أخبار

المانيا بعد 18 عاما على اسقاط الجدار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتدال سلامه من برلين: يعتبر شهر تشرين الثاني نوفمبر الحالي من أشهر شهور السنة بالنسة للالمان، ففي هذا الشهر نشبت ثورة نوفمبر المعروفة وبعد سنوات قام ادولف هتلر بانقلابه على النظام في بلد كان يعاني من كوارث كبيرة نتيجة الانهيار الاقتصادي كما ان في التاسع من شهر تشرين الثاني عام 1989 ازيل جدار برلين واعيدت اللحمة الى المانيا.

ولا ينسى الالمان الذين عايشوا هذه الفترة تلك الليلة ابدا، فعند الساعة السادسة وخمسين دقيقة مساء بدء زحف سكان برلين الشرقية باتجاه الجدار بعد مشاهدتهم مؤتمر صحافي على اجهزة التلفزيون اعلن خلاله السماح لكل المانيا بالعبور الى الجانب الاخر من الجدار، فتسلح كل واحد بكل ما يساعده على تحطيمه.

لكن لم تصل الى مسامع العديد ان مجزرة كادت تقع في هذا الليلة. اذ ان الجنود الالمان الشرقيين لم يبلغوا بالتطورات التي حدثت وانه لم يعد هناك المانيتين وعليهم عدم منع الالمان الشرقيين من العبور. وامام الحشد الكبير الزاحف وضع كل جندي عند نقاط الحدود خاصة براندنبورغ يده على الزناد استعدادا لاطلاق النار، في هذا الوقت بالتحديد بدأت هواتف نقاط الحدود على طول الجدار ترن لتبلغ باوامرعدم اطلاق النار.
وحدث ذلك في وقت قصير جدا ولولا تدارك المسؤولين في كلي الالمانيتين الامر لكان للوحدة حاليا وجها اخرا تماما. وكان سريان مفعول اجراء السماح للالمان الشرقيين بعبور نقاط الحدود يبدأ من الساعة الرابعة فجر اليوم التالي ولولا التبيلغ السريع لكان الوضع مأساوي.

ولا يمكن لاحد ان ينسى مشاهد سجلها التاريخ كيف تعانق الناس في شوراع برلين وغيرها من المدن دون ان يعرفوا بعضهم، المهم انهم اتوا من خلف الجدار الذي ازيل. ويومها سافر المستشار الالماني هلموت كول وحكومته بشكل طارئ ليقف عند بوابة براندبيوغ وليعلن عن انتهاء التقسيم الى الابد.

وفي خضم النشوة التي اصابت ايضا الحكومة الاتحادية يومها برز صوت رفضه الجميع وكان صوت الاشتراكي اوسكار لافونتين حذر من عدم وضع حسابات الوحدة تحت المجهر وكان يفضل اولا اتحادا فيدراليا الى حين ترتيب امور الاندماج بشكل نهائي. والى جانبه حذر اقتصاديون من خطورة تدمير كامل البنية الاقتصادية والصناعية لالمانيا الشرقية لان ذلك سيسبب مئات الالاف من العاطلين عن العمل.

و اليوم وبعد مضي 18 عاما مازال القسم الشرقي من المانيا يعاني من المشاكل الاقتصادية مما يدفع الى الترحم على اقوال لافونتين وغيره. فالهجرة الاقتصادية كبيرة الى الاجزاء الغربية ويحتاج خلق توازن بين القسمين الى سنوات طويلة ولاعجب ان نتذكر احد القائلين" تحتاج المانيا الى نفس مدة تقسيمها كي تصبح المانيا واحدة".

وفي استقراء للراي اجرته مؤسسة فورسا ابدى كل واحد من خمسة المان رغبته في عودة الجدار لانه لم يحقق له ما حلم به.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف