متمردو دارفور قد يتحدون لكن المحادثات لا تزال صعبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: قالت مصادر المتمردون ومحللون اليوم الاثنين ان المفاوضات بين جماعات المتمردين في دارفور للتوصل الى موقف موحد تسير على ما يرام غير أنه لا تزال هناك عقبات تعترض سبيل السلام حتى اذا عادت تلك الجماعات الى المحادثات مع الحكومة.
وقال المتمردون ان محادثات الوحدة في جوبا عاصمة جنوب السودان تتقدم بحضور جميع فصائل المتمردين ما عدا فصيل واحد وتوقعوا التوصل الى موقف موحد استعدادا لاي محادثات جديدة مع الخرطوم.وقال جار النبي وهو أحد قادة جيش تحرير السودان "المحادثات تسير على ما يرام." وقال قائد اخر هو أحمد عبد الشافي ان جيش تحرير السودان اتفق على موقف موحد.
وبدأت المفاوضات مع الحكومة في مدينة سرت الليبية يوم 27 أكتوبر تشرين الاول لكنها سرعان ما توقفت بعد أن رفضت معظم جماعات المتمردين الحضور قائلة انها لم يتح لها الوقت الكافي للاتفاق على موقف موحد.
ويأمل وسطاءالامم المتحدة والاتحاد الافريقي الان في اقناع المتمردين باستئناف محادثات السلام في أوائل ديسمبر كانون الاول. وأبدت جولي فلينت وهي مشاركة في تأليف كتاب عن التمرد المستمر منذ أربع سنوات ونصف السنة في دارفور قدرا من التفاؤل بشأن محادثات المتمردين.وقالت "المحادثات بين... بعض فصائل جيش تحرير السودان تحرز تقدما جيدا في جوبا" رغم المشاكل الناجمة عن غياب رئيس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد النور.
ولكن حتى اذا حضر جميع المتمردين في ديسمبر كانون الاول فان المراقبين لا يرون أي علامات تشير الى امكان نجاح المحادثات نظرا لنقص الاعداد من جانب الوسطاء ومطالبة المتمردين بتغيير مكان المحادثات.
وأغضب الزعيم الليبي معمر القذافي المتمردين عندما شبه الصراع في دارفور بنزاع على جمل. وقال لورانس روسين وهو سفير أمريكي سابق وعضو هيئة جماعة النشطاء (تحالف انقاذ دارفور) "تعليق القذافي الخاص (بالخلاف على جمل) وسلوكيات عامة حدثت في مؤتمر سرت لبدت أجواء المحادثات بالغيوم."
ومن بين المشكلات الاخرى اختيار تايي بروك زيرهون رئيس بعثة السودان لدى الامم المتحدة رئيسا لوفد التفاوض الحكومي. وهو مسؤول عن مراقبة اتفاق السلام بين الخرطوم والمتمردين السابقين في جنوب البلاد وهو اتفاق يواجه الان أكبر أزماته منذ توقيعه في العام 2005.
ويشكك البعض في بعثة الامم المتحدة أيضا فيما اذا كانت لديه المهارات القيادية لرئاسة مثل هذه المفاوضات المعقدة. ويواجه وسطاء الاتحاد الافريقي والامم المتحدة أيضا مهمة صعبة.
فبعد اتفاق السلام الذي وقعته في مايو ايار 2006 جماعة واحدة من ثلاث جماعات للمتمردين شاركت في المفاوضات مع الحكومة انقسم المتمردون أكثر من عشرة فصائل.
ويؤيد النازحون في المخيمات في دارفور ويزيد عددهم على 2.2 مليون نسمة عبد الواحد النور تأييدا أعمى وهو يرفض حضور المحادثات حتى تنتشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في دارفور وتصبح قادرة على السيطرة على الفوضى.
وقال خبير شؤون السودان أليكس دي وال "عملية سرت تقوم على كثير من الافتراضات المتفائلة وفي الوقت الحالي لا يتحقق أي منها." وأضاف أن المتمردين قد يصبحون أكثر اتحادا في ديسمبر كانون الاول ولكن ليس بالدرجة الكافية. ولن يكون لديهم الاستعداد للوصول الى حل وسط ولن تكون الحكومة مستعدة كذلك.
ويجب على الوسطاء أيضا أن يعملوا أكثر للتحضير لاستئناف المحادثات. وقال دي وال أن الامر يستدعى ستة أشهر على الاقل من العمل مع القادة المحليين قبل أن يتم الاتفاق على وقف لاطلاق النار يمكن استمراره وهو البند الاول في جدول أعمال المحادثات.