واشنطن متكتمة قبل أنابوليس وعباس إلى السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، رام الله، وكالات: قبل أقل من أسبوعين على الإجتماع الدولي للسلام في أنابوليس تبقي الولايات المتحدة على الغموض بشأن هذا التجمع الهادف إلى إعادة إطلاق مسيرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولم يتم الإعلان رسميًا حتى الان عن موعد الاجتماع ولا مدته ولا لائحة المدعويين إليه، وخصوصًا جدول اعماله، ما يثير الشك في جدوى الاجتماع والبلبلة حتى لدى حلفاء واشنطن.
وفي الوقت الذي تقول فيه مصادر دبلوماسية اميركية واسرائيلية واوروبية، إن الاجتماع سيعقد الثلاثاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر ويسبقه عشاء للمشاركين في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، فإن المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك رفض الاربعاء اعلان موعد الاجتماع. وقال للصحافيين "لدينا ربما تاريخ لكني لست مستعدًا حتى الآن لإعلانه لكم"، مضيفًا "لن ادلي بأي اعلان بشأن اجتماع انابوليس. الدعوات لم توجه بعد".
ورفض المتحدث تفسير سبب تكتم الادارة الاميركية بشأن موعد الاجتماع مع انها كانت اعلنت في تموز/يوليو الماضي عقده في الخريف ما قد يظهرها في مظهر غير المستعد جيدًا لتنظيم الاجتماع. وفي الكواليس يقول مسؤولون في الخارجية الاميركية انهم يأملون في منح دول لا تزال مترددة ، مثل المملكة السعودية، مجالاً كافيًا لتقرير مشاركتها في آخر لحظة بناء على التقدم الذي تحرزه اطراف النزاع. وسيشكل حضور وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى جانب وفد اسرائيلي لأول مرة منذ عدة سنوات، نصرًا دبلوماسيًا مهمًا للولايات المتحدة.
واشترطت السعودية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وتقاطع البضائع الاسرائيلية، للمشاركة في الاجتماع وضع جدول اعمال دقيق وضمان حصول تقدم في الميدان.
وفي هذا الصدد، أكد ماكورماك الاربعاء ان الفلسطينيين والاسرائيليين قريبون من التوصل الى اتفاق بشأن وثيقة مشتركة ستعرض على المشاركين في الاجتماع. وقال "ان اجتماع انابوليس لن يخرج بهذه الوثيقة فقط. قبل انابوليس نتوقع اجراءات ميدانية عملية تتفق مع المرحلة الاولى من خارطة الطريق".
وتنص خارطة الطريق في مرحلتها الاولى على ان يتولى الفلسطينيون "وضع حد للعنف والارهاب" من جهة وان يتولى الاسرائيليون في المقابل "تجميد كافة الانشطة الاستيطانية". وذكر المتحدث باسم الخارجية ان الفلسطينيين والاسرائيليين يريدون "استخدام انابوليس نقطة انطلاق لمفاوضات بينهما لتسوية كافة القضايا العالقة بينهما وللعمل لوضع جدول زمني يتيح التوصل الى تسوية قبل نهاية ولاية الرئيس" جورج بوش في بداية 2009.
وعلاوة على السعودية اعلنت الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، نيتها دعوة سوريا بوصفها عضو لجنة متابعة مبادرة السلام العربية. ولم تؤكد سوريا حضورها الاجتماع غير ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اثارت مؤخرًا الامر مع نظيرها السوري وليد المعلم في اسطنبول على هامش اجتماع دول الجوار العراقي.
كما اشارت واشنطن ضمن لائحة المدعويين المحتملين، الى الاردن ومصر الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين وقعتا اتفاقية سلام مع اسرائيل، والى قطر والامارات العربية المتحدة. وإضافة الى هؤلاء يتنظر ان تشارك الدول الاعضاء في الرباعية الدولية للشرق الاوسط مع الولايات المتحدة (روسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) وبعض دول مجموعة الثماني علاوة على الممثل الخاص للرباعية توني بلير.
الرئيس الفلطسيني يتوجه الى السعوديه
اعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه ان الفلسطيني محمود عباس سيتوجه اليوم الخميس الى الاردن في طريقه الى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. واضاف ابوردينه "ان هذه الزيارة تأتي استكمالاً لجولة الرئيس عباس العربية السريعة والهامة للتشاور مع خادم الحرمين بخصوص الوضع الفلسطيني والصعوبات التي تعترض المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية". وأوضح ان عباس "سيضع خادم الحرمين بصورة كل ما يتعلق بالاستعدادات لمؤتمر انابوليس للسلام الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش".
وشدد على ان "الموقف الفلسطيني يعتمد على الدعم العربي الكامل سياسيا وان الرئيس عباس يولي اهمية كبيرة لدور المملكة العربية السعودية صاحبة المبادرة العربية للسلام الى جانب الدور المهم لكل من مصر والاردن وكل الدول العربية". وامتنعت السعودية حتى الان عن اعلان موقفها من المشاركة في اجتماع انابوليس، معتبرة انه لا بد ان يعالج قضايا جوهرية للدفع بعملية السلام في الشرق الاوسط المتعثرة منذ سبع سنوات.
وكان قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت إن أي مفاوضات اضافية بين اسرائيل والفلسطينيين بعد مؤتمر السلام المزمع عقده في الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام ستعتمد على اعتراف الفلسطينيين بدولة اسرائيل كدولة للشعب اليهودي. وكان الفلسطينيون قد قالوا مرارًا انهم لن يقبلوا أي شروط تحول دون عودة اللاجئين. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان الفلسطينيين ملتزمون بالشروط التي تضمنتها خطة دولية للسلام هي خارطة الطريق التي طرحت قبل أربع سنوات، بينها الاعتراف بحق دولة اسرائيل في الوجود. وأضاف عريقات ان خريطة الطريق لم تتضمن الاشارة الى الأديان.
قانون جديد حول القدس
من ناحية أخرى، وافق الكنيست الاسرائيلي مبدئيًا على مشروع قانون سيجعل من الصعب تغيير وضع القدس في أي اتفاق سلام قد يعقد لاحقًا مع الفلسطينيين. ويتطلب مشروع القانون موافقة ثلثي أعضاء الكنيست على أي تعديلات تمس قانونا اسرائيليا يعتبر القدس مقامة على أراض اسرائيلية. وسيتطلب تحول مشروع القانون المذكور الى قانون التصويت عليه ثلاث مرات اضافية. وقال النائب جدعون ساعر الذي صاغ القانون انه يرسل مؤشرات الى المجتمع الدولي بأن هناك اجماعا اسرائيليا حول عدم "تقديم تنازلات" بخصوص القدس.