إيران عازمة على تعميق التعاون مع وكالة الطاقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو، القدس، طهران: أعلن سفير إيران في روسيا غلام رضا أنصاري في مؤتمر صحافي، أن إيران مرتاحة من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث أشير إلى تحقيق تقدم في تقديم طهران المعلومات حول برنامجها النووي وعزمها على تعميق التعاون مع الوكالة. وجاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي عمم يوم أمس الخميس بالتحديد أن إيران تنفذ وعدها بالتعاون مع الوكالة بالرغم من إنها لم ترد بعد على عدد من الأسئلة الأساسية. ومع ذلك خطى الإيرانيون حسب تقدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية خطوات مهمة نحو الشفافية بشأن أنشطتهم النووية.
ويرى الدبلوماسي أنه من الضروري لنجاح حوار إيران مع الغرب خلق جو ثقة متبادلة". ويعتقد أنصاري أن "البلدان الغربية لا تثق بإيران ولا تود سماع صوتها". وترى طهران أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدحض مزاعم الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي تدعي أن البرنامج النووي الإيراني له أهداف عسكرية. وقد أشارت الولايات المتحدة في تعليقها على التقرير إلى إنها ستدعو الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة ضد إيران متهمة الأخيرة بسلوك نهج تحدي المجتمع الدولي. فقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض دانا بيرينو إن "التقرير يكشف بوضوح للأسف أن إيران غير مهتمة بالعمل مع باقي العالم".
وأشارت إلى أن بلادها ستتقدم بالتعاون مع باقي البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا بطلب فرض مجموعة ثالثة من العقوبات. وحذرت الولايات المتحدة الصين في هذا السياق من فشل المساعي الدبلوماسية الرامية إلى تسوية الملف النووي الإيراني إذا عارضت فرض عقوبات جديدة على طهران. ومن المعروف أن الصين وروسيا اللتين تمتلكان حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن تتحفظان بشأن فرض المزيد من العقوبات على طهران بسبب رفضها التخلي عن تخصيب اليورانيوم.
نجاد يرحب بتقرير الوكالة
ورحب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الجمعة بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التعاون الايراني في المجال النووي، منتقدا الافرقاء الغربيين الذين يبنون سياساتهم على "معلومات خاطئة". ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن احمدي نجاد قوله ان "تقرير (مدير الوكالة الذرية محمد) البرادعي واقعي نسبيًا ومتحرر الى حد بعيد من ضغط بعض القوى الكبرى". واضاف مخاطبًا الدول الغربية "لقد اكتشفتم الان ان المعلومات التي على اساسها اصدرتم قرارات كانت خاطئة. عليكم الان ان تتحلوا بالشجاعة وتقولوا +لقد ارتكبنا خطأ+".
وكان يشير الى قرارين لمجلس الامن الدولي فرضا عقوبات على ايران لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية. وقالت الوكالة الذرية في تقريرها الخميس ان ايران حققت "تقدما جوهريا" على طريق كشف طبيعة برنامجها النووي ومداه، لكن هذا الامر غير كاف. واعتبر احمدي نجاد ان على الولايات المتحدة ان تغير موقفها في ضوء هذا التقرير، وخصوصا انها تسعى الى استصدار قرار ثالث في الامم المتحدة لتشديد العقوبات على ايران. وقال "حان الوقت لتصحح الحكومة الاميركية موقفها. لا نتوقع اعتذارات كبيرة من جانبها، بل تبديلاً في الموقف".
وكان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي قال الخميس تعليقًا على تقرير الوكالة "بالنسبة الى الذين كانت تساورهم شكوك بشأن ملف ايران النووي، فإن التقرير واضح جدًا ويظهر سقوط الاساس الذي احيل الملف النووي بناء عليه الى مجلس الامن الدولي". واضاف ان "قضية اجهزة الطرد المركزي من طرازي +بي 1+ و+بي 2+ انتهت".
اسرائيل غير راضية عن تقرير الوكالة الذرية حول ايران
في المقابل اعربت اسرائيل الجمعة عن عدم رضاها عن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الايراني، لانه لم "يعرض" سعي ايران الى التزود بالسلاح النووي. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي مجالي وهبه ان "هذا التقرير تحاشى عرض نيات (الرئيس الايراني محمود) احمدي نجاد التي تعلمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها محمد البرادعي جيدا". واضاف ان "البرادعي يدرك ان تعاون ايران انتقائي ويعلم ان ايران تريد مواصلة تخصيب اليورانيوم".
وتابع المسؤول الاسرائيلي ان "اي مهلة اضافية يمنحها المجتمع الدولي لايران ستعطيها مزيدا من الوقت لتطوير قنبلة. على المجتمع الدولي ان يتحرك لاجبار ايران على وقف برنامجها (النووي) والرضوخ لقرارات مجلس الامن". وفي بيان في القدس، اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان التقرير "يؤكد ان ايران تواصل انتهاك قرارات مجلس الامن الدولي وتستمر في برنامجها النووي". واضافت "هذا التقرير يؤكد ضرورة ان يتخذ المجتمع الدولي تدابير حاسمة، تشمل تشديد العقوبات في مجلس الامن وخارجه".
وقالت الوكالة الذرية في تقريرها الذي نشر الخميس ان ايران حققت "تقدما جوهريا" لكشف طبيعة برنامجها النووي ومداه، لكن هذا الامر يبقى غير كاف. وتتهم اسرائيل ودول غربية عدة ايران بالسعي الى امتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وقررت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن انها سترفع الى المجلس مشروع قرار ثالثا بفرض عقوبات على ايران في حال افاد تقريرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير دبلوماسيي الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان "جهودهما لم تسفر عن نتيجة ايجابية". وايد وهبه الدعوات في اسرائيل الى اقالة البرادعي المتهم بابداء ليونة حيال ايران. واكد ان "البرادعي يطمر رأسه في الرمال ويعرض بذلك المنطقة والعالم لتهديد فعلي. هذا الامر يثير تساؤلات عدة".
وفي العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاوول موفاز ان كل الخيارات "لا تزال مطروحة" لوقف البرنامج النووي الايراني، بما فيها احتمال اللجوء الى القوة. وترفض اسرائيل توقيع معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، ويقول خبراء اجانب انها تملك ما لا يقل عن مئتي راس نووي اضافة الى صواريخ بعيدة المدى وغواصات تستطيع اطلاق صواريخ بالستية.