أخبار

إنتقادات إسلامية لإجراءات مكافحة الإرهاب في بريطانيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: قال رئيس المجلس الإسلامي في بريطانيا محمد عبد الباري إن أسلوب الحكومة البريطانية في مكافحة الإرهاب يخلق مناخًا من الشك والقلق. وأضاف في مقابلة مع صحيفة "ديلي تليجراف" أن حجم الجدل المثار حول المسلمين أكثر مما ينبغي. وأشار إلى ما وقع في ألمانيا النازية في الثلاثينيات كمثال على كيفية تسميم عقول الناس إزاء طائفة معينة.

لكن وزارة الداخلية البريطانية قالت إنه لا يمكن السماح للإرهابيين بتقويض تاريخ بريطانيا الطويل في مجال التآلف في العلاقات بين الطوائف المختلفة.

تخويف طائفة
جاءت تصريحات عبد الباري في أعقاب ما صدر من تصريحات عن جوناثان إيفانز مدير المخابرات البريطانية (إم أي 5) الذي قال إن هناك 2000 شخص يعيشون في بريطانيا يمثلون خطرًا إرهابيًا محتملاً، وإنه يتم إعداد شباب في الخامسة عشرة من أعمارهم للقيام بعمليات إرهابية.

غير أن عبد الباري يقول: "الجو حولنا يمتلئ بالشك والريبة. إنه أمر سيئ بالنسبة إلى الطائفة الإسلامية، وسيئ بالنسبة إلى المجتمع ككل".

ومضى قائلاً: "يتعين على كل مجتمع توخي الحذر حتى لا يتفاقم الوضع ويأتي وقت تصبح فيه عقول الناس مسممة على نحو ما حدث في ألمانيا في الثلاثينات".

ويتفق عناية بنجالوالا، مساعد الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني مع عبد الباري، كما قال في برنامج "العالم اليوم" الذي بثته إذاعة بي بي سي (راديو 4)، مضيفًا أن من الخطورة بمكان تضخيم موضوع التهديدات الإرهابية.

واضاف قائلاً: "في الثلاثينيات انتشرت كل الأفكار الخرافية بين الناس عن اليهود، الذين تم تحميلهم مسؤولية كل ما أصاب ألمانيا من أضرار".

خطر داهم
إلا أن السير بول ليفر، الرئيس السابق للجنة المشتركة للمخابرات، قال لبرنامج "توداي" إن من واجب رئيس المخابرات الداخلية البريطانية (إم أي 5) تحذير الناس".

ومضى موضحًا: "لا يمكن إنكار الحقيقة، والحقيقة هي أن تنظيم القاعدة مسؤول عن الترويج للإرهاب الإسلاموي، وأنا استخدم هنا تعبير الإسلاموي وليس الإسلامي أو المسلم، وهو أكبر خطر نواجهه اليوم".

وأضاف قائلاً: "لا يجب أن نشوه الطائفة الإسلامية كلها، إن المقصود أقلية ضئيلة جدا جدا،، ولكن على الرغم من أن 2000 شخص قد يكونون أقلية ضئيلة إلا أنها تمثل خطرًا داهمًا".

وقال ناطق باسم الداخلية البريطانية إن قوانين مكافحة الإرهاب ليست موجهة ضد جنس معين أو دين أو طائفة، بل ضد الإرهابيين أيا كانت أصولهم أو الطائفة التي ينتمون إليها في المجتمع".

"لنتعلم من المسلمين"
في مقابلة تفصيلية مع صحيفة "ديلي تليجراف" تحدث عبد الباري أيضًا عن تصوره بشأن الإندماج بين الثقافتين الإسلامية والبريطانية، لكنه أكد أن الاندماج يجب أن يحدث من الطرفين.

ويقول "يمكن أن يتعلم أي شخص من غيره، ويمكن الاستفادة من بعض المبادئ الإسلامية التي تساعد على التآخي الاجتماعي، المبادئ التي تتعلق بمفاهيم الأسرة والعلاقة الزوجية وتربية الأبناء ومساعدة الفقراء ونبذ الجشع".

وقال إنه بينما لا يوجد تبرير للعمليات الانتحارية إلا أن الانتحاريين ضحايا أيضًا كما أنهم مجرمون.

ويضم المجلس الإسلامي البريطاني 500 منظمة إسلامية في بريطانيا، وكان يرتبط بعلاقة جيدة مع الحكومة البريطانية في الماضي، لكن العلاقة بين الجانبين اتجهت للبرود منذ العام الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف