أخبار

عاصفة نصرالله تخيّم على الإنتخابات الرئاسية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مقتل جندي فرنسي في لبنان باطلاق نار عن طريق

لحود يحذر من خرق الدستور اللبناني

بوش يتصل بالسنيورة ويدعو لانتخابات رئاسية من دون تدخلات سورية

إيلي الحاج من بيروت : ملأت الردود والتعليقات على خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله حيزاً واسعاً من "الفراغ السياسي" الخطر على أبواب انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود في 24 من الشهر الجاري من دون أن تبدو في الأفق حتى الآن ملامح انتقال طبيعي من عهد إلى عهد في لبنان. لكن وصول وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء إلى بيروت حيث يباشر لقاءات ماراتونية صباح الثلاثاء أحيا بعض الأمل في إنقاذ الإنتخابات الرئاسية، خصوصاً إذا تمكن من إقناع البطريرك الماروني نصرالله صفير بوضع لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة- وهذا ما يبدو متعذراً- بعد أن ينتزع كوشنير إلتزاماً من القادة المعنيين بانتخاب رئيس ممن ترد أسماؤهم في اللائحة توافقياً.

اتصالات بكركي

وقد عقدت في مقر البطريركية في بكركي اجتماعات بعيدا من الاضواء بين عدد من اعضاء اللجنة الاسقفية الخماسية وبين اعضاء في لجنة المتابعة الرباعية - تمثل الرئيس أمين الجميّل والجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية- بحث خلالها في الموقف المسيحي من الاستحقاق الرئاسي انطلاقا من مضمون البيان المشترك الذي صدر عن الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري وتمنيا فيه على البطريرك دعوة القيادات المسيحية الى اتفاق على لائحة بأسماء المرشحين. وعرض المجتمعون اقتراحات منها عقد لقاء مسيحي موسع في بكركي يخرج بنتيجته اتفاق على اسم او اكثر كمرشحين توافقيين ، لكنه لم يلقَ تجاوبا بسبب الاعتراضات الكثيرة وضيق الوقت، ولأن اجتماعا كهذا يحتاج الى تحضيرات.

ثم عرضت فكرة عقد لقاء رباعي يضم الرئيس الجميّل، النائب الجنرال عون، الوزير السابق فرنجية، والدكتور جعجع. لكن رفض بعض هؤلاء مثل هذا الاجتماع أسقط الفكرة. ثم عرضت فكرة لقاء ثنائي يضم الرئيس الجميّل عن قوى 14 آذار/ مارس والجنرال عون عن المعارضة على ان يفوّض الرجلان كل من فريقه، غير ان الفكرة، بدورها لم تلقَ تجاوباً. فعرض اقتراح آخر لتجنب الإشكالات يقضي بدعوة القادة الموارنة المشاركين في طاولة الحوار الى الاجتماع . وفي النهاية كان اتفاق على أن يتولى اعضاء اللجنة الاسقفية زيارة القيادات المارونية للتشاور والعودة بأجوبة .وعلى الأثر زار النائب البطريركي المطران رولان أبو جودة الدكتور جعجع في مقره في معراب.

وقالت مصادر في بكركي إن البطريرك يستغرب عدم صدور مواقف واضحة من بعض القيادات المعنية تشكل التزاما بالخطوة التي يناشده كثيرون في لبنان والخارج القيام بها، مثل التأكيد على عقد الجلسة الإنتخابية ونزول النواب لانتخاب المرشح الوارد في اللائحة. وهذا الموقف اشار اليه البطريرك لدى استقباله الموفدين الرئاسيّين الفرنسيين الجمعة الماضية عندما طرح عليهما جملة اسئلة حول مصير اللائحة ومدى التزام القوى بمضمونها وإجراء الانتخابات بمشاركة الجميع. ووعد الوفد بنقل هذا الموقف الى الوزير كوشنير.

مخاوف المعارضة

وعلمت "إيلاف" أن قوى في المعارضة تخشى إذا أمنت نصاب الثلثين لجلسة الإنتخاب أن يقدم نواب الغالبية في الدورة الثانية أو الثالثة على انتخاب أحد مرشحي الغالبية ، نسيب لحود أو بطرس حرب.

في هذا الوقت نقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن دبلوماسيين عرب في باريس ان بحثا يدور عن امكان العودة الى اقتراح المرحلة الانتقالية بانتخاب رئيس لمدة ثلاث سنوات، على أن تعالج خلالها المواضيع العالقة ويوضع مشروع سياسي انطلاقا من "اتفاق طائف جديد" يلبي المطالب التي سبق لقوى سياسية ان اثارتها خلال الفترة الاخيرة . وأضافت أن كوشنير قد يعرض هذا الاقتراح امام القادة اللبنانيين، ولا سيما البطريرك للاتفاق على الآلية الواجب اعتمادها . علماً أن صفير يعترض على هذه الفكرة ويصر على انتخاب رئيس لمدة ست سنوات وفق الدستور، على أن تتولى الحكومة الجديدة امر معالجة الخلافات السياسية والمواضيع الشائكة.

ولش إلى بيروت

وفي جانب آخر، قالت مصادر دبلوماسية في بيروت ان الادارة الاميركية تدرس امكان ايفاد مسؤول الى بيروت، قد يكون مساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش، لمواكبة ، وتسهيل، الاتصالات الجارية من أجل إجراء الانتخابات من كثب. وكشفت ان فرنسا ربما اوفدت من جديد مسؤولا فرنسيا الى سورية لإطلاع المسؤولين السوريين على تطور المسعى الفرنسي في لبنان .

وفي اطار التحرك لانجاز الاستحقاق كشفت مصادر سياسية ان الرئيس امين الجميّل سيعاود السير في مبادرة كان بدأها بلقاء النائب الجنرال عون والرئيس بري ومسؤولي "حزب الله"، وقد يستكملها بخطوات لاحقة في اتجاه المعارضة بدءا بالقيادات المارونية فيها كالوزير السابق فرنجية والرئيس عمر كرامي وغيرهما.

وفي هذا الوقت يؤكد احد السياسيين الذين يترددون على بكركي، ان البطريرك الماروني قد يقدم في الأيام الخمسة المقبلة على خطوة مهمة تدفع الامور الى الامام وتساهم في تعزيز المناخات لإجراء الاستحقاق في موعده.

الغالبية وخطاب نصرالله

وفي إطار ردود الفعل على خطاب نصرالله ، رأت الغالبية أن كلامه يصب في خانة رفع السقف قبل بدء المفاوضات الحاسمة بإشراف دولي وعربي، ورأت في مضمونه كذلك - عبر تسريبات صحافية- سلسلة رسائل الى الخارج والداخل ونسفاً للمبادرات على خلفية خشية ان تكون هناك صفقات تتم بعيدا من الاضواء، ما جعل هذا الخطاب لا يستثني حتى الحلفاء الاساسيين للحزب مثل الرئيس بري والجنرال عون الذي لم يأت نصرالله على ذكره.

واضافت ان كلام نصرالله "نسف مساعي التسوية". مضيفة ان ما سيحصل في الايام المقبلة ليس سوى تطبيق لسيناريو المعارضة المتمثل بتفجير جلسة 21 من الشهر الجاري والدعوة الى اعتصامات وتظاهرات لقطع الطرق، وتاليا لا يمكن اعتبار حديث السيد نصرالله في ما يتعلق بالمطالبة بمبادرة من الرئيس لحود سوى دعوة الى إنشاء حكومة جديدة تكرّس واقع الانقسام الحقيقي، باعتبار ان الحديث عن الرئيس لحود في مثل هذه المرحلة الحرجة جدا ليس سوى دحرجة للطابة الى ملعب المسيحيين وحدهم للتعامل كيفما كان مع الوضع الراهن حتى لو ادى ذلك إلى تشتتهم وتشرذمهم اكثر.

وفي موازاة هذه الرؤية شددت مصادر في "حزب الله" على أن كل حديث أمينه العام كان في اتجاه التوافق ولذلك استطرد وقال: "وإن لم يتم التوافق.. وإن لم نصل الى توافق، فإننا حينئذٍ نناشد رئيس الجمهورية القيام بخطوة إنقاذية. فكل الكلام الذي صدر كان باتجاه التوافق اذن، ولا نفهم كيف ان بعض الشخصيات اللبنانية ذهبت الى اعتبار ان كلامه نسف للمبادرة او يطاول الرئيس بري او يرمي إلى وضع عراقيل في وجه المبادرة.

تفسير بري ووهّاب

أما القريبون من الرئيس بري فوضعوا كلام نصر الله في خانة رد الفعل على مواقف وتصريحات يطلقها صقور 14 آذار/ مارس بين الحين والآخر ويهددون فيها باللجوء الى خيارات غير دستورية في انتخاب رئيس الجمهورية. واعتبر هؤلاء أن السيد نصر الله "لم يخرج قط عن الثوابت الدستورية والتوافقية التي وردت في مبادرتي بكركي وبعلبك لا بل إنه أكد ضروة سلوك طريق التوافق محذرا من التفرد".

لكن الوزير السابق وئام وهاب ، الذي يعتبر من أقرب الشخصيات في لبنان إلى القيادة السورية، كان له رأي مختلف، إذ قال: "إننا في مرحلة الايام العشرة الاخيرة من بقاء هذا الفريق الحاكم في السلطة، وبعد ذلك نحن أمام مرحلة جديدة. وكلام السيد حسن نصرالله هو تعبير عن موقف المعارضة كلها (...) ليس لدى المعارضة سوى اسم واحد هو العماد ميشال عون كمرشح توافقي اولا واخيرا، وأتمنى عليهم الخروج من مسألة الأسماء والفراغ .

أضاف: "أعتقد أن الانتخابات الرئاسية بدأت تبتعد أكثر فأكثر نتيجة الموقف الاميركي الذي يشجع الفريق الآخر على عدم التوصل الى تفاهم حول الرئيس التوافقي. لذلك أعدت المعارضة كل العدة، وكان كلام السيد حسن نصرالله واضحا. أعددنا العدة لمواجهة المرحلة المقبلة، سواء حاول البعض الانتخاب بالنصف زائدا واحدا، او حاول هذا البعض ضمان استمرار حكومة فؤاد السنيورة، ولا نرى ان هناك امكانا لاستمرارها. وما لفتني بالامس صورتين مختلفتين، صورة من كان يتكلم في احتفال "يوم الشهيد"، صورة رجل بحجم امة يتحدث عن أبطال سقطوا من اجل هذا الوطن، وصورة أخرى لمشهد في فندق مع شخص يعتبر نفسه زعيم أكثرية يجتمع مع بعض الناس المختبئين في هذا الفندق "كالفئران"، ويريدون صنع وطن، والوطن كما نعرف يصنعه الرجال وليس الفئران، ولهذا اعتقد ان الوطن سيكون كما الصورة الاولى وليس الثانية".

وتابع: "عندنا العماد ميشال عون كمرشح، فاذا لم يقبلوا به ننتظر بضعة أشهر، وحتى سنة، فما هي المشكلة؟ تحصل ادارة للفراغ وبعد ذلك لكل حادث حديث". وعما إذا كان اعتمد البطريرك صفير اقتراح مرشح غير العماد عون، فهل ستمشي المعارضة بذلك قال: :البطريرك لن يسمي، وهذا ما قاله لي قبل أيام، لأنه سمى في السابق ولم يلتزم احد بالاسم، وهو يعتقد ان الامر سيتكرر هذه المرة، ولهذا لن يسمي".

وعن الحديث حول عدم رغبة الرئيس لحود في القيام بأي خطوة كتشكيل حكومة ثانية، قال: "الرئيس لحود قال انه غير راغب اذا لم يكن عند المعارضة موقف، ولكن اذا كان عند المعارضة موقف فإنه سيتجاوب، وموقف المعارضة بدأ من الامس بالتبلور عبر كلام السيد حسن نصرالله، وسيتابع هذا الموقف، وكل اركان المعارضة سيناشدون فخامته بما ناشده به السيد حسن، وسبق أن قلت ان موقف السيد حسن هو موقف كل المعارضة".

وعن نظرته الى طريقة ادارة الفراغ، قال: "الرئيس لحود هو من سيقرر ذلك، وستكون خطوة دستورية تحتم على الرئيس السنيورة الذهاب الى منزله". وأضاف : "لن يكون هناك فخامة رئيس بل فخامة الفراغ (... ) وإذا ارادوا ايصال الامور الى التحدي فلا مشكلة . نحن ذاهبون بالتحدي حتى النهاية و "صحتين على قلب من يربح".

جنبلاط يرد على "أحدهم"

أما رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط فشنّ هجوماً عنيفاً على السيد حسن نصر الله من دون أن يسمّيه متهماً إياه بـ"نعي كل المبادرات السياسية سلفاً لحل الأزمة التي كان سبباً في افتعالها وتبشير اللبنانيين بمرحلة جديدة من الحروب والصراعات التي يأمل أن تغيّر وجه المنطقة، ودائماً من البوابة اللبنانية".

ورد في موقفه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدّمي الاشتراكي"، على كلام "أحدهم" عن "اللصوص والقتلة" مذكراً إياه بمن هم فعلاً "اللصوص والقتلة". وكتب : "إنّ اللصوص والقتلة هم الذين يريدون انتخاب رئيس دمية يشرعن تحويل الساحة اللبنانية إلى ساحة صراعات إقليمية وحروب عبثية تتجدد كل بضع سنوات. والرئيس الذي يريدون إنتخابه هو الذي يرفض القرارات الدولية التي جميعها، من 1559 إلى 1701 إلى النقاط السبع، تصب في اتفاق الطائف وفي مشروع بناء الدولة التي تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم وحصرية السلاح، الأمر الذي يتنافى مع توجهات اللصوص والقتلة الذين يتسترون تحت إسم المقاومة ليجعلوا من لبنان ساحة لا وطنا يوضع في خدمة لصوص النظام السوري والقتلة وشركائهم في بلاد فارس. والرئيس الذي يريدون انتخابه هو الذي يسقط المحكمة الدولية بموافقته المسبقة على الثلث المعطل في الحكومة المنتظرة التي يمكنها إعادة النظر في كل القرارات التي سبق أن اتخذت.

وهم الذين أصدروا بالأمس تكليفا شرعيا لـ(رئيس الجمهورية) اميل لحود بخلق الفوضى، وهو آخر بقايا النظام السوري والذي سيذهب إلى غير رجعة إبتداء من ليل 24تشرين الثاني الجاري، بعدما كان خادما أمينا للراعي السوري وأتباعه في لبنان، وبعدما ضرب المؤسسات والدستور وخرق القوانين وحرق البلاد وشهد عهده إراقة الدماء من خلال الاغتيال المنظم، الذي إما كان شريكا فيه وإما متغاضيا عنه في الحد الأدنى."

وأضاف جنبلاط أنّ "اللصوص والقتلة هم الذين خرجوا عن مقررات الحوار الجماعية وحاولوا تعطيل المحكمة الدولية وافتعلوا الحرب واحتلوا الساحات وحاصروا بيروت وأقفلوا مجلس النواب وشلوا المؤسسات الدستورية. وهم الذين يطلقون هذا الكلام التحريضي الذي يوحي أنه لا يعطل الحلول السياسية وفي الوقت نفسه يوعز إلى صغار حلفائه في لبنان بقيادة مشروع التعطيل والتخريب".

وتابع جنبلاط معتبراً أنّ "اللصوص والقتلة هم الذين يقومون بشراء الأراضي والعقارات بشكل منظم لتغيير الواقع الديموغرافي وللتمهيد لقيام دولتهم المناقضة لدولة الطائف والعيش المشترك والديمقراطية. وهم الذين يمدّون شبكات الهاتف الخاصة بهم بمعزل عن الدولة وهم الذين يسرقون الكهرباء ويرسمون الخطوط الحمر للجيش اللبناني ويعترضون على تقويته وتسليحه كي يبقى جيشهم القوي والأقدر على الانقلاب على المؤسسات".

وتابع جنبلاط في تعداده لـ"اللصوص والقتلة" قائلاً إنهم الذين "يستميتون في سبيل الدفاع عن القتلة القابعين في سجن رومية رغم علمهم بتورط هؤلاء في جريمة العصر. وهم الذين يوزعون عشوائياً أموال الهبات والمساعدات العربية التي أتت بعد حربهم العبثية في تموز. وهم الذين يدربون العصابات من الأحزاب التابعة لهم ويسلحونها ويحضرونها لحرب داخلية.".

وختم جنبلاط قائلاً "هذا غيض من فيض في مسيرة اللصوص والقتلة المعمدة بالدم وبالسجل الحافل من الممارسات المشبوهة، ونقول لأحدهم يكفينا نموذج حدائق الاحزان، ولا نريد أن يتحول لبنان جنة لصوص وقتلة بقيادته".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف