أخبار

الضغوط الدولية تتكثف لإنجاح الإنتخابات في لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: تتكثف الضغوط الدولية لمساعدة لبنان على حل أزمة الرئاسة مع وصول امين عام الامم المتحدة بان كي مون غدا الخميس الى بيروت حيث يتابع المندوب الفرنسي جان كلود كوسران مهمة وزير خارجية بلاده المتمحورة حول اعداد لائحة للمرشحين.لكن صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا نعت الاربعاء الجهود الفرنسية محملة المسؤولية للاكثرية فيما رأت الصحف اللبنانية ان محادثات كوشنير لم تؤد الى نتائج حاسمة.

وواصل كوسران لقاء القيادات المعنية واجتمع قبل ظهر الاربعاء مع البطريرك صفير الذي ينتمي رئيس الجمهورية الى طائفته والذي سيعد لائحة المرشحين، بحسب ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قبل مغادرته بيروت الثلاثاء.

كما اجتمع مع النائب سعد الحريري، احد زعماء الاكثرية النيابية، من دون ان يدلي بتصريحات.واعلن حزب الله، ابرز اركان المعارضة، ان المبعوث الفرنسي سيلتقي ممثلين عنه قبيل مساء الاربعاء.ومن ناحيته اكد بان كي مون الذي يصل الخميس الى بيروت انه سيحث اللبنانيين على "تجاوز خلافاتهم". ومن دون ان يسمي سوريا شدد على "ضرورة ان تتعاون كل الدول المجاورة بالكامل والا تتدخل في الشؤون السياسية اللبنانية".

وقال ان "المجتمع الدولي برمته والامم المتحدة تنتظر لدعم الشعب اللبناني" مضيفا "انا مستعد للقيام بكل ما في وسعي" في هذا الاطار.ومساء الجمعة، يصل الى العاصمة اللبنانية وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما الذي سبق له ان شارك في الجهود المبذولة لحل الازمة عندما زار بيروت مطلع الشهر الجاري مع نظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس وكوشنير.

وقبيل مغادرة بيروت مساء الثلاثاء، اعرب كوشنير عن تفاؤل حذر بتطبيق الالية الفرنسية التي تقضي بان يضع البطريرك صفير لائحة يختار منها الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، احد قادة المعارضة، اسما او اثنين للنزول بها الى البرلمان.وحذر المسؤول الفرنسي من "مرحلة صعبة" اذا لم يتم ذلك، معربا عن "انطباعه" بان صفير سوف يقدم خلال 48 ساعة لائحة مرشحين.

ورغم اعلان كوشنير، تتراوح المعلومات المتداولة حول موقف البطريرك بين انه انجز اللائحة وسلمها للموفد الفرنسي او انه لن يسلمها الا عندما يفتتح المجلس النيابي جلسته لانتخاب الرئيس.ونقلت صحيفة "الاخبار" اللبنانية المعارضة عن صفير ان تذليل عقبات التوافق على مرشح او اكثر ما تزال بحاجة لمزيد من البحث وقوله "يطلبون منا ان نعطي أملا للرأي العام وقد نقل البعض عنا اجواء تفاؤل لكننا لا نود ان نضع الناس في مثل هذه الاجواء لانه لا شيء محسوما بعد".

وقال مصدر من الاكثرية "واضح ان الاطراف الثلاثة المحلية (صفير وبري والحريري) يساندون المبادرة الفرنسية".واضاف المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته "لكن هناك واقعا اقليميا سوريا ايرانيا لم يتضح بعد موقفه وهو يحدد مصير المبادرة".

وفي دمشق نعت صحيفة "البعث" المبادرة الفرنسية معتبرة وكتبت "اصطدمت كل جهود الوساطة واخرها الفرنسية ممثلة بوزير الخارجية برنار كوشنير بالحائط المسدود".واضافت "يمكن القول دون الافراط في التشاؤم ان الاسبوع الاخير من الاستحقاق الرئاسي اللبناني لا يترك مجالا لاي تفاؤل بأن ينجح لبنان في الخروج من عنق الزجاجة".

واعتبرت "البعث" ان "الموقف المتعنت" للاكثرية يؤدي الى "قطع الطريق على اي حل يأتي برئيس توافقي"، معتبرة ان "لبنان مهدد في حال الفشل في عبور الاستحقاق الرئاسي بسلام، بالوقوع فريسة الفوضى والضياع والانقسام".وشددت "البعث" على ان "قوى المعارضة تقف موقفا حاسما وواضحا في رفضها السماح لتلك الفئة من المغامرين بالقاء لبنان في الفراغ القاتل".

اما صحيفة "السفير" اللبنانية المعارضة فاعتبرت ان زيارة المسؤول الفرنسي "تركت اسئلة اكثر مما اعطت اجوبة".ولفتت صحيفة "المستقبل" الموالية الى ان كوشنير "استبقى شتى الاحتمالات". وكتبت "بقدر ما اعطى جرعة من التفاؤل لم يستبعد الاسوأ ولم يستبعد الفشل"، مشيرة الى انه "لم يحسم الوجهة التي ستسلكها الامور في الايام العشرة الاخيرة للمهلة الدستورية" التي تنتهي بانتهاء ولاية الرئيس الحالي اميل لحود حليف دمشق في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي القاهرة، اكد المتحدث الرسمي باسم جامعة الدول العربية علاء رشدي ان الامين العام للجامعة عمرو موسى سيتوجه مساء الاربعاء الى دمشق لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين حول الازمة السياسية اللبنانية والاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المتوقع عقده في انابوليس في الولايات المتحدة.

وصرح ان موسى سيمضي الليلة في دمشق وسيواصل محادثاته غدا الخميس مع المسؤولين السوريين قبل ان يعود الى القاهرة في اليوم نفسه. ويفترض ان يعقد مجلس النواب اللبناني جلسة لانتخاب الرئيس الاربعاء في 21 تشرين الثاني/نوفمبر بعد ان تم ارجاء هذه الجلسة ثلاث مرات منذ بدء المهلة الدستورية في 25 ايلول/سبتمبر.واليوم الاربعاء، بدأت مهلة الايام العشرة الاخيرة لانتخاب خلف للرئيس اميل لحود. وضمن هذه المهلة، يتحول مجلس النواب اللبناني، بحسب الدستور، الى "هيئة انتخابية (...) يترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة اي عمل آخر".

يذكر ان ازمة الرئاسة قد ادت الى إرجاء ثلاث جلسات لانتخاب الرئيس منذ بدء المهلة الدستورية ومدتها شهران. وهذه الازمة هي جزء من ازمة سياسية متواصلة منذ نحو عام بين الاكثرية الحاكمة المناهضة لسوريا والمعارضة.وتهدد المعارضة بمقاطعة الانتخاب اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على اسم الرئيس، في حين تعلن الغالبية استعدادها لانتخاب رئيس بالاكثرية المطلقة اي النصف زائدا واحدا كحل اخير.

البطريرك الماروني محور الحركة السياسية والدبلوماسية لانتخاب الرئيس اللبناني

هذا ويستقطب البطريرك الماروني الحركة الدبلوماسية والسياسية الجارية في لبنان، والآمال معلقة على لائحة بأسماء مرشحين الى الرئاسة قد يضعها او لا يضعها، وهي ليست المرة الاولى التي يلعب فيها البطريرك مثل هذا الدور المرجعي.وفيما لا تزال المعلومات متناقضة حول ما اذا كان البطريرك نصرالله صفير اعد اللائحة المطلوبة منه ام لا، وان كان وافق على إعدادها ام لا، توقف محللون عند هذا الاختزال للازمة والخيارات عند "رجل واحد" بدا وكأنه يعود له ان يقرر مصير الرئاسة والرئيس، في ظل غياب تام للمؤسسات الدستورية.

وترى مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف فاديا كيوان ان لجوء الجميع الى "رجل واحد هو رجل دين لكي تكون له الكلمة الاخيرة" في اختيار الرئيس يدل على ان "الاقنية الديمقراطية غير سالكة".

واوضحت ان "آليات العمل الديمقراطي في البلد كلها مجمدة، وغير قادرة على تخريج نتيجة" على صعيد انتخابات الرئاسة التي بدأ العد العكسي للفترة الدستورية الاخيرة المخصصة لها اليوم الاربعاء.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في ختام زيارته الى بيروت الثلاثاء ان البطريرك صفير سيضع الاربعاء او الخميس لائحة باسماء مرشحين الى الرئاسة، على ان تنقل الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري (اكثرية) اللذين يعقدان اجتماعات منتظمة في محاولة للتوصل الى مرشح توافقي للرئاسة قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي اميل لحود في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

وكان بري والحريري وجها نداء الى صفير في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر طلب منه "ان يجمع القادة الموارنة الاساسيين بهدف التوصل الى وضع لائحة اسماء مرشحين توافقيين لرئاسة الجمهورية".لكن صفير الذي كثف خلال الفترة الاخيرة مبادراته في محاولة للوصول الى حل للازمة، اكد مرارا لمحادثيه رفضه المبدئي الدخول في لعبة التسميات.

ويقول الكاتب انطوان سعد، واضع سيرة البطريرك صفير ان هناك اسبابا عدة تجعل البطريرك رافضا في المبدأ فكرة تسمية مرشحين رئاسيين بينها "حرصه على الحفاظ على هيبة البطريركية المارونية ورفضه الدخول في خصومات مع اي من القيادات، لا سيما المسيحية منها" الموزعة بين المعارضة والاكثرية.ويضيف سعد الذي التقى البطريرك صفير اثر لقاء هذا الاخير مع كوشنير، ان صفير لا يريد ايضا ان يقدم على عمل "يعكس ضعفا في الحياة السياسية الديمقراطية".

كما ان من ابرز الاسباب التي تحول دون تسميته لمرشحين "شعوره الشديد بالمرارة" ازاء تجربة سابقة في هذا المجال في 1988.ويربط العديد من اللبنانيين والسياسيين بين ما يجري حاليا وبين ما حصل في 1988، يوم لم يتمكن مجلس النواب في ختام عهد الرئيس السابق امين الجميل من انتخاب رئيس جديد للجمهورية.يومها، تكثفت الضغوط الدولية على البطريرك صفير ليقدم لائحة باسماء مرشحين الى الرئاسة، فتجاوب بعد طول تردد.

ويروي انطوان سعد في كتابه "السادس والسبعون، مار نصرالله بطرس صفير"، ان صفير سلم السفير الاميركي في لبنان آنذاك جون ماكارثي لائحة تتضمن اسماء خمسة مرشحين كان بينها اسما المرشحين الحاليين الى الانتخابات ميشال عون وبطرس حرب.وكانت آلية التفاوض تقضي بان يسلم الاميركيون اللائحة الى السعودية التي تسلمها بدورها الى سوريا، صاحبة النفوذ من دون منازع في حينه في لبنان.

ووصلت اللائحة الى دمشق التي اعلنت على لسان حلفائها في لبنان رفضها لكل الاسماء الواردة في اللائحة ورفضها كذلك لآلية الترشيح من جانب البطريرك. وتلت ذلك سنتان طويلتان من الفراغ في سدة الرئاسة ومن الحروب الداخلية.

وقال سعد ان صفير قد يكون اقتنع اليوم من الفرنسيين وقرر الاستجابة لطلب التسمية بعد ان ادرك ان البديل هو الفراغ والانقسام، مضيفا "غير ان البطريرك يطلب ضمانات لجهة ان يتخطى الدور الفرنسي دور ساعي البريد، بمعنى ان يساهم عمليا بنجاح المبادرة".

ويشدد الكاتب السياسي جهاد الزين الذي وجه اربعة نداءات من خلال صحيفة "النهار" الى البطريرك صفير، كان آخرها بعنوان "نداء اخير الى غبطة البطريرك، المجازفة الاستراتيجية لا الامان التكتيكي"، ردا على سؤال عما اذا كان التوجه نحو البطريرك لا يعني تجاوزا للمؤسسات وللآليات الدستورية، على وجوب عدم الخلط بين "الاصلاح واولوية الانقاذ".ويضيف "نحن في زمن نحتاج فيه الى انقاذ لا الى اصلاح. ليس المطروح اليوم اصلاحا يعالج علاقة الديني والمدني، بل المطروح انقاذ الدولة اللبنانية من خطر الانهيار".

ويتابع "من جهة اخرى، في زمن تعيش المنطقة انفجار صراعات وحساسيات سنية شيعية، يبدو التطلع الى دور البطريرك والكنيسة تعبيرا عن الحاجة الى دور المسيحيين من اجل تأمين التوازن الداخلي".
الا ان سعد ينقل عن البطريرك تساؤله "من سيضمن فتح ابواب مجلس النواب لانتخاب الرئيس، اذا وضعت اللائحة؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف