واشنطن تدعو آسيا لتعاون أكبر في مجال الأمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طوكيو: دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الدول الآسيوية إلى العمل معا بتعاون أكبر حول المواضيع الأمنية وليس الإعتماد فقط على الولايات المتحدة لضمان الإستقرار الإقليمي. وقال غيتس ان تحرك الولايات المتحدة لخفض وجودها العسكري في كوريا الجنوبية واليابان لا يعني تراجع الالتزام الاميركي في المنطقة. واضاف ان "اعادة تمركز قواتنا يعكس فعليا نضج علاقات التحالف التي نقيمها هنا في آسيا وتحديدا مع اليابان وجمهورية كوريا (الجنوبية) ولا يعني بأي شكل من الاشكال تخفيض التزامنا تجاه اي منهما".
وفي جلسة حوار رد خلالها على اسئلة، قال غيتس ان اليابان يجب ان تلعب دورا اكبر في مجال الامن الدولي. واوضح ان "اليابان لديها فرصة والتزام ايضا للعب دور يعكس قدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية". واضاف "لذلك تدعم الولايات المتحدة بقوة ان تتولى اليابان مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي". وفي ختام جولة استغرقت اسبوعا في شرق آسيا، قال غيتس ان نظام التحالفات الثنائية الذي اقامته الولايات المتحدة في المنطقة منذ الحرب الباردة يجب ان يتطور. وقال "بصراحة، لسنوات اقامت الولايات المتحدة مع عدد من الدول الاسيوية علاقات افضل مما كانت هذه الدول تقيم في ما بينها". واضاف "الان يبدو لنا انه هناك فرصة افضل لتعاون اقرب بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا واليابان وتعاون اميركي ياباني استرالي، وادخال الهند" في ذلك. واوضح "يبدو لي ان ذلك يعكس ايضا الاهمية المتزايدة لهذه الدول في مجال امنها الخاص وتحمل مسؤولية امنها وليس فقط الاعتماد على الولايات المتحدة لكي تكون ضامنة الامن".
والجهود الاميركية لحمل طوكيو على لعب دور امني اكبر تثير جدلا في اليابان بسبب دستور البلاد السلمي الذي اقر بعد الحرب ويلزم الجيش الياباني بدور الدفاع عن النفس فقط. وقد اثارت مهمة يابانية لتزويد السفن بالوقود في المحيط الهندي دعما ل"الحرب على الارهاب" التي تقودها اميركا، جدلا سياسيا مكثفا دفع بالمعارضة الى عرقلة تمديد المهمة عند انتهاء مدة عملها الاسبوع الماضي.
واقترح غيتس تفسير الدستور بشكل يسمح بمشاركة اوسع في عمليات الامن الدولية لكن من دون تغيير الطابع السلمي. وقال ان "هذا نقاش يجب ان يقوم به اليابانيون انفسهم". واعتبر غيتس ان التحديات الامنية التي يواجهها العالم اليوم لا يمكن مواجهتها بشكل سهل من قبل دول تتحرك بمفردها. واوضح ان "التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة مثل كوريا الشمالية وانتشار الاسلحة النووية لا يمكن تجاوزها من قبل تحرك دولة او دولتين بغض النظر عن مدى قوتها وثروتها". وقال انه الى جانب انتشار الاسلحة والارهاب، يجب ان تعمل الدول معا من اجل الحفاظ على طرقات بحرية آمنة والتحضير لمواجهة كوارث طبيعية مثل تسونامي عام 2004 وانتشار امراض.
وكرر غيتس ايضا التعبير عن قلق اميركا ازاء النفوذ العسكري المتزايد للصين محذرا من ان "النقص في اعتماد الشفافية ينطوي على مخاطر حصول سوء تفاهم وحسابات خاطئة ويدفع بالطبع الاخرين الى التحرك احترازا". وبدأ غيتس جولته في المنطقة في بكين حيث التقى كبار المسؤولين الصينيين قبل ان يتوجه الى كوريا الجنوبية. وقال "لا ارى الصين خصما استراتيجيا. انها منافسة في بعض المجالات وشريكة في مجالات اخرى. وفيما نعترف صراحة بخلافاتنا، من المهم تقوية الاتصالات وإشراك الصينيين في كل اوجه علاقتنا لبناء تفاهم وثقة متبادلين".