أخبار

الجزائر: إجراءات لصد إكتساح الدين معرضا للكتاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الجزائر: سيطر الجدل الذي دار حول منع كتب وإغلاق أجنحة بعض دور النشر المشاركة في "الصالون الدولي الثاني عشر للكتاب" في الجزائر، على فعاليات دورة المعرض الحالية. فقد اتخذت سلطات الرقابة إجراءات لصد الهجوم الواسع للكتاب الديني على مساحات واسعة من أجنحة العرض، بعد اكتشاف خروج التظاهرة عن طابعها الثقافي وتحولها، حسب المسؤولين، إلى "فضاء لترويج أفكار تيارات سياسية ومذاهب دينية مختلفة".

وقال عبد الله طمين مستشار وزير الشؤون الدينية لـ بي بي سي ان هيئة الرقابة "منعت حوالي 1191 عنوانا من العرض وتم شطبهم من لوائح العروض" التي تقدمت بها 15 دار نشر من المملكة العربية السعودية ومصر ولبنان تشارك إلى جانب 439 دار نشر جزائرية وأجنبية.

وتنحصر معظم المخالفات في الكتاب الديني وتشمل، حسب تصنيف السلطات، كتبا تتضمن تحريضا على التطرف وتمجيد الارهاب والجريمة والعنصرية، وأخرى تسيء الى الاسلام والرسل، إضافة إلى مطبوعات تتضمن فتاوى في اركان الاسلام مخالفة لما هو متبع في الجزائر حيث يسود المذهب المالكي.

وتشمل القائمة كذلك مطبوعات تروج للفكر الشيعي والمذهب الحنبلي والفكر الوهابي والسلفي، ومصاحف محرفة للقرآن.

إغلاق أجنحة
وقد أغلقت أجنحة عدد من دور النشر العربية والجزائرية بسبب عرضها مصاحف وكتب غير مسموح بها.

وقد تمكنت دار لبنانية من اختراق الرقابة الجزائرية وعرضت "مصحفا محرفا" لكن هيئة الرقابة قررت غلق جناح هذه الدار وحجزت المصحف وصادرت كل محتويات العرض. وفي نفس السياق اغلقت دار نشر مصرية للسبب نفسه، كما أغلق جناح دار أخرى من مصر "لعرضها فتاوى تمس بأركان الاسلام".

وتعرضت دار جزائرية الى الغلق بعد عثور هيئة الرقابة على كتاب ضمن معروضاته يحمل عنوان "زنزانات الجزائر " للكاتب محمد بن شيكو بنتقد فيه حياة السجن الذي قضى فيه سنتين.

وفي سياق متصل اكتشفت هيئة الرقابة عرضا لكتاب "بن لادن بلا قناع " في عدة اجنحة. ويقول ناشرون ان الكتاب "سجل اعلى المبيعات قبل سحبه في اليوم الثالث".

ومن جانب اخر مست اجراءات الرقابة عرض كتاب "قوة اليهود " للكاتب جولد بيرج ذي الاصل اليهودي ، ويتناول فيه اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية و"توغله في مراكز القرار وتاثيراته على عمليات السلام في الشرق الاوسط لخدمة مصالح اسرائيل".

وضمن اجراءات الرقابة ايضا منع عرض موسوعة العالم المصورة في الجغرافيا السياسية لمكتبة مصرية معروفة. وتقول سلطات الرقابة ان سبب المنع يعود الى ادراج اقليم الصحراء الغربية ضمن خارطة المغرب وهو موضوع في نظرها لايزال مطروحا على طاولة هيئة الامم المتحدة "كقضية تصفية استعمار ".

وامتدت اجراءات المنع لعرض مطبوعات "تمثل مساسا بالاخلاق والاداب العامة" ، واخرى ترتبط بالميدان العسكري فيما يخص تقنيات صناعة الاسلحة والمتفجرات .

ردود فعل
واثارت اجراءات هيئة الرقابة ردود فعل متباينة في اوساط العارضين وقال ممثل دور النشر الاردنية، بلال ابراهيم، ان هذه الرقابة "غير مبررة على الاطلاق"

وتساءل ابراهيم عن منع عنوان الجغرافيا السياسية رغم اهميته الاستراتيجية ، وانتقد اسلوب تعامل هيئة الرقابة مع العارضين بخصوص تسوية اجراءات اخراج الكتب من الميناء والموجهة للعرض .

وخلفت هذه الوضعية استياءا كبيرا لدى العديد من العارضين لتاخر القائمين على المعرض تسليمهم الكتب المعتمدة للعرض بعد مرور اربعة ايام من فعاليات التظاهرة .

وخلافا لهذه الانتقادات سجل بعض العارضين الذين تعودا على الحضور في هذا الصالون تحسنا ، واكد ناشر سوري ان معرض الجزائر "متميز عن المعارض العربية بحجمه ويتوفر على امكانات قد تضعه مستقبلا في خانة المعارض العالمية".

ورفض صالح شكيرو، المكلف بتنظيم لامعرض، مجمل الانتقادات واتهم بعض دور النشر بـ "احداث الارتباك لمنظمي التظاهرة بادراج لوائح اضافية لعناوين لم تكن مدونة لدى المنظمين وتفوق المساحات المخصصة للعرض لاغراض تجارية".

وقال بخصوص الرقابة انها اجراء تحفظي واضاف ان هناك مطيوعات تستهدف المؤسسات الرسمية، ويقتضي الامر هنا "استخدام سيف القانون لمحاصرة الافكار التي تحمل نوايا مبيتة مثل الاساءة للاسلام ونشر افكار التطرف"، وهي قضايا تناولها ايضا وزير الشؤون الدينية خلال ايام العرض في ندوة صحفية وطالب بمحاربتها.

ووجه تحذيرا الى الدول العربية والاسلامية من "مغبة التساهل مع هذا النوع من الافكار التي تهدف كما قال الى زرع بذور الفتنة وتفكيك مجتمعاتنا لزعزعة الاستقرار والسلم ".

احمد مقعاش
بي بي سي - الجزائر

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف