اضافة الى اعضاء في منظمات تدافع عن حقوق الانسان وقادة في احزاب معارضة.
وقال المحامي افتاب احمد بجوا ان المحامين ال331 المفرج عنهم بكفالة كانوا معتقلين في لاهور (شرق) بتهمة "الارهاب" و"المشاركة في اعمال شغب". وامرت محكمة لمكافحة الارهاب في لاهور بالافراج عنهم. واكد بجوا انه "سيفرج عنهم جميعا مقابل كفالة قيمتها عشرون الف روبية باكستانية (333 دولارًا) عن كل منهم".لكنه اوضح ان عشرين محاميا ومدافعا عن حقوق الانسان تتهمهم الشرطة بانهم نظموا التظاهرات لا يزالون معتقلين في لاهور. وبادر المحامون الى تنظيم غالبية التظاهرات في باكستان احتجاجًا على حال الطوارئ، وجبهوا بقمع شديد.
الانتخابات التشريعية في شباط
من جهة ثانية اعلن المدعي العام الباكستاني الخميس في اليوم السادس لفرض حالة الطوارىء ان الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في منتصف كانون الثاني/يناير المقبل تاجلت الى شباط/فبراير موضحا ان حالة الطوارئ سترفع قبل هذا التاريخ. واعلن مالك محمد القيوم "تقرر اجراء الانتخابات في شباط/فبراير". واضاف ان "حالة الطوارئ سترفع خلال شهر او شهرين". لكن المعارضة والدول الغربية ترى انه وجد ذريعة للتمسك بالسلطة مع اقتراب الانتخابات التشريعية ولان اعلان صلاحية فوزه في الانتخابات التي جرت في السادس من تشرين الاول/اكتوبر مرتبط بقرار من المحكمة العليا بشأن اهليته للانتخاب.